لن تنفروا إلى ساحة قتال، ولا إلى جبهة صدام، بل إلى أرض تعلنون فيها عن أنفسكم، أنكم موجودون، وأنكم شعب البحرين الأصيل، والمكون الثابت، الذي لا تغيره ظروف، ولا تخلخله ادعاءات، ولا منشورات، أنتم يا أهل الفاتح أمام امتحان أمام الله، إنكم اليوم أمام وقفة سيسجلها التاريخ، فيجب أن تكونوا على قدر مسؤولية حفظ مستقبل أجيالكم من الضياع والتشتت، عندما يبحثون عن هويتهم فلا يجدوها إلا في مواقفكم التي كانت الفاصل بين الحق والباطل، ذلك الفاصل الذي حددته وقفتكم الخالدة في ساحة الفاتح، وها هي وقفة فاصلة أخرى لا تقل وزنها عن الوقفة الأولى، فالغول هو الغول، لم يتغير، بل زاد تعنتاً، وطالت أياديه أجسادكم، وغداً ستطال أجساد أبنائكم، وبيدكم الآن تستطيعون أن تقطعوا يد هذا الغول، أو تمدوها.
نبدأ هنا بتذكيركم بقول الله تعالى (مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة)، ومن هذه الآية نقول إنه الجهاد، الذي لا يشترط شروطاً، ومهما كانت الشروط فمصلحة البحرين وأمنها مقدمة على نفوسنا وعلى غرورنا، وأن من يشترط وقفته بشروط فنقول له اتق الله في البحرين، اتق الله في أمة الإسلام، اتق الله في مستقبل هذا البلد، فالبحرين لم تطلب منكم أن ترفعوا سهماً ولا رمحاً وتذهبوا إلى ساحة الموت، بل هي وقفة في مكان جميل فيه نتراص وندعو الله أن يحفظ البحرين، ندعو الله أن يوحد صفوفنا ويرزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة التي تدله على الخير لمستقبل الوطن، ندعو الله أن يسد باب الشر، ويقلع عيون أعداء البحرين في الداخل والخارج، ندعو الله أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً بقيادة ولاة أمورنا آل خليفة الكرام، الذين عشنا بظل حكمهم، ونحن نرفل بثوب العزة والكرامة، مطمئنين على أعراضنا، ومستقبل أبنائنا، إنها الوقفة التي لن تضطروا فيها إلى ركوب جبال، ولا عبور محيطات، بل تسيروا إليها بكل وقار وثبات، تؤكدون فيها أنكم أهل البحرين الذين لن تخذلوها من أجل غرور نفسي، أو شعور وهمي، يحاول أن يحبطكم، فإحباطكم هذا يفرح أعداء البحرين، وتخاذلكم يحقق أمنياتهم، حينما تصل الرسالة إلى المجتمع الدولي أن شعب البحرين هي تلك المسيرات والتجمعات التي تقودها «الوفاق» وتتحدث باسمها، وبذلك يصدق قول علي سلمان عندما يتحدث ويقول «هذه إرادة شعب البحرين».
يا أهل الفاتح، ماذا أنتم بالنسبة للشعب السوري الذي قدم نفسه وولده وماله من أجل كيان أمته ودينه وعرضه؟ ماذا أنتم بالنسبة لأطفال سوريا الذين خرجوا يهتفون ضد الظالم والطاغية الإيراني الذي هو نفسه اليوم يطرح أرضكم ويساوم عليها؟ ماذا أنتم يا رجال بالنسبة للطفل السوري الشهيد حمزة الخطيب؟ ماذا أنتم يا رجال الفاتح بالنسبة لنساء سوريا اللاتي حملن السلاح للدفاع عن أرضهن وشرفهن؟
أين أنتم يا أهل الفاتح؟
نريد أن نشاهد دموعكم الصادقة التي سقطت على تراب الفاتح، نريد أن نسمع قوة صدى أصواتكم التي صمتت لسماعها نجوم السماء وتراب الأرض ومياه البحر، نريد أن نرى أياديكم تتشابك، نريد أن ترددوا، وتبايعوا ولاة أموركم، نريد أن تصروا على مطالبكم، نريد أن تتحدوا، ضد كل من يحاول كتم أصواتكم، وأن تلقنوهم درساً، وتؤكدوا لهم أنكم رقم صعب، يكسر معادلاتهم، ويصفر حساباتهم، جددوا ولاءكم، ارفعوا صور قياداتكم، ارفعوها، دعوا العالم يشاهدها، انشدوا بأقصى حناجركم، شعب البحرين لا يريد حكومة منتخبة، بل يريد حكومة خليفية على رأسها خليفة بن سلمان دائماً وأبداً، ستبقى خليفية، طالبوا بأن تكون الدوائر الانتخابية كما هي، لا تبديل، ولا تجديد، ولا تعديل، طالبوا بتطبيق القانون على رؤوس الفتنة، الذين أفتوا بسحق رجال الأمن، طالبوا بتقوية الأجهزة الأمنية ومضاعفة مزاياها، طالبوا برفع مستوى التعبئة العسكرية، ورفع أجور عساكرها، طالبوا بتمييز حماة الوطن من رجال الأمن والجيش، فهم الدرع والحصن الواقي بعد الله سبحانه وتعالى.
يا أهل الفاتح.. البحرين تناديكم فانفروا خفافاً وثقالاً.