هي بالتأكيد خطوة يقال فيها إنها رائعة ومطلوبة بشدة بقدر ما يقال عنها إنها متأخرة.. وأن تكاد تكون شمعة حقيقة وحيدة في مواجهة سيل من الظلام.. ولكن مع ذلك فسوف يسجل لـ «ملتقى البحرين الدولي» الذي انطلقت أعماله صباح الأحد 31 مارس 2013، أنه فاصل بين حالتين: واحدة مليئة بالتضليل ولكن ذات صوت مرتفع ومسمـــوع، والثانية تحمل حقائقها على عاتقها وتكظم جراحهـــا ولا يكاد يسمعها أحد جراء ما تتعرض له من أجندات عابرة للقارات وتشويهات محلية ومنظماتية عالمية..!
والحال أن حاجة البحرين لمثل هذا الملتقى، لا تختلف عن حاجة الدول والشخصيات والمؤسسات الأجنبية المشاركة فيه وخاصة الأمريكية والبريطانية.. لكونه الملتقى الأول الذي يتعرض للازمة البحرينية بعين فاحصة عاقلة، والذي تعرض فيه الحقائق من دون تشويه، وتستعرض فيه الصورة البحرينية الناصعة من دون تزوير، وبعيداً عن فبركات المنظمات الحقوقية والجمعيات السياسية وألاعيب الفضائيات التي تحركها جهات سياسية خارجية، تستخدم الورقة الطائفية لتنفيذ برامجها وأجنداتها السياسية والقومية.
من ذلك ـ مثلاً ـ أن السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة السيد جون بولتون، وهو العالم بما بين سطور الأسرار، يعترف في الملتقى بأنه «على الرغم من متانة العلاقات الثنائية بين البحرين وأمريكا.. فإنهم لا يتواصلون بالشكل الصحيح والمطلوب».. وهي حقيقة يجب أن تقرأها بعدسات مكبرة كل من: وزارة الخارجية البحرينية وسفارتنا في واشنطن والسفارة الأمريكية في المنامة.. وأن تجيبنا أيضاً على السؤال الطبيعي في هذه الحالة: لماذا لا نتواصل بشكل صحيح..؟!
أما رئيس المجلس البحريني الأمريكي الدكتور صادق آل خلف الله فيتوقف عند «تأكيد أعضاء حاليين وسابقين في الكونغرس الأمريكي مشاركين في الملتقى على أن قضية البحرين لم تفهم بالمعنى الصحيح من قبل الإدارة الأمريكية والكونغرس فيما سبق وأن هناك تعاطفاً كبيراً حالياً مع المملكة في هذا الخصوص»..!
والواقع أننا في البحرين لا نريد من أمريكا وبريطانيا وإدارتها ومجالسها تعاطفاً بقدر ما نريد فهماً حقيقياً ورؤية بعينين اثنتين وليس بعين واحدة..! كما نريد وببساطة شديدة سفراء يلتزمون بالقواعد والأعراف الدبلوماسية، وينقلون الحقائق البحرينية إلى دولهم وحكوماتهم كما هي، وبقدر ولو معقول من المسؤولية والمصداقية.. نريد سفراء دبلوماسيين وليس سياسيين.
وما نقوله عن السفارات الغربية والأوروبية تحديداً، نقوله أيضاً عن بعض الجهات البحرينية التي لم تحاول أن تتقن عملها كما ينبغي في عرض الصورة البحرينية الحقيقية، وفي إقناع العالم بها، وخاصة في الجانبين الأمريكي والبريطاني.. والشاهد هنا أن زيارات عدد من الساسة الأمريكيين والبريطانيين وأعضاء مجالس العموم واللوردات والكونغرس المختارين بعناية وعقلانية ساهمت في تعريفهم أولاً بحقيقة الأوضاع في البحرين عن قرب وعلى أرض الواقع، وساهمت ثانياً في إسماع الصوت البحريني الحقيقي إلى اللجان المهمة في المجالس البريطانية والكونغرس الأمريكي، كما فعل السيناتور دان بيرتون عندما خاطب لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس العام الماضي وما عرضه موثقاً حول ما شهدته البحرين من عنف خاصة في جامعة البحرين بعد زيارته الهامة للمملكة.. وكما فعل أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، الذين زاروا البحرين من دون أفكار معلبة ومسبقة ومن دون أجندة جاهزة تم إعدادها وراء الأبواب المغلقة في منظمة «فرونت لاين»..!!
