مآل النسخة البحرينية لنظرية «البيت الشيعي» العراقي يتطابق تماماً مع مآل المجلس العلمائي في البحرين، حيث أسس هذا الائتلاف بيت الحكيم ليضم الأسر والمرجعيات الفقهية العراقية، لوحدة القرار الشيعي، إنما أتى به المطاف ليتم توظيف البيت في ما بعد لخدمة تيار معين ضمن المدارس الفقهية المتنوعة، وليسخر هذا البيت لخدمة التيار الخاضع تماماً لأجندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلا مواربة دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية للعراق أو حتى للمصلحة الطائفية الشيعية العراقية.
ليس هذا فحسب بل تم إقصاء الجميع والانفراد بالقرار وخسرت المرجعيات وأحزابها السياسية واستأثر حزب المالكي بالمكاسب وحده وأبعد الآخرين.
ثم سال الدم بينهم في 2005 بين الحكيم والصدر، واليوم في العراق يشكو الائتلاف من تسلط المالكي، وحتى مقتدى الصدر تمرد عليه مثلما فعل الحكيم، ورفع علماء شيعة عقيرتهم وأوصلوا شكواهم لإيران من تسلط الحزب الإيراني العراقي «دولة القانون» على شيعة العراق دون جدوى ودون أن يسمع لشكواهم، حتى قال الحكيم إن الشيعة لا يحكمون العراق بل يحكمه المالكي وحزبه، واليوم أصبحت لملمة «البيت الشيعي» من رابع المستحيلات عراقياً.
وهي ذات الغلطة التي يرتكبها عيسى قاسم في البحرين والأمانة العامة في «الوفاق» التي أقصت الجميع أيام الاستحقاقات النيابية واليوم تغازل من أقصتهم وأبعدتهم بل وباعتهم!!
بدا ذلك منذ أطلق مريدوه نظرية «عدم التصدر بوجود المتصدر» التي روجها علي سلمان خادمه وميثم السلمان، ثم أكملها حسن الستري حين قال الناظر لوجه عيسى قاسم كالناظر لوجه علي ابن أبي طالب «كرم الله وجهه» وكان ذلك إيذاناً بإلزام الجميع بالتبعية المطلقة لفرد رغم وجود «مجلس» علمائي، فخرق عيسى قاسم بذلك أولى دعامات المجلس، فلم يعد مجلس علماء إنما تحول إلى مجلس لولي فقيه واحد أوحد.
ورغم وجود تيارات متفاوتة المرجعية، ورغم وجود علماء أعلى درجة علمية منه خارج المجلس العلمائي، إنما داء الإقصاء الذي ابتلي به البيت الشيعي العراقي هو ذاته الذي ابتلي به المجلس العلمائي البحريني، ليزيح عيسى قاسم كل منافسيه كما أزاح سابقاً التيار الشيرازي وكان أكثر الفرحين بإبعاد مدرسي عن البحرين، لينفرد بالقرار ويقود الطائفة برمتها -لا مريديه فحسب- إلى حيث يرى وحيث يشاء.. وها هي النتيجة!
رهن مصير الطائفية الشيعية البحرينية بالمصلحة الإيرانية وتقديمها على المصلحة المحلية كان دوماً ما يميز هذا الجناح من الائتلاف الوفاقي، ومن أجل زعامة وتسيد هذا الجناح خاضت الدراز معارك طاحنة مع النويدرات ومعارك أخرى مع جناح الأفندية الذي خرج من «الوفاق» مبكراً رافضاً هيمنة عيسى قاسم على القرار، تلك المجموعة التي قال عن خروجها الجناح الإيراني إن «الوفاق» تخلصت من «أوساخها»، حتى أحرج الجناح الأفندي لجمعية «الوفاق» أمام حلفائه في الدوائر الأمريكية التي راهنت كثيراً على «الايميج» المدني للجمعية من أجل تسويقها، لكن ذلك الجناح العمائمي كان لها بالمرصاد دوماً.
اليوم هو مستعد لحرق الطائفة برمتها قرباناً لزعامته ولتأليهه، فإن هانت عليه طائفته هل سيقف أو يعنى بسلامة وطنه؟! مع الأخذ في الاعتبار لموقع هذا الوطن قبل الستينات أم بعدها!!
ومثلما تزهق أرواح اللبنانيين الشيعة اليوم بمعركة ليست هي معركتهم، وبأرض ليست هي أرضهم، ولأسباب لا ناقة لهم فيها ولا بعير، يراد لشيعة البحرين أن ينساقوا لذات الخدعة ويقدموا أبناءهم قرابين للمصلحة الإيرانية ولخدمة أمن وسلامة الإيرانيين.
