ليس هنالك من المسلمين من لا يحب دينه، وليس هنالك مسلم سوي لا يتعلق بإسلامه الجميل اللطيف، فكل ما في ديننا الحنيف يشي بالكثير من الحب والعقل والعاطفة والرقي والنبل والخير والصلاح والفضيلة، فالإسلام هو الدين الناعم الجميل.
ليس هنالك ألطف من قيم الإسلام العظيم، فهو المبدأ الذي انساقت إليه البشرية عبر تاريخها انسياق طواعية لا كراهية، وستظل هذه ميزة الإسلام (لا للإكراه)، ومن يحاول أن يكره الناس على أن يؤمنوا سيفشل لأن من يقوم بعملية الجبر فإنه لا يفهم طبيعة الإسلام.
الإسلام هو إقرار باللسان وإيمان بالجِنان وعمل بالأركان، وهذا الأمر يتطلب صفاء ذهنياً وحضوراً قلبياً من المسلم، أو من كل شخص يعشق الطّهرانية الحقيقية، لذلك فإن كل المحاولات التي يقوم بها البعض من أجل أن يفرضوا الإسلام بطريقة قسرية ستبوء بالفشل.
بالأمس كانت الأمم تدخل الإسلام زرافات زرافات، ليس عن طريق الدعوة والفتوحات، بل كانت تدخله لقناعة كاملة به لأنه يمتلك من القيم الإنسانية أرقاها وأنبلها، وكان أتباع الإسلام آنذاك يضربون للبشرية المثل الأعلى بحسن سلوكهم وإيمانهم الفطري غير المبتذل، دون الحاجة لفتح مراكز للدعوة والتبشير بالإسلام، ولا عبر بوابة إغرائهم بالمال.
اليوم، ورغم فتح مراكز للتبليغ والإرشاد والوعظ، إلا أننا وجدنا أن العينات التي تدخل الإسلام ليست بالمستوى المطلوب، فهي دخلت لأنها جوعى فأرادت أن تملأ معدتها، فوجدت أنها ستحصل على الطعام والكسوة في مراكز الدعوة الإسلامية، ولم يخطر في بالها أبداً أن تدخل الإسلام عن قناعة ورضى قلبي.
بالأمس كان المسلمون يعملون ويحرثون الأرض ويجاهدون أنفسهم وعدوهم، فكانوا صادقين ومخلصين غير مرائين ولا دجالين، لهذا كان من يعتنق الإسلام حينها يعتنقه بصدق، لأنه يرى النماذج الراقية من القدوات والمثل العليا أمامه وهم يمتثلون السلوك السوي قبل غيرهم، وكانوا يفعلون ما يقولون.
اليوم أصبحت غالبية مراكز الدعوة الإسلامية المنتشرة بالطول والعرض في العالمين الإسلامي والغربي تعتمد على المال الديني والسياسي، وأضحت ترتكز في دعواتها على أشخاص ملتحين يجيدون اللغة الإنجليزية وغيرها من لغات العالم، لكن غالبيتهم ليسوا مؤهلين من جهة الفعل والسلوك والممارسة والفكر، لهذا فإن الطبقات التي تدخل الإسلام هي من الطبقات المسحوقة والفقيرة والأميَّة، طبقات بشرية معدومة اتخذت من تلكم المراكز الدعوية مصدر رزق لها، أما الإسلام فإنه آخر ما تفكر فيه. يجب على مراكز التبيلغ الحديثة أن تعيد النظر في استراتيجياتها وسياساتها الدعوية، وأن تختار فلسفة جديدة قائمة على القناعة لا المال، وقبل هذا وذاك يجب أن يكون دعاة المسلمين دُعاة بأعمالهم قبل أقوالهم وفق الحديث الذي يقول «كونوا لنا دعاة صامتين».
نحن هنا لا نريد التقليل أو الازدراء من المراكز الدعوية، لكن من المهم جداً أن نلفت أنظار بعضها بأن الزمان تبدَّل وتغيَّر، وأن وسائل الدعوة يجب أن تتناسب وأدوات هذا العصر، فالناس أصبحت أكثر وعياً حتى من بعض الذين يعملون في مراكز تدعو إلى الله، ومن هنا يجب أن تتغير فلسفات التبليغ والدعوة، بطريقة متوازنة بين الروح والمادة، والذي أسس له المفكر البوسني الراحل الكبير علي عزت بيغوفيتش في كتابه الموسوعي (الإسلام بين الشرق والغرب).
