ببساطة ينبري أحدهم ويعلن أن الفرصة مواتية لإسقاط النظام وأنه سيسقط قريباً، ثم ينبري آخر ببساطة أيضاً ليقول إن أياماً معدودات تفصل بينهم وبين تحقيق مطالبهم وإن الأمور ستؤول إليهم وإنهم سرعان ما سيمارسون القصاص. هكذا بكل بساطة يتاجرون في حقوق المواطنين وأحلامهم التي هي في كل الأحوال بسيطة ولم تصل إلى حد المطالبة بإسقاط النظام.
عندما بدأ الحراك في الرابع عشر من فبراير 2011 لم يكن من بين المطالب إسقاط النظام وكانت كل أطياف المجتمع تطالب بإصلاحات سياسية ومعيشية ترتقي بحياتهم، وكانت هذه المطالبات حقاً مشروعاً ولاتزال الحكومة لا تنكرها بل تؤيدها لسبب بسيط أيضاً هو أنها تعلم أن الارتقاء بحياة المواطن نجاح لها ويتيح الفرصة أمامها لتعزيز مكانة البحرين في العالم.
المطالب حرفت بعد ذلك التاريخ تحت ذريعة سقوط ضحايا ففوجئ الجميع بالدعوة إلى إسقاط النظام وإقامة جمهورية! وفوجئ الجميع بقراءة غير واقعية للساحة يدرك العارفون بالمنطقة وظروفها أنها قراءة خاطئة ولن تؤدي إلا إلى إحداث فوضى يصعب الخروج منها مهما زاد عدد الضحايا.
لم يكن ما سعى ذلك البعض إليه عدلاً ولكنه كان متاجرة في أحلام البسطاء وآمالهم لأهداف ظلت خفية إلى حين قبل أن تنكشف، أما النتيجة المنطقية لذلك فهو ما يعانيه المواطنون اليوم من صعوبات حياتية نتيجة الفوضى التي خلقت وتأثر الثقة فيما بين أبناء الوطن الواحد.
الغريب أن ذلك البعض لايزال مصراً على موقفه ويسعى إلى تغطية نفسه وتبرئتها بإلقاء كل اللوم على السلطة «التي قاومت ولم تسمح بإقامة الجمهورية.. والاستسلام والرحيل»!
اليوم تتواصل عملية الشحن والمتاجرة في حقوق المواطنين وتتواصل عملية إعطائهم ما لا يملكون، ويصورون لهم النعيم الذي يفوق أحلامهم ولا يترددون عن إعطائهم الشمس في يد والقمر في اليد الأخرى، والأدهى أنهم لايزالون يرددون مقولة إن النصر آت وإن الأمور ستتغير في غمضة عين.
واقع هذا البعض بات واضحاً للجميع، وهو واضح دونما شك للجمعيات السياسية التي تردد دائماً أنها لا ترفع شعار إسقاط النظام وتنادي بالإصلاح وتحقيق مكاسب سياسية ومعيشية تؤدي إلى الارتقاء بحياة المواطنين، لكن الواقع يقول أيضاً إن هذه الجمعيات تقف من كل ذلك موقف المتفرج ولا تحاول حتى أن توضح للمواطنين ما يدور حولهم وما يرمي إليه ذلك البعض غير الواقعي وكيف أنه يتاجر في أحلامهم وحقوقهم.
لا بأس أن يحلم ذلك البعض بما يريد أن يحلم به فهذا حقه، ولكن كل البأس في أن يسمح العارفون بخبايا الأمور بالمتاجرة في عواطف الناس وأحلامهم وآمالهم ولا يكلفوا أنفسهم حتى تنويرهم وبيان ما يرمي إليه ذلك البعض وأسباب إشاعته للفوضى، فالسياسيون المنتمون إلى الجمعيات السياسية يعرفون جيداً مآرب ذلك البعض ويعرفون أنه إنما يستغل بساطة المواطنين وعواطفهم بما يتيح استمرار الحال والفوضى.
مؤسف سكوت الجمعيات السياسية عن الذي يقوم به ذلك البعض والسماح له بالاستمرار في تصويره المستقبل تصويراً بعيداً عن الواقع استناداً إلى قراءة غير دقيقة وقاصرة بل حالمة. مؤسف ألا يمارس السياسيون من ذوي الخبرة في تلك الجمعيات دورهم وألا يستغلوا قدراتهم ومكانتهم في إقناع المواطنين بأن ما يراه ذلك البعض بعيداً عن الواقع وخيالي لأن مسألة إسقاط النظام مسألة غير ممكنة لا لأن النظام قوي فقط ولكن لأن دول التعاون لا يمكن أن تسمح بحدوث شيء من هذا القبيل، وكذلك القوى العالمية التي لها مصالح كثيرة وكبيرة مع دول المنطقة.
