ما جادت به قريحة الوفاق وكتابها في صحيفتهم بمن فيهم زعيم الشفافية حول ما حدث يوم الخميس من تعليق على الدمار والخراب الذي حدث في سبع عشرة قرية بحرينية دمستان، العكر، بوري، النويدرات، الهملة، شهركان، السهلة الجنوبية، مقابة، الزنج، المعامير، الدير، الديه، جبلة حبشي، عالي، كرزكان، هو جريمة يعاقب عليها القانون فشاهد الزور شريك في الجرم، «شاهدت 17 «يوتيوب» مصوراً لتلك المناطق بكاميرات الإرهابيين وهم من نشروا تلك التسجيلات مصحوبة بأغانٍ لبنانية مثل «سلمت يداك»».
فإن كنتم جلوساً محبوسين في بيوتكم وتدعون أنكم لم تشاهدوا بأعينكم تلك الجرائم فتلك كذبة ما بعدها كذبة، وإن كنتم لا تستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وقد نشرت جميعها تلك التسجيلات فتلك كذبة أخرى، وإن كنتم شاهدتم سحب الدخان الناجمة من مسيل الدموع وشاهدتم سيارات الأمن ومدرعاتها ولكن لم تقع عينكم على تفجيرات القنابل المحلية ولا على مئات زجاجات المولوتوف التي صنعت في المنازل وخرج بها الإرهابيون يقذفونها على المارة، ولم تروا قذائف السهام ولا سيارات الأمن وسيارات الناس التي حرقت ولا أعمدة الإنارة التي أسقطت ولا عن الأرصفة التي قلعت ولا عشرات حاويات القمامة التي بحثوا داخلها عن كرامتهم، فأنتم كذبة فجرة.
كل مشاهد الحرق والتخريب والإرهاب ولم تنبسوا بحرف واحد عنها، وليتكم سكتم، بل كتبتم تنتقدون استخدام رجال الأمن لمسيل الدموع، وكلنا حمدنا الله إذ لم يسقط ضحية جديدة في ذلك اليوم إلا أنتم، فقد انتظرتم على أحر من الجمر وصول بضاعة جديدة «جثة» تقتاتون منها لتتاجروا بها إنما خاب ظنكم.
نحن إذاً أمام دعم ممنهج للإرهاب، مهمته المكلف بها أن يغطي ويعتم بتعمد عن الجرائم الإرهابية، يدعي عدم رؤيتها يتجاهلها وكأنها لم تكن، لا عين الكاتب ولا عين الحقوقي ولا عين السياسي ولا عين مصوريهم رأت الجرائم التي ارتكبت، لأن مهمتهم التي تم تكليفهم بها ودورهم في الجريمة هو إخفاؤها والتستر عليها، فهم مراسلو وكالات الأنباء وهم أعضاء المنظمات الدولية وهم الثقاة في أمريكا وأوروبا ويحصدون جوائز المراقبة الدولية النزيهة!! ودورهم أن يشاهدوا سحب مسيل الدموع ودورهم أن يشاهدوا سحب الإطارات والحاويات والسلندرات، دورهم أن يروا ضحاياهم من الشباب المغرر بهم ولا يروا ضحايا إرهابهم.
كتاب مقالات، رؤساء جمعيات، أعضاء منظمات، رجال دين، بدؤوا ينزلون إلى الدرك الأسفل من الإباحيات حتى وصل بهم الحال إلى الاتصال بصحف إسرائيلية والمشاركة في تنظيمات المثليين والسحاقيات، ثم أباحوا الكذب وحللوه للدرجة التي يتجاهلون بها بتعمد تفجيراً يصم الآذان وقذارة منتشرة في الطرقات، وممتلكاتهم العامة تخرب وأهالي منطقتهم يهربون منها بعد أن أغلقوا عليهم أبواب المدارس والطرقات وأتلفوا سيارات من يحاول المغادرة، كل تلك الجرائم لم يرها لا بيان الوفاق ولا كتاب صحيفتهم، ورغم أن زعيم الشفافية يفترض به أنه شفاف لكن عتمة القلوب تمنعه من رؤية أصابع يديه.
هل هذا الكذب موجود في عقيدة المنظمات الدولية التي تتبعونها؟ هل موجود في عقيدة أهل البيت الذين تجلونهم؟ هل موجود في الإسلام؟ أين تعلمتموه؟ هل هناك مدرسة تدرسه؟ هل هناك منهج يعلمه؟
هل تعتقدون أنكم إن حققتم أهدافكم وطموحكم ستنفعكم تلك المنظمات وتلك الوكالات الغربية التي كذبتم عليهم وشهدتم زوراً لها؟ أليس مصيركم ومردكم إلى التعامل مع شركائكم في الوطن الذين شهدوا على كذبكم «البواح» وشهدوا على تزويركم للحقائق؟ فهل أبقيتم لكم من وجه واحد على الأقل يجعل مواطنيكم يتقبلون التعامل معكم مستقبلاً؟.
المحرض على الجريمة ليس هو من قال اسحقوهم فقط، المحرض هو من كان في موقع إبداء الرأي وموقع المراقبة وموقع التحكيم ثم شهد بالزور وقال لم أر، لم أسمع، ولن أتكلم, وذلك من أجل تضليل الحقيقة، تلك جريمة إرهابية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
هو تعامٍ وتغاضٍ وإنكار وتجاهل متعمد ومقصود به تقديم الدعم للإرهاب وتضليل العدالة.