ليس هناك من جبال تعلو سفوحها الثلوج، ولا وديان وسهول تخترقها الجداول والأنهار، ولا فصول مناخية أربعة تتبدل فيها أوراق الأشجار وتنبت الزهور من جميع الأطراف، ولكن مع كل هذا استطاعت مملكتنا الغالية أن تثبت نفسها لتكون بلداً منافساً ضمن مجموعة الدول العربية التي تتمتع بسمعة عالية بالسياحة. وإعلان «المنامة عاصمة السياحة العربية لعام 2013» ليس بالأمر البسيط الذي يمكن أن نتغافل عن أهميته، أو أنه يمر علينا مرور الكرام.
فالإعلان عن مثل هذا الشعار لا يمكن أن يكون من باب المجاملات الوزارية أو الدبلوماسية، فهو جاء بقناعة تامة لمجلس وزراء السياحة العرب بدورته الـ 14 الذي عقد في المملكة العربية السعودية وبجهود متميزة لوزارة الثقافة.
ومنح المملكة مثل هذا الشعار البالغ الأهمية، يعني أن قادة البلاد وبتعاون وولاء أهل هذه الأرض الطيبة يقومون بجل جهدهم، من أجل إرساء المملكة على ميناء التقدم الوطني، والعمراني والاقتصادي، والسياحي والثقافي.
ففي عام 2012 أعلنت المنامة عاصمة الثقافة العربية، فهي مثل شقيقاتها من الدول العربية، حيث تمتلك ماض عريق، وحضارات متعددة، سكنت وعاشت على أرضها، يشهد لها التاريخ. لذا فقد أثار غضبي ما قرأته حول ما يقوم به العابثون، الذين يملكون فلسفة خاصة من الشعارات غير المفهومة، كيف أنهم يريدون تشويه تاريخنا الثقافي والأدبي العربي، والذي يميزنا عن سائر شعوب العالم، وذلك من خلال تحطيمهم لمجسمات الشخصيات الأدبية والشعرية.
هؤلاء الفلاسفة الذين عايشناهم بكتبنا، تغنينا بأشعارهم، فرحنا لفرحهم، وانتفضنا لغضبهم.
مجسمات الشخصيات الأدبية والشعرية تتعرض لهجوم الحاقدين على الأصالة والتاريخ. فالبداية كان الاعتداء على تمثال الشاعر الأبرز أبو العلاء المعري في سوريا، بعدها كان اختفاء رأس عميد الأدب العربي طه حسين من مصر، والمضحك المبكي أن مجهولين وضعوا نقاباً على تمثال كوكب الشرق «أم كلثوم»، الأمر الذي دفع وزارة الثقافة المصرية يوم 10 فبراير الماضي إلى إدانة الاعتداء على تمثاليْ أم كلثوم وطه حسين، عبر بيان يصف هذا العمل بأنه «يفتقد إلى كلّ القيم الوطنية والإسلامية والإنسانية». وإن كان الاعتداء على هذه المجسمات بهدف ديني، فلماذا لم تسلم أيضاً المخطوطات النادرة والمصاحف القرآنية؟!
البحرين باحتضانها لعاصمة الثقافة في عام 2012 وعاصمة السياحة في عامنا الحالي، تؤكد عراقتها وحضارتها ومكانتها الريادية بين الدول، وهي بذلك تدحض كل من يسعى للنيل منه، أو الطعن في خاصرتها بأيد خارجية.
إن المحافظة على ثروة البلاد التراثية هي واجب وطني، وحق البلاد علينا، فنحن لا يمكن أن نعلم أطفالنا كيفية الاهتمام بحاضرهم من دون أن نثري عقولهم بأصالة وعراقة ماضيهم الخصب، فمنها يمكننا أن نصنع ثقافة واعية، ونأمل في سياحة واعدة.
{{ article.visit_count }}
فالإعلان عن مثل هذا الشعار لا يمكن أن يكون من باب المجاملات الوزارية أو الدبلوماسية، فهو جاء بقناعة تامة لمجلس وزراء السياحة العرب بدورته الـ 14 الذي عقد في المملكة العربية السعودية وبجهود متميزة لوزارة الثقافة.
ومنح المملكة مثل هذا الشعار البالغ الأهمية، يعني أن قادة البلاد وبتعاون وولاء أهل هذه الأرض الطيبة يقومون بجل جهدهم، من أجل إرساء المملكة على ميناء التقدم الوطني، والعمراني والاقتصادي، والسياحي والثقافي.
ففي عام 2012 أعلنت المنامة عاصمة الثقافة العربية، فهي مثل شقيقاتها من الدول العربية، حيث تمتلك ماض عريق، وحضارات متعددة، سكنت وعاشت على أرضها، يشهد لها التاريخ. لذا فقد أثار غضبي ما قرأته حول ما يقوم به العابثون، الذين يملكون فلسفة خاصة من الشعارات غير المفهومة، كيف أنهم يريدون تشويه تاريخنا الثقافي والأدبي العربي، والذي يميزنا عن سائر شعوب العالم، وذلك من خلال تحطيمهم لمجسمات الشخصيات الأدبية والشعرية.
هؤلاء الفلاسفة الذين عايشناهم بكتبنا، تغنينا بأشعارهم، فرحنا لفرحهم، وانتفضنا لغضبهم.
مجسمات الشخصيات الأدبية والشعرية تتعرض لهجوم الحاقدين على الأصالة والتاريخ. فالبداية كان الاعتداء على تمثال الشاعر الأبرز أبو العلاء المعري في سوريا، بعدها كان اختفاء رأس عميد الأدب العربي طه حسين من مصر، والمضحك المبكي أن مجهولين وضعوا نقاباً على تمثال كوكب الشرق «أم كلثوم»، الأمر الذي دفع وزارة الثقافة المصرية يوم 10 فبراير الماضي إلى إدانة الاعتداء على تمثاليْ أم كلثوم وطه حسين، عبر بيان يصف هذا العمل بأنه «يفتقد إلى كلّ القيم الوطنية والإسلامية والإنسانية». وإن كان الاعتداء على هذه المجسمات بهدف ديني، فلماذا لم تسلم أيضاً المخطوطات النادرة والمصاحف القرآنية؟!
البحرين باحتضانها لعاصمة الثقافة في عام 2012 وعاصمة السياحة في عامنا الحالي، تؤكد عراقتها وحضارتها ومكانتها الريادية بين الدول، وهي بذلك تدحض كل من يسعى للنيل منه، أو الطعن في خاصرتها بأيد خارجية.
إن المحافظة على ثروة البلاد التراثية هي واجب وطني، وحق البلاد علينا، فنحن لا يمكن أن نعلم أطفالنا كيفية الاهتمام بحاضرهم من دون أن نثري عقولهم بأصالة وعراقة ماضيهم الخصب، فمنها يمكننا أن نصنع ثقافة واعية، ونأمل في سياحة واعدة.