سألني بعض القراء لماذا لا تستخدم لفظة «إرهابي» لتصف بها ذاك الذي يمارس العنف باختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وإحداث الفوضى؟ ولماذا لا تدينهم بشكل واضح؟ فقلت أما الإدانة فمقالاتي مليئة بها، فأنا أدين أي عمل خارج على القانون وأدين كل ممارسة ينتج عنها الأذى للمواطنين والمقيمين، وأما عدم وصفي لمن يمارس تلك الأفعال الخارجة على القانون وعن أخلاق المجتمع البحريني بالإرهابي فسببه أنني لا أستخدم بالمقابل لفظة «بلطجي» التي يحب أولئك وصف كل من لا يؤيدهم وكل من يقف في صف الآخر بها، فأنا أؤمن أن استخدام هذه الألفاظ يزيد من النار المستعرة ويؤزم ويعمق المشكلة ويزيد من اتساع الفجوة وإن أدت إلى توفير شيء من الإحساس بالراحة لهذا الطرف أو ذاك كون استخدامها تنفيساً عن الألم الذي صار في النفوس.
في السياق نفسه لا أحب استخدام ألفاظ مثل «شيعي» و«سني» أو «موالي» وغير «موالي»، فأنا بطبعي وتربيتي لا أحب الإساءة إلى أحد وإن اختلفت معه.
نعم أنا ضد تلك الممارسات العنيفة الغريبة على مجتمع البحرين وأهل البحرين ولكني لا أحب أن أصف من يقوم بها بأوصاف مثل تلك الأوصاف لأنني أدرك أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وليس دوري سكب الزيت على النار، بل على العكس أنا أدعو إلى التوقف عن استخدام مثل هذه الألفاظ واستبدالها بما يسهم في التجميع وليس التفريق.
مقالات عديدة كتبتها من قبل دعوت فيها إلى مخاطبة الآخر بما لا ينفره منك، فالكلمة الطيبة صدقة، هذا لا يعني أن ذاك الذي يمارس أفعالاً مثل تلك على حق، فالخطأ خطأ ولا يمكن التبرير له، ولكن استخدام أوصاف مثل «إرهابي ومخرب وبلطجي وموالي ومنافق وعميل وغبي» وما إلى ذلك تزيد من جرح هذا الوطن الذي لايزال ينزف.
فارق كبير بين النقد والسب ، النقد -وأعني البناء منه- يقلل من الفجوة ويزيد من مساحة التلاقي والتفاهم بينما السب ينتج عنه عكس ذلك تماماً، النقد حق لكن السب ليس كذلك، النقد يصلح والسب يفسد، النقد مطلوب وخصوصاً في مثل أوضاعنا وما آلت إليه البلاد، بسبب تلك القفزة غير المسؤولة في الهواء، والسب مطلوب التوقف عنه في مثل أوضاعنا هذه، وخصوصاً مع المؤشرات التي صرنا نلمسها مع الدخول في الحوار، وإن لم ينتج شيء حتى الآن حيث يكفي أنه يوجد حوار أي توجد فرصة ويوجد أمل لعودة الوطن إلى حياته الطبيعية.
قراءتي للساحة أننا ولجنا إلى مرحلة جديدة قد تكون الأخيرة، في هذه المرحلة علينا التوقف تماماً عن التعبير عما في أنفسنا تجاه الآخر وذكره بالسوء، وليس أسهل ولا أهم من المساهمة بهذا السلوك الذي هو نحن أهل البحرين، فالسب ليس من شيمتنا، وذكر الآخر بما ينفره منا ليس من مدرستنا، وكلمات كتلك ليست غاية أحد منا طالما أننا نحب هذا الوطن ونسعى للمحافظة عليه.
سيقول لي البعض هناك إرهاب فأقول نعم، هناك إرهاب وهناك تخريب وهناك إساءة للوطن وللقيادة وللشعب، ولكن دورنا -وخصوصاً في هذه المرحلة التي زاد فيها الشيء عن حده- أن نعمل على تجاوز كل ذلك، وتجاوزه لا يكون بالمشاركة في إشعال النار وإنما بالمساهمة في نزع الفتيل.
