منذ أيام بدأ الترويج لمرحلة جديدة من العنف تقرر لانطلاقها يوم الخميس المقبل الذي اعتبروه «يوم بعث الثورة» ويوم التدشين الرسمي «للعمل المقاوم.. الجاد.. لإسقاط النظام»، حيث أهاب ما صار يعرف بـ «ائتلاف فبراير» بما وصفه بـ «جماهير الثورة» إعلان «النفير العام» في البلاد تحت شعار «براكين اللهب»، ودعا إلى إغلاق المحلات التجارية وإطفاء الأنوار الخارجية للمنازل ابتداء من الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء، بينما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التغريدات الشاحنة والداعية إلى التعلم من «حزب الله» والمقاومة الفيتنامية والعصابات الكوبية «كي نحيل حياة مرتزقة النظام لجحيم لا يطاق ولا يحتمل»، كما جاء في تلك الدعوات المحرضة، وهو ما يعني أن كل الأساليب والوسائل السابقة لم تفلح في تحقيق أي مكسب وبالتالي صار لزاماً تغيير «التكتيك»، والدخول في مرحلة عنف جديدة تختلف عن سابقاتها خصوصاً وأنها تتخذ من «حزب الله» مثالاً «اختفت أخيراً محاولات تطويق العاصمة والوصول إلى حيث كان الدوار ومحاولات «إفلاس» البنوك وغيرها بعدما تأكد أنها لم تحقق أية نتيجة».
المتابع للتغريدات الشاحنة يمكنه أن يستنتج أن هناك توجيهات واضحة للانتقال إلى مرحلة العنف الجديدة هذه وأن التعليمات هي الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع رجال الأمن واعتماد أسلوب العصابات التي تنفذ عمليات سرية تنكرها مرة وتؤكدها أخرى من دون أي اعتبار للمواطنين والمقيمين الذين يتحولون إلى ضحايا.
القول إن اليوم المشار إليه هو يوم الانطلاق للعمل «المقاوم.. الجاد» قول فيه تهديد ووعيد وإعلان رسمي عن زيادة جرعة العنف ورسالة مفادها أن «على الحكومة أن ترضخ وتعطينا كل ما نريد أو نحيل البلاد إلى جحيم»، ورسالة أخرى يراد منها تخويف الناس الآمنين وتخييرهم بين الوقوف على الحياد أو مشاركتهم أفكارهم وأحلامهم الخائبة.
بطبيعة الحال ستتعامل الحكومة والناس مع جملة التهديدات هذه بأحد شكلين، الأول اعتبارها تهديدات جادة والتعامل معها على هذا الأساس، والثاني اعتبارها مجرد تهديدات يراد منها تحقيق مكاسب إعلامية أو إرهاب المواطنين والمقيمين أو إيهام أنفسهم بأنهم لم يهزموا وأن ما مر وانتهى كان مجرد خيبة الجولة الأولى.
عملياً لا يمكن لهؤلاء فعل أكثر مما فعلوه طوال السنتين الماضيتين، فليس في قدرتهم سوى اختطاف الشوارع وتخريب إسفلتها بإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وإزعاج الحكومة ورمي رجال الأمن المعنيين بحفظ النظام بزجاجات المولوتوف والحجارة.. و»تفحيم كابلات أرضية رئيسة لشركة الاتصالات الحكومية» كما جاء في تغريدة لقناة أهل البيت افتخرت فيها بعمل «طلائع الجهاد» التي تم تعريفها على أنها «أحد فصائل لواء شباب المقاومة الإسلامية في البحرين»، وليس في قدرتهم سوى التهديد والوعيد وانتقاء أقذع الشتائم لتوجيهها إلى كل من يقول لهم إن «ما تقومون به خطأ وجريمة ومخالف للشرع والدين»، فما الذي يمكن أن يقوم به أولئك أكثر من هذا؟
الأكيد أنهم لن يتمكنوا من القيام بأكثر من هذا الذي لم يعد يخدمهم خصوصاً وأن العالم في الداخل والخارج ملوا منه، وصاروا بسببه ينفضون من حولهم ، حيث بالإمكان تمرير مقولات مثل السلمية مرات ولكن ليس دائماً وأبداً، ففي الداخل والخارج تتوفر نسبة ذكاء تتيح للناس ملاحظة التناقض بين الشعارات المرفوعة والعنف الممارس.
