أشك بأن أحداً لا يعرف شيئاً البتة عن موقع «ويكيليكس» ومؤسسه الأسترالي جوليان أسانج الذي يقيم حالياً ومنذ قرابة عام في سفارة الإكوادور بلندن بعد منحه حق اللجوء السياسي.
وأشك أيضاً بأن أحداً لا يعرف ما فعله الرجل من خلال موقعه على شبكة الإنترنت بالولايات المتحدة الأمريكية حينما نشر مئات الآلاف من الوثائق السرية بشأن حربي العراق وأفغانستان، إضافة لوثائق عديدة من شأنها إحراج عديد من الحكومات حول العالم والمنظمات غير الرسمية بل حتى ناشطين ومعارضين.
أسانج بنفسه قال إن موقعه الذي -بحسب زعمه- يدار من قبل خمسة أشخاص نشر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو هدد الأسبوع الماضي بنشر قرابة مليون وسبعمائة ألف وثيقة أمريكية سرية تعود للسبعينيات تكشف مدى النفوذ الأمريكي الواسع في العالم. صرح بذلك لوكالة «أسوشيتد برس» الأسبوع الماضي.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون ومعهم الأمريكان -الذين أشك بأنهم لا يعرفون فعلاً- هو من يقف وراء أسانج، باعتبار أنه ضرب من الجنون أن يقوم شخص بكشف وجهه في مواجهة صريحة مع أغلب أنظمة العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فقط لأن لديه هدف «أفلاطوني» يرتبط بنشر الحقيقة.
أقول بأنه ضرب من الجنون، وإلا لما قام أسانج باللجوء لسفارة الأكوادور طلباً للجوء السياسي هارباً من ملاحقة قضائية من السويد، أو فاراً من قبضة الأمريكان والأمن البريطاني، إذ لو كان «أفلاطوني» الهدف لما أشكل عليه تسليم نفسه حتى والخضوع لمحاكمة يظهر فيها كبطل يحاكم على إظهاره الحقيقة.
السؤال يفرض نفسه بقوة؛ من وراء أسانج؟! ولسنا وحدنا نسأل بدافع الفضول والرغبة في معرفة من المستفيد من وراء موقع الويكيليكس وما يبثه، بل على رأس القائمة الأمريكان أنفسهم الذين اتسعت دائرة شكوكهم كثيراً تجاه الغرماء السياسيين وفي مقدمتهم الروس الذين أبدوا تعاطفاً مع أسانج منذ البداية.
توقيت ظهور الوثائق في بداياتها ربطت بالانتخابات الأمريكية وأن الهدف تشويه صورة عناصر معينة خدمة لأطراف أخرى ما يعني أن هناك من يمد أسانج بالمعلومات من الداخل الأمريكي ومن مواقع مؤثرة يمكنها الوصول لمعلومات ووثائق فائقة السرية.
لكن التحول إلى توسيع نطاق فضح السياسة الأمريكية وشمول الوثائق الجميع قاد بالضرورة الأمريكان للتساؤل حول الجهة أو الجهات التي تقف وراء المبرمج الأسترالي ذا الأربعين عاماً.
الاتهام يتجه بالضرورة صوب الغرماء كما قلنا، أي روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، لكن لا يمكن للأمريكان الجزم بذلك خاصة بعد موافقة الإكوادور على حماية أسانج، ما يعني أن كل دولة لها موقف من واشنطن أو حتى تحفظ على سياساتها يمكن أن تكون في نفس الدائرة، حتى لو لم تتحرك هذه الدول أو تعبر عن أي شيء، فقط السكوت ومراقبة المشهد. هنا الأمريكان يتكرر لديهم المشهد بأن العالم بأسره يتآمر ضدهم.
المثير في وثائق الويكيليكس أنها تركز على الولايات المتحدة وتبين أنها تريد «حكم» العالم بكل الطرق الممكنة، وأنها تسعى فيما تسعى إليه إلى تحطيم أي فرصة لظهور أقطاب قوية على الساحة أو حتى تكتلات تضم دولاً يمكن أن تشكل لها أرقاً أو هاجساً، باختصار واشنطن يحلو لها اللعب في عالم «القطب الواحد» ولا تريد أبداً أن يعود سيناريو الحرب الباردة وصراع الأضداد الواضح إلى التحقق على أرض الواقع، هي تريد حكم العالم بالتالي أي بروز لأي قوى يعني «تضييع وقتها» في تفتيت هذه القوى على حساب أمور أخرى أكثر أهمية على رأسها تعزيز النفوذ وتوسيع رقعة المصالح والتحكم بمصائر الآخرين.
رغم غموض المشهد بشأن جوليان أسانج وهو الشخصية التي يصعب أن يتفق أو يختلف معها الكل نظراً لحديثه المتقلب وتصريحاته المتباينة بشأن مختلف المواقف والدول والوثائق المتنوعة، إلا أن الإجماع في شأنه يتركز على استهدافه الولايات المتحدة وبشراسة، وهذا الاستهداف لا يمكن لشخص واحد فقط يعمل معه أربعة آخرون ومن خلال أجهزة كمبيوتر موصولة بالإنترنت أن يشنه على القوى العالمية الأولى دون أن يكون هناك جهة أو جهات عديدة تدعمهم في الخفاء.
لا أشك بأن الأمريكان حتى الآن لا يعرفون كل الإجابات بشأن جوليان أسانج، لكنني أشك بأنهم سيشاركون العالم بها قبل أن يقوموا بما يجب القيام به أولاً، ولا تسألوا عما سيقومون به كونه صعب التوقع، لكن الجزم هنا بأنهم يعرفون ما سيفعلون، والأهم.. أين ومتى؟!
