رد الفعل التلقائي، أو الفعل في لحظات الإحساس بالتفوق والقوة، كلها حالات تدفع الشخص ليلقي بمكنوناته الداخلية بسهولة، حتى لو حاول لفترات طويلة دفنها في داخله لأن إخراجها في الوقت غير المناسب لا يخدم قضيته أو موقفه.
تذكروا ماذا قال علي سلمان خلال لقائه بأعضاء من «تجمع الفاتح» حينما انتقلت قوات «درع الجزيرة» الخليجية العربية إلى البحرين، قال بأنهم كـ «»رد فعل» لن يجدوا حرجاً بأن يطلبوا إيران بأن تتدخل». الرجل في لحظة «توتر» أفصح عن مكنوناته.
حسن مشيمع حينما اعتلى المنصة في الدوار، ووجد الجمهور يهتف له، أعلن قيام «الجمهورية»، رغم أن أمين حزب الله اللبناني «الإيراني بالأصح» حسن نصر الله «أمره» خلال لقائه معه في جنوب لبنان، أن ينسق مع «الوفاق»، لكنه لم ينفذ أوامر قائد الذراع العسكري لخامنئي إيران، وذلك على خلفية صراع مشيمع و»الوفاق» على تسيد المشهد الانقلابي في البحرين، تمهيداً للظفر بأكبر قطعة من الكعكة البحرينية.
مدعي الوسطية والداعي للتعايش واللحمة الوطنية بعد أن «فبرك» ما فبرك لينال من البحرين ويشوه صورتها، قال في لحظة «انفعال» لطبيبة وطنية بأنكم «خارجون» من البلد، وأنهم «الباقون» فيها لأن «حضرته» قرر أن «البحرين ملكهم وحدهم».
عبدالجليل السنكيس أحد قادة التحريض حاول قبل سنوات التواصل مع حقوقيين يهود لشن حملة على البحرين وتشويه صورتها، ولا ننسى عبدالهادي الخواجة الذي ذهب للأراضي المحتلة بتوصيفها «الإسرائيلي» تحت ذريعة تمثيله لمنظمة «فرونت لاين» الحقوقية.
هل أخطأنا عندما قلنا انهم مستعدون للتحالف مع «الشيطان» نفسه فقط لو وعدهم الشيطان بأن يدافع عنهم ويتضامن معهم ويتحدث بنفس لسانهم؟!
مؤخراً نشرت تصريحات لإحداهن في صحيفة إسرائيلية، وصفت ما يحدث في البحرين بأنه «هولوكوست» يستهدف الشيعة، وقامت بنشر الخبر بنفسها ذاكرة عنوانه بأنه «أخبار هولوكوست الشيعة في البحرين» وأنه نشر في أشهر صحيفة في «إسرائيل»، منتقدة في المقابل «غي وعار» الإعلام العربي!
ضجة كبيرة أثيرت بشأن هذه الحادثة، ما دفع صاحبة التصريح لإصدار بيان تبين فيه أنها كانت تدلي بتصريحات لمجموعة صحافيين أجانب، كانت ضمنهم صحفية تابعة للصحيفة الإسرائيلية، بمعنى أن التصريح كان نقلاً عنها، ولم يوجه للصحفية بعينها، وفي بقية البيان تأكيد على التضامن مع القضية الفلسطينية، واستلهام النضال والصمود منها، ووصف صريح لإسرائيل بأنها العدو الأبدي للعرب والمسلمين.
يمكن ابتلاع هذا التبرير، باعتبار أنه منقول عنها وليس موجهاً لصحيفة إسرائيلية، لكن المثير في المسألة الترويج له من قبل صاحبة التصريح، ووصفها الأرض الفلسطينية العربية المحتلة بـ «إسرائيل»، دون أقلها استخدام وصف «الكيان الصهيوني»، واعتبار تعاطي أكبر صحيفة إسرائيلية مع أخبار «شيعة البحرين» بنقيض وصف «الغي والعار» الذي وسمت به الإعلام العربي!
والمثيـــــر أكثـــــر استخــــدام لفظـــة «الهولوكوست»، ما يعني أن صاحبة التصريح تدرك تماماً وجود صحيفة إسرائيلية، وأنها أرادت أن تضرب على «الوتر الحساس» الذي يحرك كل الإسرائيليين بذكر «الهولوكوست»، لمقاربة الوضع البحريني بما يؤمن به الإسرائيليون بشأن حادثة «الهولوكوست» على يد القوات النازية.
الســــؤال: إن كــــان مجـــرد نقـــــل لتصريحات، فلماذا استخدمت وصف «الهولوكوست»؟! أليس لأنها تعرف بوجود صحيفة إسرائيلية، وأن الهدف كان نشر معلومات مضللة تشبه ما يتعرض له شيعة البحرين بما حصل في «الهولوكوست»؟!
