في مسيرة رحلة العناء لطلبة الطب من الخريجين، زار بعضهم من ممثلي جمع الخريجين وزارة الصحة للاستفسار عن إعلان التخصصات والشواغر بمجمع السلمانية الطبي، بدءاً من مكتب وزير الصحة وانتهاء بأصغر مسؤول فيها.
حاولوا جاهدين مقابلة الوزير والوكيل، أو الالتقاء برئيس قسم التدريب ورئيس قسم الموارد البشرية بوزارة الصحة، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وكأن سكرتيرات هؤلاء المسؤولين يملكن جواباً واحداً فقط، وهو أن الوزير ومن هم دونه لا يملكون أجوبة لاستفساراتكم، وفي حالة توفرت الإجابات الشافية والوافية لدينا، فإننا سوف نتصل بكم!!
بعد إجراء الطلبة الخريجين مجموعة من الاتصالات بمجموعة من المسؤولين بوزارة الصحة، أكدوا لهم بأن كل شيء تم إعداده من قبل الصحة، وأن موضوع تسكين الوظائف كله بيد ديوان الخدمة المدنية، وأن الصحة مازالت تنتظر من الديوان رداً حول موضوع التوظيف.
لم يكذب الخريجون من طلبة الطب خبراً، فاتجهوا محملين بالأمل صوب ديوان الخدمة المدنية، فما الذي حصل هناك؟ يقول الأطباء: حاولنا بكل جهدنا الالتقاء بأي مسؤول بالديوان للتأكد من صحة المعلومة لا غير، لكننا لم نصل لأبعد من موظف الاستقبال، وبعد عدة اتصالات أجراها الموظف المذكور، والذي منعهم منعاً باتاً من الدخول، قال لهم، إن «ديوان الخدمة لا يملك أية معلومة تخص توظيفكم، ولم يصلهم أي شيء من وزارة لصحة حول تسكينكم في وظائف، وما عليكم الآن، هو أن تراجعوا الصحة»!!
أجرى الخريجون من أبنائنا بعد ذلك مجموعة من الاتصالات بمكتب التدريب بمجمع السلمانية الطبي، وكان الرد «لا علم لنا بأي شيء».
آخر محطات الأمل التي طرقها الخريجون، هي جمعية الأطباء التي لم تبدِ أي تفاعل مع رسالة الطلبة التي أعطوها موظف الاستقبال يوم الخميس الماضي، علهم يجدون في جمعية تمثلهم، بصيصاً من نور.
وصل إلى مسامعنا أن وزير الصحة اجتمع مع مجموعة من النواب في مكتبه الأسبوع الماضي، وعلى ما يبدو كان يوم الخميس، يشكو لهم مدى الضغط الكبير الذي يواجهه في قضايا توظيف الأطباء الجدد، وأنه حاول جاهداً أن يوصل رسالة للنواب مفادها هو: أنه «ليس مسؤولاً عن توظيف كل خريجي الطب، كما إن الوزارة لا تملك موازنة لأجل تسكين الخريجين في وظائفهم المخصصة لهم»، وبهذا فهو يحاول الإفلات من المسؤولية التي يواجهها.
الكرة الآن في ملعب مجلس الشعب، والطلبة على وشك الالتقاء بالإخوة النواب، لشرح أوضاعهم ومعاناتهم، ونحن هنا بدورنا نشكر كل نائب اهتم بملف الأطباء الخريجين، سواء حاول أو مازال يحاول لإيجاد حل لمعاناة خيرة أبنائنا فرجاً ومخرجاً لأزمتهم التي شارفت على العام.
حسرة:
تحدث لي بعض الخريجين من طلبة الطب بحسرة شديدة قائلين: كل الأطباء الذين تخرجوا معنا من العام الماضي ومن مختلف دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأخرى، سواء من جامعة الخليج العربي وغيرها من جامعات الطب العالمية، تم توظيفهم منذ أن تخرجوا مباشرة في مختلف المستشفيات الحكومية في بلدانهم، إلا الأطباء البحرينيين الذين مازالوا حتى الآن ينتظرون حصر عدد الشواغر في مستشفى واحد فقط، هو مستشفى السلمانية!!