تقريباً في نفس هذا التوقيت من العام الماضي أطلقت «الوفاق» عبر التويتر عدة تغريدات تنصلت فيها من تصريحات عضوها الدكتور جاسم حسين، فقط لأن الأخير تحدث بإيجابية عن سباق «الفورمولا 1» وفائدة إقامته للبحرين اقتصادياً.
الدكتور جاسم موقفه لم يتغير بشأن الحدث الرياضي العالمي منذ إنشاء حلبة البحرين الدولية، وهو يتحدث عنه من جانب اقتصادي بحت وهو الخبير في الاقتصاد، وتصريحه العام الماضي وتنصل «الوفاق» منه وهيجان الأصوات المنادية بإسقاط النظام عليه دفعنا للتساؤل عن ردة الفعل هذه، إذ لو نطق أحد منكم بكلمة خير وحق تجاه وطنه أتقومون عليه بهذه الطريقة التي توصله لدرجة التخوين وأنه «باع» نفسه للنظام؟!
لست في موقع الدفاع عن الرجل أبداً، أتحدث عن موقف «مجرد»، والنقطة التي أشير إليها هنا أنه قال كلمة خير في حق البحرين ومن منطلق خبرته واختصاصه، وأنه قوبل بسبب ذلك بالتنصل والاستنكار من قبل جماعته التي استنكرت تصريحه بسبب ردات فعل غاضبة صدرت عن مواقع إلكترونية وحسابات رمزية كلها كانت تهدف لإلغاء السباق.
اليوم يحصل التناقض، حينما يخرج أمين عام جمعية «الوفاق» علي سلمان ويقول إنه «لا يريد إلغاء السباق، لكنه يريد الاستفادة من الحضور الإعلامي القوي»!
الآن يبيح علي سلمان لنفسه التصريح بنفس مضمون تصريح الدكتور جاسم حسين بشأن إقامة السباق، رغم أنه والجمعية تنصلا من تصريحات عضوهم قبل عام، فأي تناقض هذا؟!
طبعاً ندرك تماماً لماذا التغيير في هذه اللهجة، فاليوم يختلف عن قبل عام حينما كان متبقياً لعلي سلمان فقط التلويح بالسيوف، اليوم استهداف «الفورمولا1» وهو المشروع العالمي الذي جاء بجهود سمو ولي العهد له دلالات كبيرة، بالأخص من جانب «الوفاق» التي تحاول أن تلعب دور المؤمنة بقدرات ولي العهد وأفكاره، رغم أنها هي من أساءت له في مماطلتها ورفضها للحوار الذي دعا له في بداية الأزمة الانقلابية، يضاف إليها إساءة شخصية صدرت من علي سلمان نفسه في أحد البرامج في قناة «الجزيرة» قبل عامين.
حدث «الفورمولا 1» في البحرين سيقام مثلما أقيم العام الماضي، ومالك الحقوق الحصرية لهذه الرياضة السيد بيرني إيكليستون أعرب عن موقفه منذ العام الماضي وحتى في 2011 حينما تقرر عدم إقامة الجولة، وهو رجل يعتبر رمزاً بريطانياً في هذه الرياضة، وحينما يقول إن «السباق قائم وإن ما يحصل ليست سوى أعمال تخريب وفوضى»، فإن كلامه يسمعه مئات الآلاف ليسوا بريطانيين فقط بل حول العالم من عشاق هذه الرياضة، كلامه له وزن وله دلالات.
اليوم يخرج علي سلمان ليتحدث بنفس المضمون الذي «عابه» على جاسم حسين العام الماضي، يخرج اليوم وكأنه يدعم الحدث الرياضي، مبرراً بأنه «يريد الاستفادة من الحضور الإعلامي»، وما يقوله بحد ذاته رسالة للمعنيين بالإعلام في هذا البلد بشأن كيفية التعامل مع عشرات الإعلاميين الذين سيحضرون لتغطية السباق لكن تغطيتهم لن تكون بمعزل عن تأثيرات الوضع السياسي.
زبدة القول هنا، إن «الوفاق» تعمل بأسلوب «متمرغ» في مستنقع التبعية المطلقة، بحيث إنه لو خرج شخص منهم ليقول كلمة طيبة بحق وطنه، ولو خرج شخص ليقول أقلها الحقيقة الحاصلة في البلد، فإنها تستنكر عليه ذلك، لكن حينما تستدعي الظروف أن تقوم بنفس الفعل لخدمة مصالحها ولدعم أسلوبها السياسي «المتلون» هذه الأيام، فإنها تبيح لأمينها العام وغيره ما تحرمه على أعضائها.