تصور شخصاً يشتمك وأنت تقول له جزاك الله خيراً، أو الله يرحم والديك، كيف سيكون موقفه منك؟ وتصور آخر يشتمك فتعيد له الشتيمة مضاعفة، كيف سيكون موقفه منك؟ هذا هو ديننا الحنيف وهذا ما تعلمناه من مدرسة آل خليفة الكرام.
{{ article.visit_count }}
في السياق نفسه لا أحب استخدام ألفاظ مثل «شيعي» و«سني» أو «موالي» وغير «موالي»، فأنا بطبعي وتربيتي لا أحب الإساءة إلى أحد وإن اختلفت معه.
نعم أنا ضد تلك الممارسات العنيفة الغريبة على مجتمع البحرين وأهل البحرين ولكني لا أحب أن أصف من يقوم بها بأوصاف مثل تلك الأوصاف لأنني أدرك أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وليس دوري سكب الزيت على النار، بل على العكس أنا أدعو إلى التوقف عن استخدام مثل هذه الألفاظ واستبدالها بما يسهم في التجميع وليس التفريق.
مقالات عديدة كتبتها من قبل دعوت فيها إلى مخاطبة الآخر بما لا ينفره منك، فالكلمة الطيبة صدقة، هذا لا يعني أن ذاك الذي يمارس أفعالاً مثل تلك على حق، فالخطأ خطأ ولا يمكن التبرير له، ولكن استخدام أوصاف مثل «إرهابي ومخرب وبلطجي وموالي ومنافق وعميل وغبي» وما إلى ذلك تزيد من جرح هذا الوطن الذي لايزال ينزف.
فارق كبير بين النقد والسب ، النقد -وأعني البناء منه- يقلل من الفجوة ويزيد من مساحة التلاقي والتفاهم بينما السب ينتج عنه عكس ذلك تماماً، النقد حق لكن السب ليس كذلك، النقد يصلح والسب يفسد، النقد مطلوب وخصوصاً في مثل أوضاعنا وما آلت إليه البلاد، بسبب تلك القفزة غير المسؤولة في الهواء، والسب مطلوب التوقف عنه في مثل أوضاعنا هذه، وخصوصاً مع المؤشرات التي صرنا نلمسها مع الدخول في الحوار، وإن لم ينتج شيء حتى الآن حيث يكفي أنه يوجد حوار أي توجد فرصة ويوجد أمل لعودة الوطن إلى حياته الطبيعية.
قراءتي للساحة أننا ولجنا إلى مرحلة جديدة قد تكون الأخيرة، في هذه المرحلة علينا التوقف تماماً عن التعبير عما في أنفسنا تجاه الآخر وذكره بالسوء، وليس أسهل ولا أهم من المساهمة بهذا السلوك الذي هو نحن أهل البحرين، فالسب ليس من شيمتنا، وذكر الآخر بما ينفره منا ليس من مدرستنا، وكلمات كتلك ليست غاية أحد منا طالما أننا نحب هذا الوطن ونسعى للمحافظة عليه.
سيقول لي البعض هناك إرهاب فأقول نعم، هناك إرهاب وهناك تخريب وهناك إساءة للوطن وللقيادة وللشعب، ولكن دورنا -وخصوصاً في هذه المرحلة التي زاد فيها الشيء عن حده- أن نعمل على تجاوز كل ذلك، وتجاوزه لا يكون بالمشاركة في إشعال النار وإنما بالمساهمة في نزع الفتيل.
تصور شخصاً يشتمك وأنت تقول له جزاك الله خيراً، أو الله يرحم والديك، كيف سيكون موقفه منك؟ وتصور آخر يشتمك فتعيد له الشتيمة مضاعفة، كيف سيكون موقفه منك؟ هذا هو ديننا الحنيف وهذا ما تعلمناه من مدرسة آل خليفة الكرام.