لقد تابعنا أعمال اليوم الأول ــ صادف اليوم الثاني انعقاد جلسة مجلس الشورى التي لم نستطع الاعتذار عنها ــ من الملتقى وفي نفوسنا كثير من الإعجاب وكثير من الدهشة..!!
أما الكثير من الإعجاب فللجهود المشكورة لكل من جامعة البحرين والمجلس البحريني الأمريكي، اللذين تبنيا الدعوة والإعداد لهذا الملتقى الهام، بالمستوى الرفيع للشخصيات المشاركة والمستوى العالي والوازن للمعاهد والمؤسسات العالمية المساهمة فيه.. وأما الكثير من الدهشة، فلحجم الكذب والافتراءات والتشويه وحتى الإهانات التي تعرضت لها البحرين منذ اشتعال شرارة الأزمة وحتى الآن، ليس فقط على أيدي مواطنين بحرينيين يتمتعون بكامل الحرية وربما الحصانة.. بل وعلى أيدي منظمات ذات صبغة إنسانية وهوية عالمية تمارس تركيز كل عدساتها على ما يجري في الساحة البحرينية بينما لا ترى ولا تسمع أصوات القتل وهتك الأعراض والتهجير والدماء السائلة في بعض الدول المجاورة ..!
وكل ذلك انكشف واضحاً في الملتقى الذي نثق تماماً انه ومنذ لحظة انطلاقته باشر فعلياً في تحقيق أهدافه وفي إحراز قدر كبير من النجاح والتقدير محلياً وعالمياً، خاصة مع هذه المشاركة الواسعة والمرموقة لعدة دول ومؤسسات ذات تأثير كبير في المجتمع الدولي، إلى جانب مشاركة ستة من المعاهد السياسية صاحبة النفوذ في صناعة القرار الأمريكي، وعدد ممتاز من الشخصيات الوازنة في مجالات الفكر والسياسة والحقوق والحريات والمجال التشريعي والتي تتمتع بسمعة عالمية مرموقة.
نتمنى أن تتعدد أمثال هذا الملتقى، الذي سبق أن أوضحنا أن الحاجة إليه ليست بحرينية فقط .. فثمة حاجة أمريكية لمعرفة الحقيقة واختيار الطريق المناسب لها، وثمة حاجة بريطانية وفرنسية وألمانية.. وثمة دول ومنظمات ومؤسسات برلمانية شرقية وغربية لم تصل بعد إلى نفس القناعات التي عبر عنها المشاركون في الملتقى، وتوصل إليها من قبل السفير البريطاني في المنامة ووفود المجالس التشريعية البريطانية والفرنسية والأمريكية.. وغيرها التي زارت المنامة، ومشت على أرضها وغيرت الكثير من مواقفها المسبقة بمجرد أن تعرضت لشمس الحقيقة البحرينية.. كما هي، بصدقها ونظافتها وطهارتها وعمق دفئها وحنانها.. وإيمانها بالبحرين وطناً للحقيقة ومملكة للإصلاح وموئلاً للحقوق.
ونحن بالتأكيد لا نريد ولا نبحث من مثل هذا الملتقى عن اصطفافات عالمية ولا نريد جهات عالمية تنتصر لفئة من شعب البحرين ضد فئة أخرى.. نحن نريد من هذا الملتقى وغيره، أن تظهر الحقائق المغيبة، وأن يقرأها أخوة لنا أعزاء في الوطن، كما يقرؤها المحلل والسياسي الأمريكي والبريطاني الذي أزاح عن عينيه غمامة الإعلام المأجور والمنظمات صاحبة الأجندات الانقلابية.. وبعدها فأهل البحرين أقدر على حل كل مشكلاتهم بأنفسهم.. وأقدر على فهم خصوصياتهم من دون وصاية من أحد ومن غير تدخل خارجي مذموم أو داخلي مأزوم.
