من النكات التي تم تداولها عندما تقرر الدخول من جديد في تجربة البرلمان في بداية الألفية الثالثة أن أحدهم عندما قيل له «خلاص.. بيعطونا برلماناً»، قال «واحد.. حقنا كلنا؟.. نبي حق كل واحد.. واحد»!، في إشارة إلى أن البعض طالب بالبرلمان وشارك في الفعاليات الضاغطة لتحقيق هذا الهدف دون أن يعرف ما هو البرلمان.
اليوم تتجدد النكتة فيما يخص الديمقراطية، فقد زادت التصريحات والفعاليات المنظمة للمطالبة بالديمقراطية، حتى ليبدو أن أحداً سينبري بعد قليل ليطالب أن يتم منح كل مواطن «ديمقراطية» له وحده لا يشاركه فيها أحد، ما يعني أن البعض -وربما البعض الكثير- لا معرفة كافية لديه بالديمقراطية ومعناها ودورها، ولا يدري أنها «عملية مستمرة وليست محطة وصول»، كما قال سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
مشكلة الفهم القاصر للأمور التي يتم المطالبة بها مشكلة ينبغي أن تنتبه لها «المعارضة» لأنها تسيء إليها، فليس مقبولاً أبداً أن تدفع البسطاء إلى الشارع لتطالب بأمور لا يعرفونها ولا معلومات كافية لديهم عنها. لهذا لم يكن مقنعاً ولا مقبولاً ما نسب إلى النائب السابق علي الأسود في مجلس العموم البريطاني قبل أيام قوله إن «المطالبين بإسقاط النظام لا يدركون معناها.. ولا يقصدونها». ليس فقط لم يكن مقنعاً أو مقبولاً ولكنه كان ظالماً أيضاً وفيه إهانة لأولئك البسطاء الذين تم العمل على إخراجهم إلى الشوارع ومواجهة السلطة ليرددوا ما تم تلقينهم إياه ثم اتهامهم بأنهم لا يدركون.. ولا يفهمون!
القول إن الذين خرجوا إلى الشوارع ورددوا شعارات تنادي بإسقاط النظام والتمويت والترحيل وهم لا يدركون معنى تلك الشعارات ولا يقصدونها يعني أنهم غوغاء ولا قيمة لهم، وأنهم مجرد أدوات تم استغلالها من قبل «المعارضة»، وأنها ستدوسهم بعد أن تنتفي الحاجة إليهم وتتحقق المآرب. والقول إنهم لا يقصدون ما يقولونه قول فيه ضحك على ذقن العالم أجمع، فكيف لمتظاهرين يخرجون إلى الشوارع يومياً لأكثر من سنتين وهم يطالبون بما لا يدركونه ولا يقصدونه؟!
ما نسب إلى علي الأسود؛ إما أن قائله أخفق في الترجمة أو أنه ادعى عليه، فإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فهذا يعني أنه صار لزاماً على الذين خرجوا إلى الشوارع يطالبون بإسقاط النظام المطالبة بإسقاط «المعارضة»! على الأقل لأنها أهانتهم وتريد إظهارهم على أنهم لا يدركون ما يقولون ومتخلفون.
«المعارضة» هي التي دفعت هؤلاء إلى رفع شعارات تطالب بإسقاط النظام، لذلك ليس مقنعاً أبداً قولها في مجلس العموم البريطاني إنهم لا يدركون ما يقولون ولا يقصدون. هذا يشبه القول إن ما يتم ممارسته من أفعال في الشوارع إنما هو تعبير سلمي ولا يعتبر عنفاً.
القول الآخر المنسوب للأسود هو أنه دان استخدام المولوتوف واعتبره عنفاً. لو كان صحيحاً أنه قال ذلك فإنه يستحق الإشادة، حيث من المهم جداً أن تدين «المعارضة» العنف الذي يمارسه ذلك البعض الذي لا يدرك ما يقوم به.. ولا يقصده!
ما قاله علي الأسود في ذلك الاجتماع يسيء إلى «المعارضة» وإلى جمعية الوفاق بشكل خاص كونه ينتمي إليها، فالناس أيضاً لديهم عقول وعيون ويدركون ويفهمون ولا يمكنهم أن يصدقوا أن الذين يهتفون في الشارع ليل نهار ويرفعون شعارات تطالب بإسقاط النظام لا يدركون ما يطالبون به ولا يقصدون. كذلك فإنهم يعتبرون إدانة استخدام المولوتوف من قبل الجهة التي تحرضهم على استخدامها نكتة لا تقل مستوى عن نكتة الذين يريدون برلماناً لكل مواطن!
