ياللمصادفة.. قبل عام من الآن وفي مثل هذه الأيام مرت ذكرى إعدام محمد باقر الصدر، وصرح نوري المالكي في ذاك اليوم بأن حزبه «أي الدعوة» قد انتصر على كل التيارات اليسارية والماركسية والعلمانية واستطاع إبعادهم عن الساحة، والإمام الصدر معروف بعدائه السافر للشيوعية حيث يراها كفراً!.
ويعلق داود البصري على هذا التصريح أن «حكومة المالكي كانت لجأت لسلسلة من الإجراءات المعادية للشيوعيين من خلال اتهامهم بالوقوف خلف تظاهرات ساحة التحرير، بالتضييق الأمني والبوليسي على نشاطاتهم السلمية وتعرضهم للملاحقات البوليسية ولحملات الاعتداء الشخصي، والشيوعيون الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في الانتخابات الأخيرة بحيث خلا البرلمان العراقي من وجودهم عمدت قيادة حميد مجيد موسى (أبوداود) على عدم تصعيد الموقف مع الحكومة والقبول بكل إجراءات الذل والامتهان لكونهم يعلمون أن الأوضاع في العراق اليوم هي غيرها في أربعينات وخمسينات وحتى سبعينات القرن الماضي»، من مقال «حزب الدعوة يركب على ظهر الشيوعين»، ويختم البصري مقاله بالعبارة التالية «أثبتت قيادة الحزب الشيوعي العراقي المترهلة أن حزبها بات الأداة التي يركب على ظهرها كل طغاة العراق من باد منهم أو من ساد ومن سيباد.. وتلك الأيام نداولها بين الناس، أما قيادة الحزب الشيوعي العراقي فهي لم تتعلم من الماضي وما أكثر العبر وأقل الاعتبار» انتهى.
أورد هذا المثل لإطباقه مع عبارة طفح بها لسان سيد جميل كاظم ضمن مجموعة بذاءات تفوه بها في الجلسة الأخيرة، وهي تتزامن مع مرور نفس المناسبة وهي ذكرى وفاة الصدر حين باح عضو حزب الدعوة بمكنون صدره بعد أن فقد أعصابه وسيطرته على نفسه وتلفظ بلفظ بذيء لشدة إحساسه بالمهانة حسبما قال، فما هي الإهانة التي سمعها وأخرجته عن أدب الحوار ونسي أن في قاعة العرين نساء لا يجوز التلفظ بهذه البذاءات في حضرتهن؟، نترك الإجابة له.
حيث سئل سيد جميل بعد الجلسة لماذا غضبت؟ فأجاب «ما قالته لطيفة القعود ممثلة السلطة التشريعية في الحوار يعد إهانة، عندما قالت إن شخصاً شيوعياً لبس العمامة».
ورداً على سؤال «الوطن» عن الإهانة التي يراها كاظم في تغيير الشيوعي لفكره ولبسه العمامة؟. قال «شخص لا يعرف ربه ولا يصلي ولا يصوم يلبس العمامة؟ هذا استهجان باللباس والموقع» انتهى الاقتباس.
بالنسبة للجميع لم يقل عضو جمعية الوفاق الإسلامية معلومة جديدة، «فالشيوعية» عقيدة تعد رجساً من عمل الشيطان، تلك نتيجة متفق عليها عند العديد من المدارس الفقيهة، ولا تختلف مدرسة الولي الفقيه المتشددة أكثر من غيرها بالنسبة للموقف من الشيوعية والشيوعيين.
فالشيوعي يحمل رجس عقيدته فهو كما قال سيد جميل كاظم «شخص لا يعرف ربه ولا يصلي ولا يصوم» فمن الطبيعي أن يعد مجرد لمسه للعمامة تدنيساً لطهارتها واستهجاناً بما تمثله من قداسة فما بالك حين يلبسها.
هذه النظرة وهذا الموقف الشرعي من الفكر الشيوعي يتناقض تماماً مع التكتيك السياسي القائم حالياً بين الوفاق وجمعيتي المنبر ووعد، على التحالف بين من يمثل الطهارة مع من يمثل النجاسة، ولا يستقيم الأمر إلا في حالة واحدة فقط، وهو إن كان في نية الطهارة أن تستخدم النجاسة، وتوظفها لغرض محدد ومؤقت، ثم تستغني عنها، فتصبح الغاية مبرراً للوسيلة.
تماماً كما فعل المالكي وتماماً كما فعل من قبله الولي الفقيه في إيران، وتماماً كما يفعل الفرع البحريني الآن لذات الحزب «الدعوة» فلا جديد، فالعبر عديدة إنما المعتبرون قليلون!!.
وبالمناسبة أعاد موقع «طهران بيرو» المعارض هذه الأيام، وياللصدف وفي ذكرى إعدام الصدر، أعاد نشر مقالة قديمة لجريدة «واشنطن بوست»، تعود إلى عام 1986، في إطار حملة متبادلة من نشر الغسيل بين موسوي وخصومه، أعاد الموقع نشر هذه المقالة التي تكشف فيها الجريدة الأمريكية أن «السي آي أي» الأمريكية والاستخبارات البريطانية زودت إيران الخميني بقوائم بأسماء عملاء الـ»كي جي بي» وعملائهم الإيرانيين، ما تسبب بإعدام عدد ربما وصل إلى 200 إيراني وإلى حظر «حزب تودة»، أي الحزب الشيوعي الإيراني.