{{ article.visit_count }}
ليس هنالك ألطف من قيم الإسلام العظيم، فهو المبدأ الذي انساقت إليه البشرية عبر تاريخها انسياق طواعية لا كراهية، وستظل هذه ميزة الإسلام (لا للإكراه)، ومن يحاول أن يكره الناس على أن يؤمنوا سيفشل لأن من يقوم بعملية الجبر فإنه لا يفهم طبيعة الإسلام.
الإسلام هو إقرار باللسان وإيمان بالجِنان وعمل بالأركان، وهذا الأمر يتطلب صفاء ذهنياً وحضوراً قلبياً من المسلم، أو من كل شخص يعشق الطّهرانية الحقيقية، لذلك فإن كل المحاولات التي يقوم بها البعض من أجل أن يفرضوا الإسلام بطريقة قسرية ستبوء بالفشل.
بالأمس كانت الأمم تدخل الإسلام زرافات زرافات، ليس عن طريق الدعوة والفتوحات، بل كانت تدخله لقناعة كاملة به لأنه يمتلك من القيم الإنسانية أرقاها وأنبلها، وكان أتباع الإسلام آنذاك يضربون للبشرية المثل الأعلى بحسن سلوكهم وإيمانهم الفطري غير المبتذل، دون الحاجة لفتح مراكز للدعوة والتبشير بالإسلام، ولا عبر بوابة إغرائهم بالمال.
اليوم، ورغم فتح مراكز للتبليغ والإرشاد والوعظ، إلا أننا وجدنا أن العينات التي تدخل الإسلام ليست بالمستوى المطلوب، فهي دخلت لأنها جوعى فأرادت أن تملأ معدتها، فوجدت أنها ستحصل على الطعام والكسوة في مراكز الدعوة الإسلامية، ولم يخطر في بالها أبداً أن تدخل الإسلام عن قناعة ورضى قلبي.
بالأمس كان المسلمون يعملون ويحرثون الأرض ويجاهدون أنفسهم وعدوهم، فكانوا صادقين ومخلصين غير مرائين ولا دجالين، لهذا كان من يعتنق الإسلام حينها يعتنقه بصدق، لأنه يرى النماذج الراقية من القدوات والمثل العليا أمامه وهم يمتثلون السلوك السوي قبل غيرهم، وكانوا يفعلون ما يقولون.
اليوم أصبحت غالبية مراكز الدعوة الإسلامية المنتشرة بالطول والعرض في العالمين الإسلامي والغربي تعتمد على المال الديني والسياسي، وأضحت ترتكز في دعواتها على أشخاص ملتحين يجيدون اللغة الإنجليزية وغيرها من لغات العالم، لكن غالبيتهم ليسوا مؤهلين من جهة الفعل والسلوك والممارسة والفكر، لهذا فإن الطبقات التي تدخل الإسلام هي من الطبقات المسحوقة والفقيرة والأميَّة، طبقات بشرية معدومة اتخذت من تلكم المراكز الدعوية مصدر رزق لها، أما الإسلام فإنه آخر ما تفكر فيه. يجب على مراكز التبيلغ الحديثة أن تعيد النظر في استراتيجياتها وسياساتها الدعوية، وأن تختار فلسفة جديدة قائمة على القناعة لا المال، وقبل هذا وذاك يجب أن يكون دعاة المسلمين دُعاة بأعمالهم قبل أقوالهم وفق الحديث الذي يقول «كونوا لنا دعاة صامتين».
نحن هنا لا نريد التقليل أو الازدراء من المراكز الدعوية، لكن من المهم جداً أن نلفت أنظار بعضها بأن الزمان تبدَّل وتغيَّر، وأن وسائل الدعوة يجب أن تتناسب وأدوات هذا العصر، فالناس أصبحت أكثر وعياً حتى من بعض الذين يعملون في مراكز تدعو إلى الله، ومن هنا يجب أن تتغير فلسفات التبليغ والدعوة، بطريقة متوازنة بين الروح والمادة، والذي أسس له المفكر البوسني الراحل الكبير علي عزت بيغوفيتش في كتابه الموسوعي (الإسلام بين الشرق والغرب).