{{ article.visit_count }}
اليوم تتجدد النكتة فيما يخص الديمقراطية، فقد زادت التصريحات والفعاليات المنظمة للمطالبة بالديمقراطية، حتى ليبدو أن أحداً سينبري بعد قليل ليطالب أن يتم منح كل مواطن «ديمقراطية» له وحده لا يشاركه فيها أحد، ما يعني أن البعض -وربما البعض الكثير- لا معرفة كافية لديه بالديمقراطية ومعناها ودورها، ولا يدري أنها «عملية مستمرة وليست محطة وصول»، كما قال سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
مشكلة الفهم القاصر للأمور التي يتم المطالبة بها مشكلة ينبغي أن تنتبه لها «المعارضة» لأنها تسيء إليها، فليس مقبولاً أبداً أن تدفع البسطاء إلى الشارع لتطالب بأمور لا يعرفونها ولا معلومات كافية لديهم عنها. لهذا لم يكن مقنعاً ولا مقبولاً ما نسب إلى النائب السابق علي الأسود في مجلس العموم البريطاني قبل أيام قوله إن «المطالبين بإسقاط النظام لا يدركون معناها.. ولا يقصدونها». ليس فقط لم يكن مقنعاً أو مقبولاً ولكنه كان ظالماً أيضاً وفيه إهانة لأولئك البسطاء الذين تم العمل على إخراجهم إلى الشوارع ومواجهة السلطة ليرددوا ما تم تلقينهم إياه ثم اتهامهم بأنهم لا يدركون.. ولا يفهمون!
القول إن الذين خرجوا إلى الشوارع ورددوا شعارات تنادي بإسقاط النظام والتمويت والترحيل وهم لا يدركون معنى تلك الشعارات ولا يقصدونها يعني أنهم غوغاء ولا قيمة لهم، وأنهم مجرد أدوات تم استغلالها من قبل «المعارضة»، وأنها ستدوسهم بعد أن تنتفي الحاجة إليهم وتتحقق المآرب. والقول إنهم لا يقصدون ما يقولونه قول فيه ضحك على ذقن العالم أجمع، فكيف لمتظاهرين يخرجون إلى الشوارع يومياً لأكثر من سنتين وهم يطالبون بما لا يدركونه ولا يقصدونه؟!
ما نسب إلى علي الأسود؛ إما أن قائله أخفق في الترجمة أو أنه ادعى عليه، فإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فهذا يعني أنه صار لزاماً على الذين خرجوا إلى الشوارع يطالبون بإسقاط النظام المطالبة بإسقاط «المعارضة»! على الأقل لأنها أهانتهم وتريد إظهارهم على أنهم لا يدركون ما يقولون ومتخلفون.
«المعارضة» هي التي دفعت هؤلاء إلى رفع شعارات تطالب بإسقاط النظام، لذلك ليس مقنعاً أبداً قولها في مجلس العموم البريطاني إنهم لا يدركون ما يقولون ولا يقصدون. هذا يشبه القول إن ما يتم ممارسته من أفعال في الشوارع إنما هو تعبير سلمي ولا يعتبر عنفاً.
القول الآخر المنسوب للأسود هو أنه دان استخدام المولوتوف واعتبره عنفاً. لو كان صحيحاً أنه قال ذلك فإنه يستحق الإشادة، حيث من المهم جداً أن تدين «المعارضة» العنف الذي يمارسه ذلك البعض الذي لا يدرك ما يقوم به.. ولا يقصده!
ما قاله علي الأسود في ذلك الاجتماع يسيء إلى «المعارضة» وإلى جمعية الوفاق بشكل خاص كونه ينتمي إليها، فالناس أيضاً لديهم عقول وعيون ويدركون ويفهمون ولا يمكنهم أن يصدقوا أن الذين يهتفون في الشارع ليل نهار ويرفعون شعارات تطالب بإسقاط النظام لا يدركون ما يطالبون به ولا يقصدون. كذلك فإنهم يعتبرون إدانة استخدام المولوتوف من قبل الجهة التي تحرضهم على استخدامها نكتة لا تقل مستوى عن نكتة الذين يريدون برلماناً لكل مواطن!