وحسب «الواشنطن بوست»، حصلت «السي آي أي» على كنز من المعلومات حينما فر من الاتحاد السوفياتي إلى بريطانيا في أواخر عام 1982، ضابط كبير في «الكي جي بي»، يدعى فلاديمير كوزيشكين، وكان سبق لـ»كوزيشكين» أن عمل في طهران، حيث أقام علاقات مع «حزب تودة» الشيوعي، وبعد لجوئه إلى بريطانيا، استجوبته «السي آي أي»، وحصلت منه على تفاصيل عمليات «الكي جي بي» وعمليات «حزب تودة» في إيران.
بعد ذلك زودت «السي آي أي» نظام الخميني بقوائم بأسماء ما بين 100 و200 عميل سوفيياتي في إيران، مع إثباتات تفصيلية لأدوارهم، وأصدر الخميني قراراً بحظر «حزب تودة» في 4 مايو 1983، وطرد 18 ديبلوماسياً يُعتقد أنهم كانوا متورطين في عمليات «الكي جي بي»، أما أعضاء «حزب تودة» فقد تم اعتقالهم، بما فيهم الأمين العام و6 من أعضاء اللجنة المركزية، وأرغموا على الإدلاء باعترافات تلفزيونية بأنهم كانوا جواسيس لحساب موسكو.
(لاحقاً اعتقلت السلطات 5 آلاف عضو في «تودة»، أعدموا ضمن إعدامات المعارضين عام 1988، كما أفيد عن «وفاة» 14 عضواً في اللجنة المركزية للحزب داخل السجون) موقع «الشفاف» انتهى.
مع العلم أن حزب تودة من أكثر الأحزاب التي كانت داعمة لثورة الخميني!! إنما باعهم الأمريكان وخانهم الخميني وباعهم المالكي ويخدعهم اليوم الفرع البحريني، فهل جاء سيد كاظم بشيء جديد عندما اعتبر لمس الشيوعي للعمامة «إهانة»؟ أبداً هو لم ياتِ بجديد ومقالة العراق تنطبق على البحرين أن العمامة تمتطي ظهر الشيوعي فذلك واقع إيراني عراقي وبحريني!.
لا نحتاج إلى لبيب.. نحتاج إلى درجة أقل بكثير من درجة اللبيب، كي نتعظ، كي نفهم، ولكن حتى هذا عز وجوده.
ويعلق داود البصري على هذا التصريح أن «حكومة المالكي كانت لجأت لسلسلة من الإجراءات المعادية للشيوعيين من خلال اتهامهم بالوقوف خلف تظاهرات ساحة التحرير، بالتضييق الأمني والبوليسي على نشاطاتهم السلمية وتعرضهم للملاحقات البوليسية ولحملات الاعتداء الشخصي، والشيوعيون الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في الانتخابات الأخيرة بحيث خلا البرلمان العراقي من وجودهم عمدت قيادة حميد مجيد موسى (أبوداود) على عدم تصعيد الموقف مع الحكومة والقبول بكل إجراءات الذل والامتهان لكونهم يعلمون أن الأوضاع في العراق اليوم هي غيرها في أربعينات وخمسينات وحتى سبعينات القرن الماضي»، من مقال «حزب الدعوة يركب على ظهر الشيوعين»، ويختم البصري مقاله بالعبارة التالية «أثبتت قيادة الحزب الشيوعي العراقي المترهلة أن حزبها بات الأداة التي يركب على ظهرها كل طغاة العراق من باد منهم أو من ساد ومن سيباد.. وتلك الأيام نداولها بين الناس، أما قيادة الحزب الشيوعي العراقي فهي لم تتعلم من الماضي وما أكثر العبر وأقل الاعتبار» انتهى.
أورد هذا المثل لإطباقه مع عبارة طفح بها لسان سيد جميل كاظم ضمن مجموعة بذاءات تفوه بها في الجلسة الأخيرة، وهي تتزامن مع مرور نفس المناسبة وهي ذكرى وفاة الصدر حين باح عضو حزب الدعوة بمكنون صدره بعد أن فقد أعصابه وسيطرته على نفسه وتلفظ بلفظ بذيء لشدة إحساسه بالمهانة حسبما قال، فما هي الإهانة التي سمعها وأخرجته عن أدب الحوار ونسي أن في قاعة العرين نساء لا يجوز التلفظ بهذه البذاءات في حضرتهن؟، نترك الإجابة له.
حيث سئل سيد جميل بعد الجلسة لماذا غضبت؟ فأجاب «ما قالته لطيفة القعود ممثلة السلطة التشريعية في الحوار يعد إهانة، عندما قالت إن شخصاً شيوعياً لبس العمامة».