عموما أهم نقطة في موضوع «هولوكوست الشيعة في البحرين» أنه يكشف عدم مصداقية الشعارات التي يرفعونها، ويثبت أنها كذب وتضليل، فالقضية بالنسبة لهم كما وصفتها صاحبة التصريح في الخبر المنشور في الجريدة الإسرائيلية، هي قضية «طائفية» بحتة، هي قضية «مذهبية» معنية بالشيعة فقط، أي أن شعار «إخوان سنة وشيعة» يستخدم فقط لإيهام الناس لفترة بأن «الشعب كله» يؤيد الحراك الانقلابي في البحرين، أي أن المتضامنين معهم من أفراد ينتمون للطائفة السنية ما هم إلا «ديكور»، يستخدم لنفي تهمة الطائفية والعنصرية في هذا الحراك ليس إلا، وبالتالي حينما أرادت توصيف الوضع لم تكتفِ بتشبيهه بـ «الهولوكوست» بل اقتصرته على «الشيعة» فقط!
لحظات الحماس تدفع الشخص لإخراج ما بداخله، تفرض عليه التخلي «رغماً عنه» عن القناع المصطنع الذي يضعه على وجهه ليوهم الآخرين بأنه «حمامة سلام»، وأنه داعٍ للحمة الوطن، وحريص على مصلحة كل أطيافه، بالتالي جاء الخبر في أشهر جريدة إسرائيلية على أن القضية ليست قضية «كل البحرينيين» الذين يريدون مزيدا من الديمقراطية والحرية والعدالة، بل على اعتبار أنها «قضية شيعية» بحتة قادت أصحابها لأفران النار كما حصل في «الهولوكوست».
عموماً، هو تعليق على الحدث ليس إلا، واستخلاص رسالتين رئيستين منه، الأولى: رسالة يفترض أن يستوعبها كل من تخندق مع هؤلاء من الشيعة بأنهم هم الذين يحترقون يومياً في «هولوكوست الوفاق وأتباعها ومن يحمل نفس أهدافها»، أما الرسالة الثانية فهي لبعض عناصر محسوبة على المذهب السني الذين ظنوا بتوددهم للانقلابيين والسير معهم سيوضعون في مصاف «الأبطال والمناضلين»، إذ في النهاية الهدف الحقيقي يبرز ويطغى، ولن يكونوا هم سوى أداة استخدمت في حينها، ليقال ان هناك من «السنة» من يقف معهم، لأن ختام المشهد لن يختلف عن الوصف الطائفي الذي عنون به الخبر، وروجت له صاحبته بأنه «هولوكوست» لكنه مقتصر على «الشيعة» في البحرين، في اعتراف صريح بطائفية هذا الحراك الانقلابي.
{{ article.visit_count }}
تذكروا ماذا قال علي سلمان خلال لقائه بأعضاء من «تجمع الفاتح» حينما انتقلت قوات «درع الجزيرة» الخليجية العربية إلى البحرين، قال بأنهم كـ «»رد فعل» لن يجدوا حرجاً بأن يطلبوا إيران بأن تتدخل». الرجل في لحظة «توتر» أفصح عن مكنوناته.
حسن مشيمع حينما اعتلى المنصة في الدوار، ووجد الجمهور يهتف له، أعلن قيام «الجمهورية»، رغم أن أمين حزب الله اللبناني «الإيراني بالأصح» حسن نصر الله «أمره» خلال لقائه معه في جنوب لبنان، أن ينسق مع «الوفاق»، لكنه لم ينفذ أوامر قائد الذراع العسكري لخامنئي إيران، وذلك على خلفية صراع مشيمع و»الوفاق» على تسيد المشهد الانقلابي في البحرين، تمهيداً للظفر بأكبر قطعة من الكعكة البحرينية.
مدعي الوسطية والداعي للتعايش واللحمة الوطنية بعد أن «فبرك» ما فبرك لينال من البحرين ويشوه صورتها، قال في لحظة «انفعال» لطبيبة وطنية بأنكم «خارجون» من البلد، وأنهم «الباقون» فيها لأن «حضرته» قرر أن «البحرين ملكهم وحدهم».
عبدالجليل السنكيس أحد قادة التحريض حاول قبل سنوات التواصل مع حقوقيين يهود لشن حملة على البحرين وتشويه صورتها، ولا ننسى عبدالهادي الخواجة الذي ذهب للأراضي المحتلة بتوصيفها «الإسرائيلي» تحت ذريعة تمثيله لمنظمة «فرونت لاين» الحقوقية.
هل أخطأنا عندما قلنا انهم مستعدون للتحالف مع «الشيطان» نفسه فقط لو وعدهم الشيطان بأن يدافع عنهم ويتضامن معهم ويتحدث بنفس لسانهم؟!
مؤخراً نشرت تصريحات لإحداهن في صحيفة إسرائيلية، وصفت ما يحدث في البحرين بأنه «هولوكوست» يستهدف الشيعة، وقامت بنشر الخبر بنفسها ذاكرة عنوانه بأنه «أخبار هولوكوست الشيعة في البحرين» وأنه نشر في أشهر صحيفة في «إسرائيل»، منتقدة في المقابل «غي وعار» الإعلام العربي!
