قبل أن نعرج على بقية قصة السيرك العالمي نقول لجريدة الوفاق إن الجهد الذي تبذلونه ومعكم كل الجوقة في محاولاتكم المستميتة لتبرئة إيران، هو جهد ضائع وأموال ضائعة، لأنكم لا تخاطبون إلا بعضكم البعض، فحتى السفير البريطاني (زعتم رئييتكم) لتحريف أقواله، حتى هو يعرف ما قال وسيضحك على انتقائية عنوانكم، ومحاولة تطويع كلامه بهذا الشكل، الرجل قال وإن لم يثبت بالأدلة ضلوع إيران في تشكيل بداية الأحداث، إلا أن «ضلوعها لاحقاً موجود بل ودعمها المباشر معروف» ومع ذلك اجتزأتم الجملة واخترتم نصفها كعنوان تخدرون به قراءكم.. فعلاً فعلاً حالتكم صعبة.
وبمناسبة إيران نعود لقصة السيرك الذي حدث أثناء الفورمولا, فقناة العالم الإيرانية التابعة للحرس الثوري سلمت مفتاح المحطة الأسبوع الماضي لأعضاء الوفاق وطلبت منهم إطفاء الأنوار قبل غلق الباب والمغادرة، وفرغت القناة بالكامل لخدمة جنودها البحرينيين، فسرح أعضاء الوفاق ومرحوا وسابعهم الباسط ذراعيه «المحلل» السياسي القومجي للولي الفقيه الذي حول البحرين إلى «موزمبيق»! فلم تتوقف التصريحات ليلاً ولا نهاراً، والمضحك أكثر هم مراسلوها لتغطية جبهات القتال، فظهرت لنا زهرة ومهدي وأبو فاطمة أو جواد -ولا تعرف من هؤلاء- لينقلوا لنا أصوات المدافع والدبابات والأباتشي ويعلقوا عليها، وعشر دقائق يقطع بالمذيع بلا مقدمات ليقول (ومعنا على الهاتف أبو فاطمة من البحرين - أبو فاطمة مين؟ - صف لنا الحدث أبو فاطمة من موقعكم.. وباقي السالفة عندكم).
الخلاصة كان صرحاً من خيال فهوى، خسارة مئات الآلاف من التومانات والريالات والدولارات.. كان مالاً ضائعاً فتبخر، نعم مال وميزانية مفتوحة كالصنبور ومع الأسف انتهت بخسارة وبلا نتائج، فكلها تبخرت في الهواء بمجرد انتهاء الحدث، بلا نتيجة محلية أو دولية وبلا أثر، فعملية التكبير المبالغة وغير المنطقية لا تصمد طويلاً، إذ لا تملك «فتيل» الاستمرار، وإن كان الحدث الرياضي غطاء يتدثر به مبرر للاهتمام الإعلامي في البحرين، فها قد انتهى الحدث؟
فالشمس لا يغطيها غربال هرم ثقوبه اتسعت وانفضحت، وانفض مولد الإعلام و(كفض) السيرك معداته ورحل إلى وجهة أخرى حيث تومان آخر وريال آخر ودولار آخر!
وبقيتم أنتم معنا وبقيت أصواتكم وكلماتكم وعناوين صفحاتكم في ذاكرتنا لن ننساها، وهذه هي أهم النتائج، لقد تصرفتم على أساس أنكم ستبقون وحدكم فلم يكترث أي منكم إلى ما بعد انفضاض المولد، كيف ستواجهون من هم معكم على الأرض ما بعد السيرك وما بعد الدوار؟
النتيجة أنكم عدتم فوجدتم البحرين صامدة باقية مرفوعة الرأس، أهلها من أعز الناس، بحرين تلقت كل هذه الطعنات دون أن تتأثر، لقد تعلمنا.. تعلمنا الآن كيف نتعامل مع هذا السيرك وأي سيرك آخر سيعقد صفقاته التجارية معكم.
يبقى أن تستمر السلطة البحرينية بسياستها الجديدة التي عرفت من خلالها سر الخلطة السحرية، وتهدأ ولا تنفعل ولا تضطرب حين تتعرض لابتزازات لا من تقارير لوزارات الخارجية ولا من سيرك إعلامي تحول لتجارة لمن يدفع أكثر، دعهم (يردحون) وجاوب بهدوء ولا تقبل الابتزاز واستمر على التزامك وواجبك الوطني تجاه مواطنيك وتجاه المقيمين والزوار، واستمر في فضح المسرحيات وكشفها وفضح الجرائم الإرهابية التي تتعرض البحرين لها.