العقل والواقع يدفعان نحو اعتبار تلك التهديدات تعبيراً عن إحساس بالضعف والهزيمة ونفاد الصبر والحيلة، لكن العقل والحكمة يدفعان أيضاً إلى التعامل مع كل ما يصدر عن أناس لا يدركون أن ما يقومون به يسيء إلى أهلهم ووطنهم بشكل بعيد عن التهاون، ذلك أنه يكفي القول إنهم لا يدركون ليأخذ الآخرون الحيطة والحذر منهم.
{{ article.visit_count }}
المتابع للتغريدات الشاحنة يمكنه أن يستنتج أن هناك توجيهات واضحة للانتقال إلى مرحلة العنف الجديدة هذه وأن التعليمات هي الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع رجال الأمن واعتماد أسلوب العصابات التي تنفذ عمليات سرية تنكرها مرة وتؤكدها أخرى من دون أي اعتبار للمواطنين والمقيمين الذين يتحولون إلى ضحايا.
القول إن اليوم المشار إليه هو يوم الانطلاق للعمل «المقاوم.. الجاد» قول فيه تهديد ووعيد وإعلان رسمي عن زيادة جرعة العنف ورسالة مفادها أن «على الحكومة أن ترضخ وتعطينا كل ما نريد أو نحيل البلاد إلى جحيم»، ورسالة أخرى يراد منها تخويف الناس الآمنين وتخييرهم بين الوقوف على الحياد أو مشاركتهم أفكارهم وأحلامهم الخائبة.
بطبيعة الحال ستتعامل الحكومة والناس مع جملة التهديدات هذه بأحد شكلين، الأول اعتبارها تهديدات جادة والتعامل معها على هذا الأساس، والثاني اعتبارها مجرد تهديدات يراد منها تحقيق مكاسب إعلامية أو إرهاب المواطنين والمقيمين أو إيهام أنفسهم بأنهم لم يهزموا وأن ما مر وانتهى كان مجرد خيبة الجولة الأولى.
عملياً لا يمكن لهؤلاء فعل أكثر مما فعلوه طوال السنتين الماضيتين، فليس في قدرتهم سوى اختطاف الشوارع وتخريب إسفلتها بإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وإزعاج الحكومة ورمي رجال الأمن المعنيين بحفظ النظام بزجاجات المولوتوف والحجارة.. و»تفحيم كابلات أرضية رئيسة لشركة الاتصالات الحكومية» كما جاء في تغريدة لقناة أهل البيت افتخرت فيها بعمل «طلائع الجهاد» التي تم تعريفها على أنها «أحد فصائل لواء شباب المقاومة الإسلامية في البحرين»، وليس في قدرتهم سوى التهديد والوعيد وانتقاء أقذع الشتائم لتوجيهها إلى كل من يقول لهم إن «ما تقومون به خطأ وجريمة ومخالف للشرع والدين»، فما الذي يمكن أن يقوم به أولئك أكثر من هذا؟
الأكيد أنهم لن يتمكنوا من القيام بأكثر من هذا الذي لم يعد يخدمهم خصوصاً وأن العالم في الداخل والخارج ملوا منه، وصاروا بسببه ينفضون من حولهم ، حيث بالإمكان تمرير مقولات مثل السلمية مرات ولكن ليس دائماً وأبداً، ففي الداخل والخارج تتوفر نسبة ذكاء تتيح للناس ملاحظة التناقض بين الشعارات المرفوعة والعنف الممارس.
العقل والواقع يدفعان نحو اعتبار تلك التهديدات تعبيراً عن إحساس بالضعف والهزيمة ونفاد الصبر والحيلة، لكن العقل والحكمة يدفعان أيضاً إلى التعامل مع كل ما يصدر عن أناس لا يدركون أن ما يقومون به يسيء إلى أهلهم ووطنهم بشكل بعيد عن التهاون، ذلك أنه يكفي القول إنهم لا يدركون ليأخذ الآخرون الحيطة والحذر منهم.