وبالأمس حين أشار الكاتب الذي أحترم عقله رغم اختلافي معه محمد عبدالله محمد في مقاله «هل تنجح المشائية في جر إيران من «الإسلامية» إلى القومية»» في إشارة إلى تبعات فوز مرشح الرئاسة الإيرانية «مشائي» على المشروع الشيعي الأممي الشيعي، لأنه مرشح يصرح علانية بأولوية المصلحة الإيرانية القومية ومقدمتها على المصلحة الدينية، فإنني أنبه الزميل إلى واقع ومتى كان المشروع الإيراني غير قومي؟!
إن الفارق الوحيد بين مشائي وغيره من المرشحين أنه يقولها علانية، غير عابئ بحلفاء إيران من الشيعة العرب، في حين أن البقية يؤمنون بنفس التراتبية إنما يحرصون على إبقائها همساً وسراً داخل البيت الإيراني حتى لا تفقد إيران ذراعها الخارجية.
لذلك غضب كثير من الشيعة العرب من إيران التي نادت بالأممية الإسلامية وعالمية المذهب الشيعي في مرحلة أولى من مراحل الثورة، ليفاجؤوا بعد ذلك بخذلانهم وتسليط بعض التيارات على بعضها داخل البيوت الشيعية، لذا تزايدت حبات المسبحة التي تنفلت الآن من علماء الشيعة ومن زعماء الجماعات الشيعية اللبنانية منها والعراقية التي بدأت بالتمرد والخروج عن عباءة الفقيه، ليدفع الشيعة العرب ثمناً باهظاً من أمنهم واستقرارهم وكرامتهم وسيادتهم، بل لتزيد الفرقة بينهم وينقسموا إلى أجنحة وفروع تسيل بينهم الدماء، وها هو الحكيم ومقتدى الصدر الآن الإخوة الأعداء كما يطلقون عليهم يحاولون أن يلموا شتات فرقتهم بعد أن تعرضوا للإقصاء من «متصدرين» سياسياً ودينياً أشاعوا ذات النظرية «منع المتصدرين بوجود متصدر» ليتحدوا في وجه نوري المالكي الذي أقصاهم أكثر مما أقصى من السنة!
فلم على شيعة البحرين أن يمروا بذات السيناريو وبذات الطريق الوعرة؟ لم ينسلخون من حضن وطنهم ويتركون قرارهم في يد من لا قرار له؟
ليس هذا فحسب بل تم إقصاء الجميع والانفراد بالقرار وخسرت المرجعيات وأحزابها السياسية واستأثر حزب المالكي بالمكاسب وحده وأبعد الآخرين.
ثم سال الدم بينهم في 2005 بين الحكيم والصدر، واليوم في العراق يشكو الائتلاف من تسلط المالكي، وحتى مقتدى الصدر تمرد عليه مثلما فعل الحكيم، ورفع علماء شيعة عقيرتهم وأوصلوا شكواهم لإيران من تسلط الحزب الإيراني العراقي «دولة القانون» على شيعة العراق دون جدوى ودون أن يسمع لشكواهم، حتى قال الحكيم إن الشيعة لا يحكمون العراق بل يحكمه المالكي وحزبه، واليوم أصبحت لملمة «البيت الشيعي» من رابع المستحيلات عراقياً.
وهي ذات الغلطة التي يرتكبها عيسى قاسم في البحرين والأمانة العامة في «الوفاق» التي أقصت الجميع أيام الاستحقاقات النيابية واليوم تغازل من أقصتهم وأبعدتهم بل وباعتهم!!
بدا ذلك منذ أطلق مريدوه نظرية «عدم التصدر بوجود المتصدر» التي روجها علي سلمان خادمه وميثم السلمان، ثم أكملها حسن الستري حين قال الناظر لوجه عيسى قاسم كالناظر لوجه علي ابن أبي طالب «كرم الله وجهه» وكان ذلك إيذاناً بإلزام الجميع بالتبعية المطلقة لفرد رغم وجود «مجلس» علمائي، فخرق عيسى قاسم بذلك أولى دعامات المجلس، فلم يعد مجلس علماء إنما تحول إلى مجلس لولي فقيه واحد أوحد.