عضو مجلس الشورى
{{ article.visit_count }}
والحال أن حاجة البحرين لمثل هذا الملتقى، لا تختلف عن حاجة الدول والشخصيات والمؤسسات الأجنبية المشاركة فيه وخاصة الأمريكية والبريطانية.. لكونه الملتقى الأول الذي يتعرض للازمة البحرينية بعين فاحصة عاقلة، والذي تعرض فيه الحقائق من دون تشويه، وتستعرض فيه الصورة البحرينية الناصعة من دون تزوير، وبعيداً عن فبركات المنظمات الحقوقية والجمعيات السياسية وألاعيب الفضائيات التي تحركها جهات سياسية خارجية، تستخدم الورقة الطائفية لتنفيذ برامجها وأجنداتها السياسية والقومية.
من ذلك ـ مثلاً ـ أن السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة السيد جون بولتون، وهو العالم بما بين سطور الأسرار، يعترف في الملتقى بأنه «على الرغم من متانة العلاقات الثنائية بين البحرين وأمريكا.. فإنهم لا يتواصلون بالشكل الصحيح والمطلوب».. وهي حقيقة يجب أن تقرأها بعدسات مكبرة كل من: وزارة الخارجية البحرينية وسفارتنا في واشنطن والسفارة الأمريكية في المنامة.. وأن تجيبنا أيضاً على السؤال الطبيعي في هذه الحالة: لماذا لا نتواصل بشكل صحيح..؟!
أما رئيس المجلس البحريني الأمريكي الدكتور صادق آل خلف الله فيتوقف عند «تأكيد أعضاء حاليين وسابقين في الكونغرس الأمريكي مشاركين في الملتقى على أن قضية البحرين لم تفهم بالمعنى الصحيح من قبل الإدارة الأمريكية والكونغرس فيما سبق وأن هناك تعاطفاً كبيراً حالياً مع المملكة في هذا الخصوص»..!
والواقع أننا في البحرين لا نريد من أمريكا وبريطانيا وإدارتها ومجالسها تعاطفاً بقدر ما نريد فهماً حقيقياً ورؤية بعينين اثنتين وليس بعين واحدة..! كما نريد وببساطة شديدة سفراء يلتزمون بالقواعد والأعراف الدبلوماسية، وينقلون الحقائق البحرينية إلى دولهم وحكوماتهم كما هي، وبقدر ولو معقول من المسؤولية والمصداقية.. نريد سفراء دبلوماسيين وليس سياسيين.
وما نقوله عن السفارات الغربية والأوروبية تحديداً، نقوله أيضاً عن بعض الجهات البحرينية التي لم تحاول أن تتقن عملها كما ينبغي في عرض الصورة البحرينية الحقيقية، وفي إقناع العالم بها، وخاصة في الجانبين الأمريكي والبريطاني.. والشاهد هنا أن زيارات عدد من الساسة الأمريكيين والبريطانيين وأعضاء مجالس العموم واللوردات والكونغرس المختارين بعناية وعقلانية ساهمت في تعريفهم أولاً بحقيقة الأوضاع في البحرين عن قرب وعلى أرض الواقع، وساهمت ثانياً في إسماع الصوت البحريني الحقيقي إلى اللجان المهمة في المجالس البريطانية والكونغرس الأمريكي، كما فعل السيناتور دان بيرتون عندما خاطب لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس العام الماضي وما عرضه موثقاً حول ما شهدته البحرين من عنف خاصة في جامعة البحرين بعد زيارته الهامة للمملكة.. وكما فعل أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، الذين زاروا البحرين من دون أفكار معلبة ومسبقة ومن دون أجندة جاهزة تم إعدادها وراء الأبواب المغلقة في منظمة «فرونت لاين»..!!