بقاء الجمعيات السياسية في موقف المتفرج وعدم وضع حد لاستغلال بساطة المواطنين بمثابة مشاركة في جريمة كبرى.
عندما بدأ الحراك في الرابع عشر من فبراير 2011 لم يكن من بين المطالب إسقاط النظام وكانت كل أطياف المجتمع تطالب بإصلاحات سياسية ومعيشية ترتقي بحياتهم، وكانت هذه المطالبات حقاً مشروعاً ولاتزال الحكومة لا تنكرها بل تؤيدها لسبب بسيط أيضاً هو أنها تعلم أن الارتقاء بحياة المواطن نجاح لها ويتيح الفرصة أمامها لتعزيز مكانة البحرين في العالم.
المطالب حرفت بعد ذلك التاريخ تحت ذريعة سقوط ضحايا ففوجئ الجميع بالدعوة إلى إسقاط النظام وإقامة جمهورية! وفوجئ الجميع بقراءة غير واقعية للساحة يدرك العارفون بالمنطقة وظروفها أنها قراءة خاطئة ولن تؤدي إلا إلى إحداث فوضى يصعب الخروج منها مهما زاد عدد الضحايا.
لم يكن ما سعى ذلك البعض إليه عدلاً ولكنه كان متاجرة في أحلام البسطاء وآمالهم لأهداف ظلت خفية إلى حين قبل أن تنكشف، أما النتيجة المنطقية لذلك فهو ما يعانيه المواطنون اليوم من صعوبات حياتية نتيجة الفوضى التي خلقت وتأثر الثقة فيما بين أبناء الوطن الواحد.
الغريب أن ذلك البعض لايزال مصراً على موقفه ويسعى إلى تغطية نفسه وتبرئتها بإلقاء كل اللوم على السلطة «التي قاومت ولم تسمح بإقامة الجمهورية.. والاستسلام والرحيل»!
اليوم تتواصل عملية الشحن والمتاجرة في حقوق المواطنين وتتواصل عملية إعطائهم ما لا يملكون، ويصورون لهم النعيم الذي يفوق أحلامهم ولا يترددون عن إعطائهم الشمس في يد والقمر في اليد الأخرى، والأدهى أنهم لايزالون يرددون مقولة إن النصر آت وإن الأمور ستتغير في غمضة عين.
واقع هذا البعض بات واضحاً للجميع، وهو واضح دونما شك للجمعيات السياسية التي تردد دائماً أنها لا ترفع شعار إسقاط النظام وتنادي بالإصلاح وتحقيق مكاسب سياسية ومعيشية تؤدي إلى الارتقاء بحياة المواطنين، لكن الواقع يقول أيضاً إن هذه الجمعيات تقف من كل ذلك موقف المتفرج ولا تحاول حتى أن توضح للمواطنين ما يدور حولهم وما يرمي إليه ذلك البعض غير الواقعي وكيف أنه يتاجر في أحلامهم وحقوقهم.
لا بأس أن يحلم ذلك البعض بما يريد أن يحلم به فهذا حقه، ولكن كل البأس في أن يسمح العارفون بخبايا الأمور بالمتاجرة في عواطف الناس وأحلامهم وآمالهم ولا يكلفوا أنفسهم حتى تنويرهم وبيان ما يرمي إليه ذلك البعض وأسباب إشاعته للفوضى، فالسياسيون المنتمون إلى الجمعيات السياسية يعرفون جيداً مآرب ذلك البعض ويعرفون أنه إنما يستغل بساطة المواطنين وعواطفهم بما يتيح استمرار الحال والفوضى.
مؤسف سكوت الجمعيات السياسية عن الذي يقوم به ذلك البعض والسماح له بالاستمرار في تصويره المستقبل تصويراً بعيداً عن الواقع استناداً إلى قراءة غير دقيقة وقاصرة بل حالمة. مؤسف ألا يمارس السياسيون من ذوي الخبرة في تلك الجمعيات دورهم وألا يستغلوا قدراتهم ومكانتهم في إقناع المواطنين بأن ما يراه ذلك البعض بعيداً عن الواقع وخيالي لأن مسألة إسقاط النظام مسألة غير ممكنة لا لأن النظام قوي فقط ولكن لأن دول التعاون لا يمكن أن تسمح بحدوث شيء من هذا القبيل، وكذلك القوى العالمية التي لها مصالح كثيرة وكبيرة مع دول المنطقة.
بقاء الجمعيات السياسية في موقف المتفرج وعدم وضع حد لاستغلال بساطة المواطنين بمثابة مشاركة في جريمة كبرى.