ورغم وجود تيارات متفاوتة المرجعية، ورغم وجود علماء أعلى درجة علمية منه خارج المجلس العلمائي، إنما داء الإقصاء الذي ابتلي به البيت الشيعي العراقي هو ذاته الذي ابتلي به المجلس العلمائي البحريني، ليزيح عيسى قاسم كل منافسيه كما أزاح سابقاً التيار الشيرازي وكان أكثر الفرحين بإبعاد مدرسي عن البحرين، لينفرد بالقرار ويقود الطائفة برمتها -لا مريديه فحسب- إلى حيث يرى وحيث يشاء.. وها هي النتيجة!
رهن مصير الطائفية الشيعية البحرينية بالمصلحة الإيرانية وتقديمها على المصلحة المحلية كان دوماً ما يميز هذا الجناح من الائتلاف الوفاقي، ومن أجل زعامة وتسيد هذا الجناح خاضت الدراز معارك طاحنة مع النويدرات ومعارك أخرى مع جناح الأفندية الذي خرج من «الوفاق» مبكراً رافضاً هيمنة عيسى قاسم على القرار، تلك المجموعة التي قال عن خروجها الجناح الإيراني إن «الوفاق» تخلصت من «أوساخها»، حتى أحرج الجناح الأفندي لجمعية «الوفاق» أمام حلفائه في الدوائر الأمريكية التي راهنت كثيراً على «الايميج» المدني للجمعية من أجل تسويقها، لكن ذلك الجناح العمائمي كان لها بالمرصاد دوماً.
اليوم هو مستعد لحرق الطائفة برمتها قرباناً لزعامته ولتأليهه، فإن هانت عليه طائفته هل سيقف أو يعنى بسلامة وطنه؟! مع الأخذ في الاعتبار لموقع هذا الوطن قبل الستينات أم بعدها!!
ومثلما تزهق أرواح اللبنانيين الشيعة اليوم بمعركة ليست هي معركتهم، وبأرض ليست هي أرضهم، ولأسباب لا ناقة لهم فيها ولا بعير، يراد لشيعة البحرين أن ينساقوا لذات الخدعة ويقدموا أبناءهم قرابين للمصلحة الإيرانية ولخدمة أمن وسلامة الإيرانيين.
وبالأمس حين أشار الكاتب الذي أحترم عقله رغم اختلافي معه محمد عبدالله محمد في مقاله «هل تنجح المشائية في جر إيران من «الإسلامية» إلى القومية»» في إشارة إلى تبعات فوز مرشح الرئاسة الإيرانية «مشائي» على المشروع الشيعي الأممي الشيعي، لأنه مرشح يصرح علانية بأولوية المصلحة الإيرانية القومية ومقدمتها على المصلحة الدينية، فإنني أنبه الزميل إلى واقع ومتى كان المشروع الإيراني غير قومي؟!
إن الفارق الوحيد بين مشائي وغيره من المرشحين أنه يقولها علانية، غير عابئ بحلفاء إيران من الشيعة العرب، في حين أن البقية يؤمنون بنفس التراتبية إنما يحرصون على إبقائها همساً وسراً داخل البيت الإيراني حتى لا تفقد إيران ذراعها الخارجية.
لذلك غضب كثير من الشيعة العرب من إيران التي نادت بالأممية الإسلامية وعالمية المذهب الشيعي في مرحلة أولى من مراحل الثورة، ليفاجؤوا بعد ذلك بخذلانهم وتسليط بعض التيارات على بعضها داخل البيوت الشيعية، لذا تزايدت حبات المسبحة التي تنفلت الآن من علماء الشيعة ومن زعماء الجماعات الشيعية اللبنانية منها والعراقية التي بدأت بالتمرد والخروج عن عباءة الفقيه، ليدفع الشيعة العرب ثمناً باهظاً من أمنهم واستقرارهم وكرامتهم وسيادتهم، بل لتزيد الفرقة بينهم وينقسموا إلى أجنحة وفروع تسيل بينهم الدماء، وها هو الحكيم ومقتدى الصدر الآن الإخوة الأعداء كما يطلقون عليهم يحاولون أن يلموا شتات فرقتهم بعد أن تعرضوا للإقصاء من «متصدرين» سياسياً ودينياً أشاعوا ذات النظرية «منع المتصدرين بوجود متصدر» ليتحدوا في وجه نوري المالكي الذي أقصاهم أكثر مما أقصى من السنة!
فلم على شيعة البحرين أن يمروا بذات السيناريو وبذات الطريق الوعرة؟ لم ينسلخون من حضن وطنهم ويتركون قرارهم في يد من لا قرار له؟