لا أدري لماذا وفي هذه اللحظة بالذات تذكرت خبر مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن؟!!
وأشك أيضاً بأن أحداً لا يعرف ما فعله الرجل من خلال موقعه على شبكة الإنترنت بالولايات المتحدة الأمريكية حينما نشر مئات الآلاف من الوثائق السرية بشأن حربي العراق وأفغانستان، إضافة لوثائق عديدة من شأنها إحراج عديد من الحكومات حول العالم والمنظمات غير الرسمية بل حتى ناشطين ومعارضين.
أسانج بنفسه قال إن موقعه الذي -بحسب زعمه- يدار من قبل خمسة أشخاص نشر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو هدد الأسبوع الماضي بنشر قرابة مليون وسبعمائة ألف وثيقة أمريكية سرية تعود للسبعينيات تكشف مدى النفوذ الأمريكي الواسع في العالم. صرح بذلك لوكالة «أسوشيتد برس» الأسبوع الماضي.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون ومعهم الأمريكان -الذين أشك بأنهم لا يعرفون فعلاً- هو من يقف وراء أسانج، باعتبار أنه ضرب من الجنون أن يقوم شخص بكشف وجهه في مواجهة صريحة مع أغلب أنظمة العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فقط لأن لديه هدف «أفلاطوني» يرتبط بنشر الحقيقة.
أقول بأنه ضرب من الجنون، وإلا لما قام أسانج باللجوء لسفارة الأكوادور طلباً للجوء السياسي هارباً من ملاحقة قضائية من السويد، أو فاراً من قبضة الأمريكان والأمن البريطاني، إذ لو كان «أفلاطوني» الهدف لما أشكل عليه تسليم نفسه حتى والخضوع لمحاكمة يظهر فيها كبطل يحاكم على إظهاره الحقيقة.
السؤال يفرض نفسه بقوة؛ من وراء أسانج؟! ولسنا وحدنا نسأل بدافع الفضول والرغبة في معرفة من المستفيد من وراء موقع الويكيليكس وما يبثه، بل على رأس القائمة الأمريكان أنفسهم الذين اتسعت دائرة شكوكهم كثيراً تجاه الغرماء السياسيين وفي مقدمتهم الروس الذين أبدوا تعاطفاً مع أسانج منذ البداية.
توقيت ظهور الوثائق في بداياتها ربطت بالانتخابات الأمريكية وأن الهدف تشويه صورة عناصر معينة خدمة لأطراف أخرى ما يعني أن هناك من يمد أسانج بالمعلومات من الداخل الأمريكي ومن مواقع مؤثرة يمكنها الوصول لمعلومات ووثائق فائقة السرية.
لكن التحول إلى توسيع نطاق فضح السياسة الأمريكية وشمول الوثائق الجميع قاد بالضرورة الأمريكان للتساؤل حول الجهة أو الجهات التي تقف وراء المبرمج الأسترالي ذا الأربعين عاماً.
الاتهام يتجه بالضرورة صوب الغرماء كما قلنا، أي روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، لكن لا يمكن للأمريكان الجزم بذلك خاصة بعد موافقة الإكوادور على حماية أسانج، ما يعني أن كل دولة لها موقف من واشنطن أو حتى تحفظ على سياساتها يمكن أن تكون في نفس الدائرة، حتى لو لم تتحرك هذه الدول أو تعبر عن أي شيء، فقط السكوت ومراقبة المشهد. هنا الأمريكان يتكرر لديهم المشهد بأن العالم بأسره يتآمر ضدهم.
المثير في وثائق الويكيليكس أنها تركز على الولايات المتحدة وتبين أنها تريد «حكم» العالم بكل الطرق الممكنة، وأنها تسعى فيما تسعى إليه إلى تحطيم أي فرصة لظهور أقطاب قوية على الساحة أو حتى تكتلات تضم دولاً يمكن أن تشكل لها أرقاً أو هاجساً، باختصار واشنطن يحلو لها اللعب في عالم «القطب الواحد» ولا تريد أبداً أن يعود سيناريو الحرب الباردة وصراع الأضداد الواضح إلى التحقق على أرض الواقع، هي تريد حكم العالم بالتالي أي بروز لأي قوى يعني «تضييع وقتها» في تفتيت هذه القوى على حساب أمور أخرى أكثر أهمية على رأسها تعزيز النفوذ وتوسيع رقعة المصالح والتحكم بمصائر الآخرين.
رغم غموض المشهد بشأن جوليان أسانج وهو الشخصية التي يصعب أن يتفق أو يختلف معها الكل نظراً لحديثه المتقلب وتصريحاته المتباينة بشأن مختلف المواقف والدول والوثائق المتنوعة، إلا أن الإجماع في شأنه يتركز على استهدافه الولايات المتحدة وبشراسة، وهذا الاستهداف لا يمكن لشخص واحد فقط يعمل معه أربعة آخرون ومن خلال أجهزة كمبيوتر موصولة بالإنترنت أن يشنه على القوى العالمية الأولى دون أن يكون هناك جهة أو جهات عديدة تدعمهم في الخفاء.
لا أشك بأن الأمريكان حتى الآن لا يعرفون كل الإجابات بشأن جوليان أسانج، لكنني أشك بأنهم سيشاركون العالم بها قبل أن يقوموا بما يجب القيام به أولاً، ولا تسألوا عما سيقومون به كونه صعب التوقع، لكن الجزم هنا بأنهم يعرفون ما سيفعلون، والأهم.. أين ومتى؟!
لا أدري لماذا وفي هذه اللحظة بالذات تذكرت خبر مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن؟!!