في مقابل أولئك الذين يمتدحون ما أكتب في هذه المساحة، أو يستحسنون بعضه، والذين إن التقيتهم صدفة دعوا لي بالخير، وقالوا «عسى ما تكتب في ميزان حسناتك»، أويتفاعلون معي بإرسال تعليقاتهم سواء عبر موقع «الوطن»، أو عبر بريدي الشخصي، في مقابلهم يتوفر بعض، لا يتردد في إلصاق أبشع الصفات بي، وصولاً إلى وصفي بـ «منافق وخائن» ويسعى إلى تأليب أفراد من عائلتي علي، فهذا البعض محدود التفكير والرؤية، يعتقد أن انتمائي إلى مذهب إسلامي بعينه «وراثياً»، يتطلب مني الوقوف مع هذا الفريق، وإن كان على خطأ، بل وإن كان خطؤه بارزاً وقميئاً ويسيء إلى الوطن.
قبل أيام نقل لي شقيقي الأصغر أن بعضاً من هؤلاء سأله إن كان تعامل أفراد عائلتنا معي ظل كما هو، قبل أن يقترح عليه أن «يتبرؤوا» مني، وأنه رد عليهم بابتسامة، وقال ما معناه أنكم تناقضون أنفسكم ففي الوقت الذي تطالبون فيه بالحرية والديمقراطية تريدون أن تحجروا على رأي أخي والآخرين، وتعتبرونهم منافقين وخونة لأنهم لم يقفوا معكم، أو لم يقولوا مثل قولكم. شقيقي قال لهؤلاء إننا نشأنا في بيئة أسرية يحترم فيها أحدنا الآخر، ويتقبل فيها بعضنا البعض، ولا يحجر أحدنا على الآخر، فيلزمه بالتعبير عن رأيه بغير قناعاته، وأضاف أن الفارق بينكم وبين شقيقي هو أنكم تنظرون إلى الوطن من زاوية ضيقة، وأنكم صرتم أسرى رأي فرد أو حزب لا تستطيعون الخروج عنه وإن أردتم.
موقف هذا البعض يعبر عن ضيق أفق من اعتبروا أنفسهم «معارضة»، والمضحك أنهم لا يدركون أنهم بموقفهم هذا ينتصرون للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الذي قال بعد «غزوة نيويورك» من ليس معنا فهو ضدنا. هكذا بكل بساطة.
فمن لا يقف مع هذا الطرف، وينادي بما ينادي به، ويصفق لأعمال التخريب والعنف، وتعطيل حياة الناس ويبررها، ويأتي حتى بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة يفسرها بطريقته ومزاجه لتسند رأيه، أو ينتقد مثل هذه السلوكيات الخاطئة، فهو ضدنا ويستحق الموت، أما إذا كان من المنتمين إلى مذهب بعينه أو فريج بعينه، ويقول عن الخطأ الذي يمارسه ذلك البعض في الساحة إنه خطأ فإنه يكون قد خرج من الملة ويستحق الرجم.
تفكير أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه متخلف، ويعبر عن ضيق أفق وقلة وعي، وفقر تجربة، هذا البعض لا يدرك مسألة مهمة، وهي أنه لو كان كل المنتمين إلى هذا المذهب يعتقدون برأيه ويناصرونه، لحققت حركته أهدافها منذ زمن ولآلت الأمور إليه وانتهى الفيلم.
ما ينبغي التأكيد عليه هنا هو أنه ليس كل المنتمين إلى المذهب الذي ينتمي إليه ذلك البعض يؤيدون ما يفعل ويؤمنون بما يطرح وما يسعى إليه، وأنه لولا أن حكومة البحرين تعرف هذه الحقيقة لاتخذت من أتباع هذا المذهب موقفاً صارماً. إن ما تتحلى به الحكومة من حكمة تعينها على النظر إلى المشكلة بمنظار يرتكز إلى العقل والواقعية، وبالتالي فإنها لا تعمم فتعتبر جميع المنتمين إلى المذهب الذي ينتمي إليه ذلك البعض مؤيدين له ومناصرين أو داعمين.
