تحدثنا في المقال السابق عن مآسي الاختناقات المرورية في البحرين، وعما ينبغي فعله للتخلص من هذه الازدحامات التي باتت تؤرق المواطن البحريني بشكل جاد، لكننا اليوم سوف نتحدث عن المنامة تحديداً.
يقول أحدهم، حين خرجت من منزلي الكائن بمدينة عيسى قاصداً المنامة، كان الزمن المستغرق من المنزل إلى مدخل المنامة سبع دقائق، ومن مدخل المنامة إلى المكان المقصود داخل المنامة، استغرق ذلك من الوقت 40 دقيقة.
هذه ليست طرفة، وليس صاحبنا وحده من يقول هذا الكلام العجيب الغريب، بل كلنا نعاني أشد المعاناة، حين ندخل المنامة، أو حين يصادفنا مشوار إليها، ففي حال دخولنا العاصمة، فإننا نحسب ألف حساب وحساب، كيف ندخل وكيف نخرج منها؟
أوقات مهمة تضيع في زحمة المنامة، حتى قال لي أحدهم مازحاً «في زحمة المنامة يمديك أن تحضر لرسالة ماجستير»، فالمنامة تتجه إلى ازدحام غير مسبوق، وهو ازدحام يضيع من أوقاتنا ويتلف من أعصابنا الشيء الكثير، ولا نجد من خطط تسهل أمور سير السيارات في العاصمة، بل وفي كل مرة، يزداد الوضع سوءاً في بعض المناطق التي يطالها التطوير، حتى تمنى بعضهم لو ظل الشارع كما كان، أفضل من أن يطَور بهذه الصورة التي زادت الطين بلة، وما إشارات القصر القديم إلا نموذج صارخ على فشل الإشارات الضوئية وبعض مشاريع التطوير في المنامة، ولا داعي لسوق المبررات، فنحن استخدمنا هذا الشارع قبل التطوير وبعده أيضاً وبشكل يومي، فلمسنا الفارق الكبير بين الأمس واليوم.
كل شوارع المنامة تحتاج إلى إعادة تأهيل وتحتاج إلى صيانة، كما يجب أن يُعاد النظر في القوانين المتعلقة بأنظمة السير والمرور في المنامة.
هناك مقترحات عديدة بشأن بعض مناطق المنامة، لعل من أبرزها هو عدم السماح للمركبات بدخولها على الإطلاق، واستخدام وسائل عامة للتنقل داخل تلك المناطق، إضافة لبعض الحلول التي تطرقنا لها في مقالنا الأخير.
نقطة في غاية الأهمية، وهي متعلقة برجال المرور، حيث يُلاحظ في المناطق الضيقة تحديداً من المنامة، أن هناك من يقوم بإيقاف سيارته بطريقة تسبب ازدحامات كبيرة للغاية، وتعرقل سير كل السيارات، والغريب أن هذه الشوارع الحساسة الضيقة والاستراتيجية في آن واحد، تكاد تخلو من رجال المرور فيها على الإطلاق، وهذا ما يشجع سكان تلك الشوارع على مواصلة إيقاف سياراتهم بشكل مخالف للذوق العام، خصوصاً من المقيمين ومن الجاليات الأسيوية تحديداً، أولئك الذين لا يلتزمون بأنظمة المرور في البحرين بشكل جيد، وهذا الكلام أكده لي أحد أعضاء المجالس البلدية، حين أشار إلى غياب المرور نهائياً عن مراقبة أهم شوارع المنامة المزدحمة بشكل مستمر، وأنا شخصياً لمست ذلك.
بعد أعوام قليلة، سيكون الوصول إلى هدفك في المنامة مستحيلاً جداً، لأنك ستجد السيارات تفوق عدد الناس، وبهذا ستتحول المنامة إلى مقبرة للسيارات، وما نجده اليوم، ما هو إلا مقدمة صارخة لتلك الحالة التي لا نتمنى أن تكون في عاصمتنا المخنوقة بالسيارات.
{{ article.visit_count }}
يقول أحدهم، حين خرجت من منزلي الكائن بمدينة عيسى قاصداً المنامة، كان الزمن المستغرق من المنزل إلى مدخل المنامة سبع دقائق، ومن مدخل المنامة إلى المكان المقصود داخل المنامة، استغرق ذلك من الوقت 40 دقيقة.
هذه ليست طرفة، وليس صاحبنا وحده من يقول هذا الكلام العجيب الغريب، بل كلنا نعاني أشد المعاناة، حين ندخل المنامة، أو حين يصادفنا مشوار إليها، ففي حال دخولنا العاصمة، فإننا نحسب ألف حساب وحساب، كيف ندخل وكيف نخرج منها؟
أوقات مهمة تضيع في زحمة المنامة، حتى قال لي أحدهم مازحاً «في زحمة المنامة يمديك أن تحضر لرسالة ماجستير»، فالمنامة تتجه إلى ازدحام غير مسبوق، وهو ازدحام يضيع من أوقاتنا ويتلف من أعصابنا الشيء الكثير، ولا نجد من خطط تسهل أمور سير السيارات في العاصمة، بل وفي كل مرة، يزداد الوضع سوءاً في بعض المناطق التي يطالها التطوير، حتى تمنى بعضهم لو ظل الشارع كما كان، أفضل من أن يطَور بهذه الصورة التي زادت الطين بلة، وما إشارات القصر القديم إلا نموذج صارخ على فشل الإشارات الضوئية وبعض مشاريع التطوير في المنامة، ولا داعي لسوق المبررات، فنحن استخدمنا هذا الشارع قبل التطوير وبعده أيضاً وبشكل يومي، فلمسنا الفارق الكبير بين الأمس واليوم.
كل شوارع المنامة تحتاج إلى إعادة تأهيل وتحتاج إلى صيانة، كما يجب أن يُعاد النظر في القوانين المتعلقة بأنظمة السير والمرور في المنامة.
هناك مقترحات عديدة بشأن بعض مناطق المنامة، لعل من أبرزها هو عدم السماح للمركبات بدخولها على الإطلاق، واستخدام وسائل عامة للتنقل داخل تلك المناطق، إضافة لبعض الحلول التي تطرقنا لها في مقالنا الأخير.
نقطة في غاية الأهمية، وهي متعلقة برجال المرور، حيث يُلاحظ في المناطق الضيقة تحديداً من المنامة، أن هناك من يقوم بإيقاف سيارته بطريقة تسبب ازدحامات كبيرة للغاية، وتعرقل سير كل السيارات، والغريب أن هذه الشوارع الحساسة الضيقة والاستراتيجية في آن واحد، تكاد تخلو من رجال المرور فيها على الإطلاق، وهذا ما يشجع سكان تلك الشوارع على مواصلة إيقاف سياراتهم بشكل مخالف للذوق العام، خصوصاً من المقيمين ومن الجاليات الأسيوية تحديداً، أولئك الذين لا يلتزمون بأنظمة المرور في البحرين بشكل جيد، وهذا الكلام أكده لي أحد أعضاء المجالس البلدية، حين أشار إلى غياب المرور نهائياً عن مراقبة أهم شوارع المنامة المزدحمة بشكل مستمر، وأنا شخصياً لمست ذلك.
بعد أعوام قليلة، سيكون الوصول إلى هدفك في المنامة مستحيلاً جداً، لأنك ستجد السيارات تفوق عدد الناس، وبهذا ستتحول المنامة إلى مقبرة للسيارات، وما نجده اليوم، ما هو إلا مقدمة صارخة لتلك الحالة التي لا نتمنى أن تكون في عاصمتنا المخنوقة بالسيارات.