رغم كل المتاح لها من إمكانات مادية ولوجستية ودعم إيراني كامل الدسم تشكو الوفاق وتنوح من 3 أدوات تعتبرها «عوائق» تحول بينها وبين الانفراد بالحكم.
وذلك «النواح» على مواضيع «التأزيم» أو ما ستسميهم «عوائق» عبارة عن تكتيك مكشوف ومفضوح وما افتضاحه وانكشافه إلا لقلة حيلة أدوات تنفيذه المحدودة الذكاء.
العائق الأول والكابوس الأول الذي تريد إزاحته من طريقها هو «الإعلام» فهو نوحها القادم، انظروا تصريحاتهم يوم الأربعاء، وحملة صحيفتهم وتغريداتهم كلها سرب واحد يطالب بإزالة عقبة الإعلام.
وبالرغم من امتلاك الوفاق لآلة إعلامية ضخمة مجهولة التمويل ممثلة في قناة فضائية مركزها لندن!!! لا تقل كلفتها عن 10 ملايين دينار بحريني، بموظفيها بمعداتها بأجهزة بثها، وبالرغم من امتلاكها أكثر من موقع إلكتروني «متعوب» عليه ومن يديره أشخاص «منقولين» من كافة التكاليف والمصاريف المعيشية بين لندن وبيروت، وبالرغم من الدعم الكامل الذي تقدمه لهم قناة العالم الإيرانية المسخرة لهم بالكامل لدرجة أن عضو الوفاق لو أراد التصريح وهو نائم ممكن أن يقطعوا الأخبار في قناة العالم ويعطوا عضو الوفاق فرصة التثاؤب لمجرد إثبات وجوده، فـ«العالم» متفرغة تماماً للمعركة الإيرانية الوفاقية إلى جانب انشغالها طبعاً بدعم النظام السوري والنظام العراقي المعاقل الإيرانية التي يعد وجودها مسألة حياة أو موت، بالرغم من كل هذه الآلة الإعلامية التي تفوق كلفتها ميزانية وزارة الإعلام البحرينية ومعها ميزانيات كافة وزارات الإعلام الخليجية مجتمعة، تحت يد الوفاق ومسخرة لها ولمعركتها، إلا أن الوفاق تشكو من عدة مقالات في صحفية محلية ومن برنامجين تلفزيونيين يتيمين، وتبكي وتنوح أن الإعلام أداة تأزيم وعائق أمام «الحوار» فرجاء أزيحوه عن طريقنا حتى يمر الحوار!! لقد صدقت حلمها الذي تنسجه لها آلتها الإعلامية وما يعكر عليها شخيرها سوى بضعة أصوات تشكل بالنسبة لها كابوساً يفسد عليها حلمها.
فالتكتيك واضح تلعبه الوفاق مع صحيفتها بتناغم وتنسيق متفق عليه، وتهدف من ورائه القضاء على ما تبقى من إعلام، لم تقضِ عليه الدولة، إكراماً لها، فهي تلحن الآن بأنه إذا أردتموني أن أستمر في الحوار أسكتوا الإعلام!!
العائق الثاني أو الكابوس الثاني الذي قض مضجعها متمثل في رأس الحربة التفاوضية الشيخ خالد بن علي فهو المستهدف شخصياً الآن.
فلا يمر الأسبوع إلا وتجد تصريحاً أو مقالاً من الكتاتيب الوسطية وقد أوردت اسم الشيخ خالد بن علي شخصياً، مصحوباً بكلمة تأزيم، مرة هو مؤزم للأحكام القضائية!! ومرة هو يؤزم إعادة بناء المساجد، ومرة هو مؤزم في الحوار! الطلب الثاني الآن الذي ستطرحه الوفاق لإزالة العوائق من أمامها هو شخص الوزير خالد بن علي.
الكابوس الثالث الذي يعكر نومها هو تماسك الأسرة، لذلك هي تعمل على تكتيك تقسيم الأسرة بين أجنحة متشددة، وأجنحة غير متشددة لا بغرض التقسيم فحسب، بل من أجل عزل وإضعاف المؤسسة العسكرية والأمنية تحديداً، فالتغزل من جهة بولي العهد وضرب الأسماء القائمة على المؤسسة العسكرية والحكومة من جهة أخرى، تقوم به الآلة الإعلامية الوفاقية بتناغم وتنسيق واضح وضوح الشمس، فهذا يرفع، وذاك يكبس بتوقيت واحد، في قناتهم في صحيفتهم المحلية في تغريداتهم في لقاءاتهم في قناة العالم، من تحليلات ومن مقالات ومن أخبار مفبركة، وكأن هناك ضغطة زر واحدة حركتهم جميعاً في ذات التوقيت، واضح جداً أنهم يستهدفون الآن الإعلام والمؤسسة القضائية والمؤسسة العسكرية والهدف هو كما يتمنون هو الانفراد «بالحكم»، ألم أقل لكم أن الذكاء المحدود مصيبة.
هذه التكتيكات ليست هي الأهداف بحد ذاتها هم يطلقون عليها وصف العوائق لإغراء الحكم بإزالتها، فهم يعدونه أن (يصيرون حليوين في الحوار) إذا أزال هذه العوائق من طريقهم، لأنهم يطمعون بتخفيف الضغط عليهم داخل الحوار لينفردوا به، هذه العوائق بالنسبة لهم كوابيس تظهر لهم في أحلامهم وتوقظهم منها وتفسده عليهم، فهم يحلمون كل ليلة بـ«حالة» بـ«صورة» بـ«--صيغة»، يريدون تثبيتها في الواقع من خلال تلك التكتيكات المفضوحة الهزيلة، ولا يفسد حلمهم سوى تلك الكوابيس، هم يحلمون بأنه لا يوجد في البحرين سوى اثنين، هم وتسندهم قوة دولية إلى حين وصول المخلص لينقذهم، ويفاوضهم على طاولة الحوار حكم ضعيف معزول عن شعبه.
نصيحتي أن يخففوا العشاء ليلاً ويلتحفوا جيداً قبل النوم حتى لا تراودهم تلك الكوابيس.
أما التكتيكات داخل الحوار «المبتكرة» فنكملها في الغد.