إن ما ينبغي أن ينتبه إليه ذلك البعض الذي يعتقد أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة والصواب، هو أن العاقل منا لا يساوم على الوطن، وأنه لا يمكن في كل الأحوال تقديم المذهب والعقيدة على الوطن، فالوطن أولاً وأخيراً «بعد الله جل شأنه».
هكذا هو أنا، لا أنتصر لمذهبي مقابل وطني، ولا أقف ضد وطني لأنتصر لصاحب فكر سياسي له أجندته، وإن قام بتغليفها بغلاف الدين والمذهب، ووضع الشمس في يميني والقمر في شمالي.
قبل أيام نقل لي شقيقي الأصغر أن بعضاً من هؤلاء سأله إن كان تعامل أفراد عائلتنا معي ظل كما هو، قبل أن يقترح عليه أن «يتبرؤوا» مني، وأنه رد عليهم بابتسامة، وقال ما معناه أنكم تناقضون أنفسكم ففي الوقت الذي تطالبون فيه بالحرية والديمقراطية تريدون أن تحجروا على رأي أخي والآخرين، وتعتبرونهم منافقين وخونة لأنهم لم يقفوا معكم، أو لم يقولوا مثل قولكم. شقيقي قال لهؤلاء إننا نشأنا في بيئة أسرية يحترم فيها أحدنا الآخر، ويتقبل فيها بعضنا البعض، ولا يحجر أحدنا على الآخر، فيلزمه بالتعبير عن رأيه بغير قناعاته، وأضاف أن الفارق بينكم وبين شقيقي هو أنكم تنظرون إلى الوطن من زاوية ضيقة، وأنكم صرتم أسرى رأي فرد أو حزب لا تستطيعون الخروج عنه وإن أردتم.
موقف هذا البعض يعبر عن ضيق أفق من اعتبروا أنفسهم «معارضة»، والمضحك أنهم لا يدركون أنهم بموقفهم هذا ينتصرون للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الذي قال بعد «غزوة نيويورك» من ليس معنا فهو ضدنا. هكذا بكل بساطة.
فمن لا يقف مع هذا الطرف، وينادي بما ينادي به، ويصفق لأعمال التخريب والعنف، وتعطيل حياة الناس ويبررها، ويأتي حتى بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة يفسرها بطريقته ومزاجه لتسند رأيه، أو ينتقد مثل هذه السلوكيات الخاطئة، فهو ضدنا ويستحق الموت، أما إذا كان من المنتمين إلى مذهب بعينه أو فريج بعينه، ويقول عن الخطأ الذي يمارسه ذلك البعض في الساحة إنه خطأ فإنه يكون قد خرج من الملة ويستحق الرجم.
تفكير أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه متخلف، ويعبر عن ضيق أفق وقلة وعي، وفقر تجربة، هذا البعض لا يدرك مسألة مهمة، وهي أنه لو كان كل المنتمين إلى هذا المذهب يعتقدون برأيه ويناصرونه، لحققت حركته أهدافها منذ زمن ولآلت الأمور إليه وانتهى الفيلم.
ما ينبغي التأكيد عليه هنا هو أنه ليس كل المنتمين إلى المذهب الذي ينتمي إليه ذلك البعض يؤيدون ما يفعل ويؤمنون بما يطرح وما يسعى إليه، وأنه لولا أن حكومة البحرين تعرف هذه الحقيقة لاتخذت من أتباع هذا المذهب موقفاً صارماً. إن ما تتحلى به الحكومة من حكمة تعينها على النظر إلى المشكلة بمنظار يرتكز إلى العقل والواقعية، وبالتالي فإنها لا تعمم فتعتبر جميع المنتمين إلى المذهب الذي ينتمي إليه ذلك البعض مؤيدين له ومناصرين أو داعمين.
إن ما ينبغي أن ينتبه إليه ذلك البعض الذي يعتقد أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة والصواب، هو أن العاقل منا لا يساوم على الوطن، وأنه لا يمكن في كل الأحوال تقديم المذهب والعقيدة على الوطن، فالوطن أولاً وأخيراً «بعد الله جل شأنه».
هكذا هو أنا، لا أنتصر لمذهبي مقابل وطني، ولا أقف ضد وطني لأنتصر لصاحب فكر سياسي له أجندته، وإن قام بتغليفها بغلاف الدين والمذهب، ووضع الشمس في يميني والقمر في شمالي.