كثيرون هم من يرددون هذه العبارة، وكثيرات هن من يرددن تلك العبارة، وقد تحولت حياة بعض الأزواج إلى حرب لا نهاية لها إلا بانتهاء العمر كحرب «داحس والغبراء»، كلما انطفأت زادت اشتعالاً، بل تسمع من أحدهم أو إحداهن يقدم النصح لغير المتزوجين «شلك بالزواج وعوار القلب خلك جذي أحسن، ترى الزواج ما فيه غير الهم والغم ووجع القلب».
لا شك في أن هذا المفهوم الخاطئ للزواج وللحياة الزوجية هو من قبيل تبديل نعمة الله كفراً، وإحلال النفس دار البوار، لأن هذا الصنف من الناس يتصور أنه يعيش في الجنة حياة لا نصب فيها ولا تعب، فأما أن يأخذ كل شيئ يريده، وإلا فالحياة الزوجية نقمة وليست بنعمة، ومع أول مشكلة تواجهه في حياته الزوجية، بدل أن يفكر في حلها وتجاوز آثارها راح يلعن الزواج واليوم الذي تزوج فيه.
ولعل من أبرز العوامل التي تجعل هذا الصنف من الناس يفكرون بهذه الطريقة هي عدم النضوج وسطحية التفكير، مع الاستمرار في مرحلة المراهقة لما بعد الزواج، فقد يظن البعض أن الزواج هو عبارة عن جنس وغزل، من دون تحمل أدنى مسؤولية.
استشارني رجل يريد الزواج من ثانية لأن هناك مشاكل كثيرة وكبيرة مع الزوجة الأولى، وقال الثانية هذه غير، أظن أنها حورية من الجنة كيف أتت للدنيا ما أدري؟ فحاولت إقناعه بأن يحاول حل المشاكل مع الأولى، وأن لا يدخل في مشاكل جديدة، هو في غنى عنها، فأصر على رأيه، وطلق أم أولاده ، وتزوج «الحورية»، وبعد مدة جاء يشكو من مشاكل الثانية، وأنه «لما أراد إرجاع الأولى من أجل الأولاد بعد أن تقبلت الوضع الجديد، فلما علمت الثانية ذهبت تعمل لي سحراً كي يمنعني من إرجاع الأولى وبعد فشل السحر هددتني بالقتل والشرب من دمي»، فقلت له «أليست هذه هي الحورية؟».
لابد أن نعلم أن الكلام قبل الزواج يكون بين ذكر وأنثى، وأما بعد الزواج فهو بين زوج وزوجة، فينبغي أن يتعلم الشباب والشابات أن لكل مرحلة متطلباتها وهذه سنة الله في خلقه.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}