علينا أن نتدرب من الآن فصاعداً على التعامل مع تنقلات السيرك الإعلامي العالمي، لأننا نعرف أنه اليوم عندنا لأن هنا مزاداً، وغداً سينتقل إلى مكان آخر حيث مزاد آخر، كما تفعل تركيا وكما تفعل الصين وكما تفعل روسيا وكما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
إذ حتى أمريكا تعرضت إداراتها المتعاقبة لحملات إعلامية شرسة لكنها كلها بعد طول تجارب اكتشفت اللعبة، وفهمت كيف تتعامل معها، دون انفعال وبهدوء وتدربت على سحب فتيل الضغط وإفساد مفعوله، وهكذا فعلت البحرين هذه المرة... برافو.
فرغم كل هذه (الظغبرلة) التي أثيرت وهذا الغبار الذي أزكمت أنوفنا بها جماعة الولي الفقيه لشدة تقلبهم على الأرض، فإن البحرين تعلمت أن للإعلام مساره وللقرارات السياسية الحكومية مسارها الآخر في دول كبريطانيا وكأمريكا وكأوروبا.. فلا نجزع ولا نضطرب، انظروا للمشهد بشمولية أكبر، محلياً نرى صورة هذا السعار الذي أصاب جماعة الولي الفقيه ونرى معه مكملاً صورة الحضور الذي غطى أرضية الحلبة حيث لا أثر ولا تأثير محلي لكل الشقلبات التي قامت بها الوفاق حتى تكشفت عورتها.
سياسياً هناك تقدم كبير للبحرين ومتواصل والبحرين ترمم جسورها الدولية المتينة العريقة التي حاولت الفئة التي خانت وطنها أن تقطعها وفشلت، وها هي البحرين تستعيد مكانتها.
فابقوا كما أنتم وكما تعاملتم مع هذا السيرك (كوووول) نختار من نرد عليه ونؤجل البقية ونسمع ونجيب على الأسئلة بهدوء تام حتى ينفض المولد.
ابقوا كما أنتم مطبقين القانون بحزم ومحترمين للقضاء ومستعدين أمنياً وستبقى البحرين حضناً دافئاً لمن يريد الإصلاح والخير ولن تغلق بابها.
هذه السياسة الجديدة ساهمت في نجاح البحرين رياضياً وخدماتياً وإعلامياً وأمنياً وستبقى ناجحة رغم تقاريرهم ورغم سيركهم ورغم تومانهم ودولارهم وريالهم!!
على الهامش:
هناك مثل مصري جميل تذكرته تعليقاً على المال والجهد الذي ضاع (اللي عنده قرش محيره.. يجيب حماماً ويطيره) وطارت فلوسك يا صابر!
{{ article.visit_count }}
وبمناسبة إيران نعود لقصة السيرك الذي حدث أثناء الفورمولا, فقناة العالم الإيرانية التابعة للحرس الثوري سلمت مفتاح المحطة الأسبوع الماضي لأعضاء الوفاق وطلبت منهم إطفاء الأنوار قبل غلق الباب والمغادرة، وفرغت القناة بالكامل لخدمة جنودها البحرينيين، فسرح أعضاء الوفاق ومرحوا وسابعهم الباسط ذراعيه «المحلل» السياسي القومجي للولي الفقيه الذي حول البحرين إلى «موزمبيق»! فلم تتوقف التصريحات ليلاً ولا نهاراً، والمضحك أكثر هم مراسلوها لتغطية جبهات القتال، فظهرت لنا زهرة ومهدي وأبو فاطمة أو جواد -ولا تعرف من هؤلاء- لينقلوا لنا أصوات المدافع والدبابات والأباتشي ويعلقوا عليها، وعشر دقائق يقطع بالمذيع بلا مقدمات ليقول (ومعنا على الهاتف أبو فاطمة من البحرين - أبو فاطمة مين؟ - صف لنا الحدث أبو فاطمة من موقعكم.. وباقي السالفة عندكم).
الخلاصة كان صرحاً من خيال فهوى، خسارة مئات الآلاف من التومانات والريالات والدولارات.. كان مالاً ضائعاً فتبخر، نعم مال وميزانية مفتوحة كالصنبور ومع الأسف انتهت بخسارة وبلا نتائج، فكلها تبخرت في الهواء بمجرد انتهاء الحدث، بلا نتيجة محلية أو دولية وبلا أثر، فعملية التكبير المبالغة وغير المنطقية لا تصمد طويلاً، إذ لا تملك «فتيل» الاستمرار، وإن كان الحدث الرياضي غطاء يتدثر به مبرر للاهتمام الإعلامي في البحرين، فها قد انتهى الحدث؟
فالشمس لا يغطيها غربال هرم ثقوبه اتسعت وانفضحت، وانفض مولد الإعلام و(كفض) السيرك معداته ورحل إلى وجهة أخرى حيث تومان آخر وريال آخر ودولار آخر!
