تتزامن المحاولات الإيرانية بشأن عرض الشأن الداخلي في البحرين إلى المفاوضات النووية مع مجموعة (5+1) المقرر إقامتها في كازاخستان يوم 26 فبراير الجاري مع احتفال البحرين بتحولها إلى مملكة دستورية من خلال ميثاق العمل الوطني الذي تصادف ذكراه اليوم.
رغم أن الطرف الإيراني لم يبد تفاصيل كثيرة بشأن رغبته في طرح الوضعين البحريني والسوري في تلك المفاوضات التي ليست لها علاقة مباشرة بالأوضاع في البلدين، بقدر تركيزها على الملف النووي الإيراني. إلا أنه من الواضح أن طهران تسعى لتكوين جبهة ضغط إقليمية ودولية على المجتمع الدولي لإحداث تغيير معين في المنامة يخدم مصالحها الإستراتيجية، ويخدم مصالح حلفائها في المنامة سواءً كانت المؤسسة الدينية برئاسة عيسى قاسم، أو من خلال الوفاق والجمعيات السياسية الراديكالية التابعة لها.
طهران تواجه تحدياً بعد دعم المجتمع الدولي للبحرين لاستكمال الحوار الوطني، وهي في وضع محرج حالياً بعد دخول حلفائها في الحوار نفسه، وهو ما أثار انزعاج عيسى قاسم مؤخراً بعد الأجواء الإيجابية السائدة منذ بداية الحوار مطلع الأسبوع الجاري. وبالتالي لا يمكن أن تساهم في تغيير المشهد دون أن يكون هناك تغييراً في مواقف المجتمع الدولي، والتكتيك الذي لجأت إليه، هو «البحرين مقابل سوريا»، وليس معروفاً تفاصيل هذه المساومة أو المقايضة إن صح التعبير.
ولكن من غير المنطقي حالياً أن يغير المجتمع الدولي مواقفه السياسية سريعاً تجاه الملف النووي الإيراني حتى يبدأ الحديث عن تراجع الدور الإيراني في دمشق بسبب رغبة إيران في بسط نفوذها داخل المنامة، فالمعطيات اختلفت تماماً عن العامين الماضيين. ولا تبدو في الأفق بوادر معالجة للأزمة السورية، في ظل بعض التصورات بأن النظام السوري لن يسقط قريباً.
في خضم هذا المشهد فإن هناك أطرافاً إقليمية أبدت مواقف حاسمة تجاه هذه المسألة وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي التي تجري أضخم مناورات مشتركة لقوات درع الجزيرة في الكويت حالياً. فمسألة الحديث عن الأوضاع في البحرين ليست واردة في أجندة دول المجلس الآن، خاصة إذا كان الحديث قائماً على تدخل إيراني في شؤون إحدى دول المنطقة.
إيران وصلت إلى مرحلة مكشوفة جداً من التدخلات في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وآخرها محاولاتها لتهريب الأسلحة إلى اليمن. ولذلك يجب ألا تقف دول المنطقة دون حراك إزاء محاولات التغلغل الإيراني هنا وهناك، وإلا ستكون النتيجة خطيرة أكثر. وينبغي أن تدرك طهران أن محاولتها إقحام البحرين في مفاوضات (5+1) فاشلة استراتيجياً لاختلاف المعطيات الآن عما كانت عليه خلال العامين الماضيين.
{{ article.visit_count }}
رغم أن الطرف الإيراني لم يبد تفاصيل كثيرة بشأن رغبته في طرح الوضعين البحريني والسوري في تلك المفاوضات التي ليست لها علاقة مباشرة بالأوضاع في البلدين، بقدر تركيزها على الملف النووي الإيراني. إلا أنه من الواضح أن طهران تسعى لتكوين جبهة ضغط إقليمية ودولية على المجتمع الدولي لإحداث تغيير معين في المنامة يخدم مصالحها الإستراتيجية، ويخدم مصالح حلفائها في المنامة سواءً كانت المؤسسة الدينية برئاسة عيسى قاسم، أو من خلال الوفاق والجمعيات السياسية الراديكالية التابعة لها.
طهران تواجه تحدياً بعد دعم المجتمع الدولي للبحرين لاستكمال الحوار الوطني، وهي في وضع محرج حالياً بعد دخول حلفائها في الحوار نفسه، وهو ما أثار انزعاج عيسى قاسم مؤخراً بعد الأجواء الإيجابية السائدة منذ بداية الحوار مطلع الأسبوع الجاري. وبالتالي لا يمكن أن تساهم في تغيير المشهد دون أن يكون هناك تغييراً في مواقف المجتمع الدولي، والتكتيك الذي لجأت إليه، هو «البحرين مقابل سوريا»، وليس معروفاً تفاصيل هذه المساومة أو المقايضة إن صح التعبير.
ولكن من غير المنطقي حالياً أن يغير المجتمع الدولي مواقفه السياسية سريعاً تجاه الملف النووي الإيراني حتى يبدأ الحديث عن تراجع الدور الإيراني في دمشق بسبب رغبة إيران في بسط نفوذها داخل المنامة، فالمعطيات اختلفت تماماً عن العامين الماضيين. ولا تبدو في الأفق بوادر معالجة للأزمة السورية، في ظل بعض التصورات بأن النظام السوري لن يسقط قريباً.
في خضم هذا المشهد فإن هناك أطرافاً إقليمية أبدت مواقف حاسمة تجاه هذه المسألة وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي التي تجري أضخم مناورات مشتركة لقوات درع الجزيرة في الكويت حالياً. فمسألة الحديث عن الأوضاع في البحرين ليست واردة في أجندة دول المجلس الآن، خاصة إذا كان الحديث قائماً على تدخل إيراني في شؤون إحدى دول المنطقة.
إيران وصلت إلى مرحلة مكشوفة جداً من التدخلات في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وآخرها محاولاتها لتهريب الأسلحة إلى اليمن. ولذلك يجب ألا تقف دول المنطقة دون حراك إزاء محاولات التغلغل الإيراني هنا وهناك، وإلا ستكون النتيجة خطيرة أكثر. وينبغي أن تدرك طهران أن محاولتها إقحام البحرين في مفاوضات (5+1) فاشلة استراتيجياً لاختلاف المعطيات الآن عما كانت عليه خلال العامين الماضيين.