ضجة كبيرة أثيرت بشأن هذه الحادثة، ما دفع صاحبة التصريح لإصدار بيان تبين فيه أنها كانت تدلي بتصريحات لمجموعة صحافيين أجانب، كانت ضمنهم صحفية تابعة للصحيفة الإسرائيلية، بمعنى أن التصريح كان نقلاً عنها، ولم يوجه للصحفية بعينها، وفي بقية البيان تأكيد على التضامن مع القضية الفلسطينية، واستلهام النضال والصمود منها، ووصف صريح لإسرائيل بأنها العدو الأبدي للعرب والمسلمين.
يمكن ابتلاع هذا التبرير، باعتبار أنه منقول عنها وليس موجهاً لصحيفة إسرائيلية، لكن المثير في المسألة الترويج له من قبل صاحبة التصريح، ووصفها الأرض الفلسطينية العربية المحتلة بـ «إسرائيل»، دون أقلها استخدام وصف «الكيان الصهيوني»، واعتبار تعاطي أكبر صحيفة إسرائيلية مع أخبار «شيعة البحرين» بنقيض وصف «الغي والعار» الذي وسمت به الإعلام العربي!
والمثيـــــر أكثـــــر استخــــدام لفظـــة «الهولوكوست»، ما يعني أن صاحبة التصريح تدرك تماماً وجود صحيفة إسرائيلية، وأنها أرادت أن تضرب على «الوتر الحساس» الذي يحرك كل الإسرائيليين بذكر «الهولوكوست»، لمقاربة الوضع البحريني بما يؤمن به الإسرائيليون بشأن حادثة «الهولوكوست» على يد القوات النازية.
الســــؤال: إن كــــان مجـــرد نقـــــل لتصريحات، فلماذا استخدمت وصف «الهولوكوست»؟! أليس لأنها تعرف بوجود صحيفة إسرائيلية، وأن الهدف كان نشر معلومات مضللة تشبه ما يتعرض له شيعة البحرين بما حصل في «الهولوكوست»؟!
عموما أهم نقطة في موضوع «هولوكوست الشيعة في البحرين» أنه يكشف عدم مصداقية الشعارات التي يرفعونها، ويثبت أنها كذب وتضليل، فالقضية بالنسبة لهم كما وصفتها صاحبة التصريح في الخبر المنشور في الجريدة الإسرائيلية، هي قضية «طائفية» بحتة، هي قضية «مذهبية» معنية بالشيعة فقط، أي أن شعار «إخوان سنة وشيعة» يستخدم فقط لإيهام الناس لفترة بأن «الشعب كله» يؤيد الحراك الانقلابي في البحرين، أي أن المتضامنين معهم من أفراد ينتمون للطائفة السنية ما هم إلا «ديكور»، يستخدم لنفي تهمة الطائفية والعنصرية في هذا الحراك ليس إلا، وبالتالي حينما أرادت توصيف الوضع لم تكتفِ بتشبيهه بـ «الهولوكوست» بل اقتصرته على «الشيعة» فقط!
لحظات الحماس تدفع الشخص لإخراج ما بداخله، تفرض عليه التخلي «رغماً عنه» عن القناع المصطنع الذي يضعه على وجهه ليوهم الآخرين بأنه «حمامة سلام»، وأنه داعٍ للحمة الوطن، وحريص على مصلحة كل أطيافه، بالتالي جاء الخبر في أشهر جريدة إسرائيلية على أن القضية ليست قضية «كل البحرينيين» الذين يريدون مزيدا من الديمقراطية والحرية والعدالة، بل على اعتبار أنها «قضية شيعية» بحتة قادت أصحابها لأفران النار كما حصل في «الهولوكوست».
عموماً، هو تعليق على الحدث ليس إلا، واستخلاص رسالتين رئيستين منه، الأولى: رسالة يفترض أن يستوعبها كل من تخندق مع هؤلاء من الشيعة بأنهم هم الذين يحترقون يومياً في «هولوكوست الوفاق وأتباعها ومن يحمل نفس أهدافها»، أما الرسالة الثانية فهي لبعض عناصر محسوبة على المذهب السني الذين ظنوا بتوددهم للانقلابيين والسير معهم سيوضعون في مصاف «الأبطال والمناضلين»، إذ في النهاية الهدف الحقيقي يبرز ويطغى، ولن يكونوا هم سوى أداة استخدمت في حينها، ليقال ان هناك من «السنة» من يقف معهم، لأن ختام المشهد لن يختلف عن الوصف الطائفي الذي عنون به الخبر، وروجت له صاحبته بأنه «هولوكوست» لكنه مقتصر على «الشيعة» في البحرين، في اعتراف صريح بطائفية هذا الحراك الانقلابي.