كل ما جاء في رسالة ما يسمى المجلس العلمائي الشيعي في البحرين إلى الأزهر الشريف بمناسبة زيارة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر لمملكة البحرين، كل ما جاء في هذه الرسالة هو «تلويص» وتضليل.يقول المجلس في رسالته «الأزهر الشريف، هذه الجامعة الإسلامية العريقة، والمتصلة في جذورها بخط أهل بيت العصمة والطهارة»، أي يعني بهذه العبارة أن الأزهر هو أصله الدولة الفاطمية الشيعية، ولذلك ذكر عبارة «المتصلة في جذورها بخط أهل بيت العصمة»، ثم يقول «ننتظر منه أن يقول كلمة الحق ويوصل رسالة العلماء الربانيين ويستنكر الظلم وينصح بالعدل، ويستنكر هدم المساجد وقتل الأبرياء وسجن الأحرار، وحينها فقط يزهر الأزهر في سماء الحقيقة وينال الوسام القرآني»، أي أن الأزهر في نظره ليس من الحقيقة والصدق في شيء وأن الوسام القرآني الذي لا نعرف ما يقصد به لا يستحقه الأزهر الشريف طالما لم يؤيد المؤامرة الانقلابية التي قادها المجلس العلمائي ومازال يقودها ضد الحكم الخليفي في البحرين، حيث جاءت هذه الزيارة تأكيداً وتأييداً لشرعيته من كبار علماء أمة الإسلام.إن هذه الرسالة تحمل من التضليل و»التلويص» الكثير، وذلك حين يبارك الأزهر في بداية رسالته ويقول إن للأزهر الشريف مكانة معنوية في الوجدان الإسلامي، ثم يرد في قوله ويقول إنه لن يزهر الأزهر في سماء الحقيقة ما لم يستنكر ويدين مملكة البحرين، أي ليس للأزهر مكانة أبداً؛ إنما هو «تلويص» وتضليل حين يكون إزهار الأزهر في سماء الحقيقة مربوطاً بتأييده للمؤامرة الانقلابية الصفوية التي تقودها إيران، كما ذكر في رسالته «أن يكون الأزهر الشريف مناصرًا للشعوب المظلومة، وناصحاً للأنظمة الظالمة، ورافضاً لظلمها»، والذي يكشف لنا أن المجلس العلمائي وزع الرسالة كما جاءته من طهران دون أن يطلع على ما جاء في لقاء نجاد مع الإمام الأكبر الطيب أثناء زيارة نجاد لمصر، وسنورد للعلماء الربانيين في هذا المجلس بعض ما دار في هذا اللقاء.«حذر الإمام الطيب خلال لقائه بنجاد من استمرار المد الشيعي في الدول العربية السنية، وإن الأزهر سيطالب الرئيس الإيراني رسمياً بإصدار فتاوى تحرم سب الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين، كما طالب نجاد بحماية حقوق أهل السنة والجماعة في بلاده، وخاصة في إقليم الأحواز استجابة لنصوص الشريعة الإسلامية، كما شدد في الوقت نفسه على ضرورة احترام طهران لدولة البحرين، وكافة دول الخليج العربي، والعمل على وقف نزيف الدم السوري، كما انتقد انتشار التشيع في مصر».هذا هو الإمام الأكبر ينصر الشعوب المظلومة في سوريا والأحواز، وها هو ناصح للأنظمة الظالمة ومنها إيران، حيث وجه نصحه مباشرة إلى رئيس الدولة الظالمة وهي المرجعية الدينية والسياسية للمجلس العلمائي في البحرين، إلا أن هذا المجلس العلمائي لا يعتبر هذا النصح ضمن مناصرة للشعوب المظلومة، ولا يكون ناصحاً للأنظمة الظالمة، حيث إن النظام الظالم في تقييمه هو النظام الذي لا تكون على رأسه حكومة تابعة للولي الفقيه، وأن الشعوب المظلومة هم فقط الشيعة الذين يعيشون في دولة سنية، لذلك يعتبر نصح الإمام الأكبر أحمد الطيب للنظام الظالم الإيراني لا يزهر بالأزهر في سماء الحقيقة ولا ينال منه الوسام القرآني.وبهذه المناسبة نريد أن نذكر ما جاء في كتبهم عن منزلة مصر والمصريين في عقيدتهم، وذلك كي يعرف من يفتحون أبواب مصر للمد الشيعي بماذا يعتقد علماؤهم فيهم، فقد جاء في كتاب بحار الأنوار أن «أبناء مصر لعنوا على لسان داوود عليه السلام فجعل منهم القردة والخنازير، وأنها بئس البلاد»، وجاء في الكافي للكليني، عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا قال: سمعته يقول (وذكر مصر)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها، فإنه يذهب الغيرة ويورث الدياثة) وهو بالطبع حديث مكذوب.ونعود لرسالة «التلويص» والتضليل ونقول إن زيارة الأمام الأكبر أحمد الطيب للسعودية والبحرين هي زيارة تأييد للحكومات الخليجية في وقوفها في وجه التمدد الصفوي، وأن مصر ودول الخليج يجتمعون في خندق واحد ضد الدولة الظالمة التي أبادت الشعب المسلم في العراق وسوريا وأفغانستان، وما اتجاهها اليوم إلى مصر إلا لإحكام سيطرتها على الأمة الإسلامية، لأنها تعلم أن مصر هي عمق الأمة الإسلامية، ولكن العلماء الربانيين في مصر والأزهر الشريف الزاهر في سماء الإسلام الناصع تصدوا لهذه الدولة الظالمة وأتباعها وذيولها في دول الخليج العربي، وهم إن شاء الله من شملهم قول الله تعالى ?الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبًا?، وذلك حين وقفوا في وجه الظالم وقالوا له إنك ظالم.. ولم يقولوا مثل أصحاب السماحات الذين يصفون أنفسهم بأنهم سيوف وجنود وخدام لأسيادهم في طهران.