الآن لا تريد إلغاء السباق يا علي سلمان، صح، صدقناك! مثل «إسقاط النظام» حينما تحول بقدرة قادر إلى «إصلاح النظام»!
{{ article.visit_count }}
الدكتور جاسم موقفه لم يتغير بشأن الحدث الرياضي العالمي منذ إنشاء حلبة البحرين الدولية، وهو يتحدث عنه من جانب اقتصادي بحت وهو الخبير في الاقتصاد، وتصريحه العام الماضي وتنصل «الوفاق» منه وهيجان الأصوات المنادية بإسقاط النظام عليه دفعنا للتساؤل عن ردة الفعل هذه، إذ لو نطق أحد منكم بكلمة خير وحق تجاه وطنه أتقومون عليه بهذه الطريقة التي توصله لدرجة التخوين وأنه «باع» نفسه للنظام؟!
لست في موقع الدفاع عن الرجل أبداً، أتحدث عن موقف «مجرد»، والنقطة التي أشير إليها هنا أنه قال كلمة خير في حق البحرين ومن منطلق خبرته واختصاصه، وأنه قوبل بسبب ذلك بالتنصل والاستنكار من قبل جماعته التي استنكرت تصريحه بسبب ردات فعل غاضبة صدرت عن مواقع إلكترونية وحسابات رمزية كلها كانت تهدف لإلغاء السباق.
اليوم يحصل التناقض، حينما يخرج أمين عام جمعية «الوفاق» علي سلمان ويقول إنه «لا يريد إلغاء السباق، لكنه يريد الاستفادة من الحضور الإعلامي القوي»!
الآن يبيح علي سلمان لنفسه التصريح بنفس مضمون تصريح الدكتور جاسم حسين بشأن إقامة السباق، رغم أنه والجمعية تنصلا من تصريحات عضوهم قبل عام، فأي تناقض هذا؟!
طبعاً ندرك تماماً لماذا التغيير في هذه اللهجة، فاليوم يختلف عن قبل عام حينما كان متبقياً لعلي سلمان فقط التلويح بالسيوف، اليوم استهداف «الفورمولا1» وهو المشروع العالمي الذي جاء بجهود سمو ولي العهد له دلالات كبيرة، بالأخص من جانب «الوفاق» التي تحاول أن تلعب دور المؤمنة بقدرات ولي العهد وأفكاره، رغم أنها هي من أساءت له في مماطلتها ورفضها للحوار الذي دعا له في بداية الأزمة الانقلابية، يضاف إليها إساءة شخصية صدرت من علي سلمان نفسه في أحد البرامج في قناة «الجزيرة» قبل عامين.
حدث «الفورمولا 1» في البحرين سيقام مثلما أقيم العام الماضي، ومالك الحقوق الحصرية لهذه الرياضة السيد بيرني إيكليستون أعرب عن موقفه منذ العام الماضي وحتى في 2011 حينما تقرر عدم إقامة الجولة، وهو رجل يعتبر رمزاً بريطانياً في هذه الرياضة، وحينما يقول إن «السباق قائم وإن ما يحصل ليست سوى أعمال تخريب وفوضى»، فإن كلامه يسمعه مئات الآلاف ليسوا بريطانيين فقط بل حول العالم من عشاق هذه الرياضة، كلامه له وزن وله دلالات.
اليوم يخرج علي سلمان ليتحدث بنفس المضمون الذي «عابه» على جاسم حسين العام الماضي، يخرج اليوم وكأنه يدعم الحدث الرياضي، مبرراً بأنه «يريد الاستفادة من الحضور الإعلامي»، وما يقوله بحد ذاته رسالة للمعنيين بالإعلام في هذا البلد بشأن كيفية التعامل مع عشرات الإعلاميين الذين سيحضرون لتغطية السباق لكن تغطيتهم لن تكون بمعزل عن تأثيرات الوضع السياسي.
زبدة القول هنا، إن «الوفاق» تعمل بأسلوب «متمرغ» في مستنقع التبعية المطلقة، بحيث إنه لو خرج شخص منهم ليقول كلمة طيبة بحق وطنه، ولو خرج شخص ليقول أقلها الحقيقة الحاصلة في البلد، فإنها تستنكر عليه ذلك، لكن حينما تستدعي الظروف أن تقوم بنفس الفعل لخدمة مصالحها ولدعم أسلوبها السياسي «المتلون» هذه الأيام، فإنها تبيح لأمينها العام وغيره ما تحرمه على أعضائها.
الآن لا تريد إلغاء السباق يا علي سلمان، صح، صدقناك! مثل «إسقاط النظام» حينما تحول بقدرة قادر إلى «إصلاح النظام»!