تعددت الأحداث في مملكة البحرين خلال أقل من أسبوع، وقد بلغ أغلبها من الأهمية ما لا يمكن المرور من دون التعقيب عليه أو مناقشته في قطاف تلك المرحلة: - حضور تجمع عراد قبل أيام قلائل، لا يعني تمثيل الحضور من قبل قادة التجمع، وإنما هو تلبية لنداء البحرين الحبيبة، بمعزل عن أي خطاب تم إلقاؤه.- كان حضور المواطنين في ذكرى تجمع الفاتح، نتاج صراع بين خيارين، إما المشاركة من أجل البحرين، وإما التراجع والتخاذل بسبب قيادة التجمع التي زايدت على الأصوات مراراً وتكراراً. وكان القرار النهائي الأصوب، تلبية نداء الوطن قبل أي اعتبار آخر، مع ضرورة التأكيد على مبدأ «كل فرد يمثل نفسه».- كثير ممن حضروا التجمع الأول في 21 فبراير 2011، لم يحضروا ذكراه السنوية الثانية هذا العام، ليس تراجعاً عن الولاء الوطني والانتماء للبحرين، وإنما بسبب خذلان «تجمع الوحدة الوطنية» لجمهوره في عدد من المواقف المصيرية والحاسمة.- «ليتنا نتعلم من الأطفال كيف يطلبون بكل قوة ما يرغبون فيه»، فهل سيطلب المواطنون الأمان والاستقرار بكل ما آتاهم الله من قوة ويرسخون مواقفهم وإصرارهم في ذاكرة التاريخ بمزيد من الثبات ومزيد من النضج في الطرح والتكرار؟!- من المؤسف أن يطالب «تجمع الوحدة الوطنية» بزيادة الرواتب في مناسبة كهذه، وكأنه يسعى لقبض ثمن مواقفه السياسية في نصرة وطنه. متى ستستيقظ الحكومة إلى الواقع المرير للشعب البحريني على المستوى المعيشي وتقدم ما يليق به من «حياة كريمة» دون مزيد من المطالبات البائسة والمشينة؟! ومتى سيكف التجمع عن أسلوب الاستجداء على هيئة تكسّب لنيل أبسط الحقوق المواطنية على أرض البحرين؟- خالص الشكر والتقدير لجلالة الملك المفدى، على اعتزازه بوقفة أهالي البحرين الجماهيرية، في الذكرى الثانية لتجمع الفاتح، من أجل حماية المكتسبات الوطنية، وتجديد مشاعر الصدق في الولاء والانتماء لمملكتنا الغالية. وعلى تأكيد جلالته استمرار سياسة الإصلاح والتطوير والتحديث في مملكة البحرين، ضماناً لتوفير «الحياة الكريمة للمواطنين».- تحية خاصة ملؤها التقدير والإجلال، لتلك الجهود الجبارة المبذولة من قبل «الأمن الوطني البحريني» في الكشف عن الخلية الإرهابية، فضلاً عن عمله الدؤوب المتواصل والمثابر في تاريخه الطويل إزاء كافة القضايا والأخطار التي تهدد البلاد من الداخل والخارج.- نتوقع موقفاً جاداً من القضاء، إزاء قضية الخلية الإرهابية المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، وعدم التهاون على الإطلاق، فالتراخي في هكذا موضوع قد تكون عواقبه وخيمة على مستقبل وطن بأكمله، بل على مستقبل كتلة دول مجلس التعاون الخليجي برمتها.- تدور رحى الصراع في مواقع التواصل الاجتماعي حول الظالم والمظلوم في قضية استشهاد أو مقتل كل من رجل الأمن والجزيري، وبغض النظر عن وجهات النظر الشعبية المبنية على التوجهات السياسية لكل طرف من الطرفين، فإنه من المشين فعلاً أن تتعامل بعض المؤسسات الإعلامية بنوع من التزييف الضمني للحقائق، وعدم إعطاء الأمور مسمياتها الحقيقية والاستعاضة عنها بألفاظ باردة، مثل «مقتل رجل أمن»، و»أعمال تخريبية لمتظاهرين»، متجاهلين بعض الاصطلاحات الناجعة نحو «استشهاد» و»إرهاب» وغيرهما، وهي مشكلة كامنة في لغة الخطاب الإعلامي في بعض المؤسسات. أما آن الأوان للإعلام أن يستيقظ؟! فتباً لحيادية تجرد الوطن من قضيته!!