لقد تابعنا أعمال اليوم الأول ــ صادف اليوم الثاني انعقاد جلسة مجلس الشورى التي لم نستطع الاعتذار عنها ــ من الملتقى وفي نفوسنا كثير من الإعجاب وكثير من الدهشة..!!
أما الكثير من الإعجاب فللجهود المشكورة لكل من جامعة البحرين والمجلس البحريني الأمريكي، اللذين تبنيا الدعوة والإعداد لهذا الملتقى الهام، بالمستوى الرفيع للشخصيات المشاركة والمستوى العالي والوازن للمعاهد والمؤسسات العالمية المساهمة فيه.. وأما الكثير من الدهشة، فلحجم الكذب والافتراءات والتشويه وحتى الإهانات التي تعرضت لها البحرين منذ اشتعال شرارة الأزمة وحتى الآن، ليس فقط على أيدي مواطنين بحرينيين يتمتعون بكامل الحرية وربما الحصانة.. بل وعلى أيدي منظمات ذات صبغة إنسانية وهوية عالمية تمارس تركيز كل عدساتها على ما يجري في الساحة البحرينية بينما لا ترى ولا تسمع أصوات القتل وهتك الأعراض والتهجير والدماء السائلة في بعض الدول المجاورة ..!
وكل ذلك انكشف واضحاً في الملتقى الذي نثق تماماً انه ومنذ لحظة انطلاقته باشر فعلياً في تحقيق أهدافه وفي إحراز قدر كبير من النجاح والتقدير محلياً وعالمياً، خاصة مع هذه المشاركة الواسعة والمرموقة لعدة دول ومؤسسات ذات تأثير كبير في المجتمع الدولي، إلى جانب مشاركة ستة من المعاهد السياسية صاحبة النفوذ في صناعة القرار الأمريكي، وعدد ممتاز من الشخصيات الوازنة في مجالات الفكر والسياسة والحقوق والحريات والمجال التشريعي والتي تتمتع بسمعة عالمية مرموقة.
نتمنى أن تتعدد أمثال هذا الملتقى، الذي سبق أن أوضحنا أن الحاجة إليه ليست بحرينية فقط .. فثمة حاجة أمريكية لمعرفة الحقيقة واختيار الطريق المناسب لها، وثمة حاجة بريطانية وفرنسية وألمانية.. وثمة دول ومنظمات ومؤسسات برلمانية شرقية وغربية لم تصل بعد إلى نفس القناعات التي عبر عنها المشاركون في الملتقى، وتوصل إليها من قبل السفير البريطاني في المنامة ووفود المجالس التشريعية البريطانية والفرنسية والأمريكية.. وغيرها التي زارت المنامة، ومشت على أرضها وغيرت الكثير من مواقفها المسبقة بمجرد أن تعرضت لشمس الحقيقة البحرينية.. كما هي، بصدقها ونظافتها وطهارتها وعمق دفئها وحنانها.. وإيمانها بالبحرين وطناً للحقيقة ومملكة للإصلاح وموئلاً للحقوق.
ونحن بالتأكيد لا نريد ولا نبحث من مثل هذا الملتقى عن اصطفافات عالمية ولا نريد جهات عالمية تنتصر لفئة من شعب البحرين ضد فئة أخرى.. نحن نريد من هذا الملتقى وغيره، أن تظهر الحقائق المغيبة، وأن يقرأها أخوة لنا أعزاء في الوطن، كما يقرؤها المحلل والسياسي الأمريكي والبريطاني الذي أزاح عن عينيه غمامة الإعلام المأجور والمنظمات صاحبة الأجندات الانقلابية.. وبعدها فأهل البحرين أقدر على حل كل مشكلاتهم بأنفسهم.. وأقدر على فهم خصوصياتهم من دون وصاية من أحد ومن غير تدخل خارجي مذموم أو داخلي مأزوم.
عضو مجلس الشورى