وبقيتم أنتم معنا وبقيت أصواتكم وكلماتكم وعناوين صفحاتكم في ذاكرتنا لن ننساها، وهذه هي أهم النتائج، لقد تصرفتم على أساس أنكم ستبقون وحدكم فلم يكترث أي منكم إلى ما بعد انفضاض المولد، كيف ستواجهون من هم معكم على الأرض ما بعد السيرك وما بعد الدوار؟
النتيجة أنكم عدتم فوجدتم البحرين صامدة باقية مرفوعة الرأس، أهلها من أعز الناس، بحرين تلقت كل هذه الطعنات دون أن تتأثر، لقد تعلمنا.. تعلمنا الآن كيف نتعامل مع هذا السيرك وأي سيرك آخر سيعقد صفقاته التجارية معكم.
يبقى أن تستمر السلطة البحرينية بسياستها الجديدة التي عرفت من خلالها سر الخلطة السحرية، وتهدأ ولا تنفعل ولا تضطرب حين تتعرض لابتزازات لا من تقارير لوزارات الخارجية ولا من سيرك إعلامي تحول لتجارة لمن يدفع أكثر، دعهم (يردحون) وجاوب بهدوء ولا تقبل الابتزاز واستمر على التزامك وواجبك الوطني تجاه مواطنيك وتجاه المقيمين والزوار، واستمر في فضح المسرحيات وكشفها وفضح الجرائم الإرهابية التي تتعرض البحرين لها.
علينا أن نتدرب من الآن فصاعداً على التعامل مع تنقلات السيرك الإعلامي العالمي، لأننا نعرف أنه اليوم عندنا لأن هنا مزاداً، وغداً سينتقل إلى مكان آخر حيث مزاد آخر، كما تفعل تركيا وكما تفعل الصين وكما تفعل روسيا وكما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
إذ حتى أمريكا تعرضت إداراتها المتعاقبة لحملات إعلامية شرسة لكنها كلها بعد طول تجارب اكتشفت اللعبة، وفهمت كيف تتعامل معها، دون انفعال وبهدوء وتدربت على سحب فتيل الضغط وإفساد مفعوله، وهكذا فعلت البحرين هذه المرة... برافو.
فرغم كل هذه (الظغبرلة) التي أثيرت وهذا الغبار الذي أزكمت أنوفنا بها جماعة الولي الفقيه لشدة تقلبهم على الأرض، فإن البحرين تعلمت أن للإعلام مساره وللقرارات السياسية الحكومية مسارها الآخر في دول كبريطانيا وكأمريكا وكأوروبا.. فلا نجزع ولا نضطرب، انظروا للمشهد بشمولية أكبر، محلياً نرى صورة هذا السعار الذي أصاب جماعة الولي الفقيه ونرى معه مكملاً صورة الحضور الذي غطى أرضية الحلبة حيث لا أثر ولا تأثير محلي لكل الشقلبات التي قامت بها الوفاق حتى تكشفت عورتها.
سياسياً هناك تقدم كبير للبحرين ومتواصل والبحرين ترمم جسورها الدولية المتينة العريقة التي حاولت الفئة التي خانت وطنها أن تقطعها وفشلت، وها هي البحرين تستعيد مكانتها.
فابقوا كما أنتم وكما تعاملتم مع هذا السيرك (كوووول) نختار من نرد عليه ونؤجل البقية ونسمع ونجيب على الأسئلة بهدوء تام حتى ينفض المولد.
ابقوا كما أنتم مطبقين القانون بحزم ومحترمين للقضاء ومستعدين أمنياً وستبقى البحرين حضناً دافئاً لمن يريد الإصلاح والخير ولن تغلق بابها.
هذه السياسة الجديدة ساهمت في نجاح البحرين رياضياً وخدماتياً وإعلامياً وأمنياً وستبقى ناجحة رغم تقاريرهم ورغم سيركهم ورغم تومانهم ودولارهم وريالهم!!
على الهامش:
هناك مثل مصري جميل تذكرته تعليقاً على المال والجهد الذي ضاع (اللي عنده قرش محيره.. يجيب حماماً ويطيره) وطارت فلوسك يا صابر!