ورداً على سؤال «الوطن» عن الإهانة التي يراها كاظم في تغيير الشيوعي لفكره ولبسه العمامة؟. قال «شخص لا يعرف ربه ولا يصلي ولا يصوم يلبس العمامة؟ هذا استهجان باللباس والموقع» انتهى الاقتباس.
بالنسبة للجميع لم يقل عضو جمعية الوفاق الإسلامية معلومة جديدة، «فالشيوعية» عقيدة تعد رجساً من عمل الشيطان، تلك نتيجة متفق عليها عند العديد من المدارس الفقيهة، ولا تختلف مدرسة الولي الفقيه المتشددة أكثر من غيرها بالنسبة للموقف من الشيوعية والشيوعيين.
فالشيوعي يحمل رجس عقيدته فهو كما قال سيد جميل كاظم «شخص لا يعرف ربه ولا يصلي ولا يصوم» فمن الطبيعي أن يعد مجرد لمسه للعمامة تدنيساً لطهارتها واستهجاناً بما تمثله من قداسة فما بالك حين يلبسها.
هذه النظرة وهذا الموقف الشرعي من الفكر الشيوعي يتناقض تماماً مع التكتيك السياسي القائم حالياً بين الوفاق وجمعيتي المنبر ووعد، على التحالف بين من يمثل الطهارة مع من يمثل النجاسة، ولا يستقيم الأمر إلا في حالة واحدة فقط، وهو إن كان في نية الطهارة أن تستخدم النجاسة، وتوظفها لغرض محدد ومؤقت، ثم تستغني عنها، فتصبح الغاية مبرراً للوسيلة.
تماماً كما فعل المالكي وتماماً كما فعل من قبله الولي الفقيه في إيران، وتماماً كما يفعل الفرع البحريني الآن لذات الحزب «الدعوة» فلا جديد، فالعبر عديدة إنما المعتبرون قليلون!!.
وبالمناسبة أعاد موقع «طهران بيرو» المعارض هذه الأيام، وياللصدف وفي ذكرى إعدام الصدر، أعاد نشر مقالة قديمة لجريدة «واشنطن بوست»، تعود إلى عام 1986، في إطار حملة متبادلة من نشر الغسيل بين موسوي وخصومه، أعاد الموقع نشر هذه المقالة التي تكشف فيها الجريدة الأمريكية أن «السي آي أي» الأمريكية والاستخبارات البريطانية زودت إيران الخميني بقوائم بأسماء عملاء الـ»كي جي بي» وعملائهم الإيرانيين، ما تسبب بإعدام عدد ربما وصل إلى 200 إيراني وإلى حظر «حزب تودة»، أي الحزب الشيوعي الإيراني.
وحسب «الواشنطن بوست»، حصلت «السي آي أي» على كنز من المعلومات حينما فر من الاتحاد السوفياتي إلى بريطانيا في أواخر عام 1982، ضابط كبير في «الكي جي بي»، يدعى فلاديمير كوزيشكين، وكان سبق لـ»كوزيشكين» أن عمل في طهران، حيث أقام علاقات مع «حزب تودة» الشيوعي، وبعد لجوئه إلى بريطانيا، استجوبته «السي آي أي»، وحصلت منه على تفاصيل عمليات «الكي جي بي» وعمليات «حزب تودة» في إيران.
بعد ذلك زودت «السي آي أي» نظام الخميني بقوائم بأسماء ما بين 100 و200 عميل سوفيياتي في إيران، مع إثباتات تفصيلية لأدوارهم، وأصدر الخميني قراراً بحظر «حزب تودة» في 4 مايو 1983، وطرد 18 ديبلوماسياً يُعتقد أنهم كانوا متورطين في عمليات «الكي جي بي»، أما أعضاء «حزب تودة» فقد تم اعتقالهم، بما فيهم الأمين العام و6 من أعضاء اللجنة المركزية، وأرغموا على الإدلاء باعترافات تلفزيونية بأنهم كانوا جواسيس لحساب موسكو.
(لاحقاً اعتقلت السلطات 5 آلاف عضو في «تودة»، أعدموا ضمن إعدامات المعارضين عام 1988، كما أفيد عن «وفاة» 14 عضواً في اللجنة المركزية للحزب داخل السجون) موقع «الشفاف» انتهى.
مع العلم أن حزب تودة من أكثر الأحزاب التي كانت داعمة لثورة الخميني!! إنما باعهم الأمريكان وخانهم الخميني وباعهم المالكي ويخدعهم اليوم الفرع البحريني، فهل جاء سيد كاظم بشيء جديد عندما اعتبر لمس الشيوعي للعمامة «إهانة»؟ أبداً هو لم ياتِ بجديد ومقالة العراق تنطبق على البحرين أن العمامة تمتطي ظهر الشيوعي فذلك واقع إيراني عراقي وبحريني!.
لا نحتاج إلى لبيب.. نحتاج إلى درجة أقل بكثير من درجة اللبيب، كي نتعظ، كي نفهم، ولكن حتى هذا عز وجوده.