حين وجدت أن إعادة رصف شارع بطول أقل من كيلومتر، ويمر بالديوان الملكي وديوان ولي العهد، يستغرق أكثر من 4 أشهر تقريباً «ربما أكثر لا أعلم» فهمت لماذا استغرق بناء مستشفى عام بالمحرق 10 أعوام، وبعد ذلك اتضح أنه لا يصلح ويحتاج إعادة تصميم..!
وعرفت لماذا تفشل شركات الطيران ويحاصرها الفساد، وفهمت لماذا تأتي البلديات لتزين وتستزرع دواراً معيناً بمبلغ وقدره قد يقارب النصف مليون، وما أن يجهز الدوار، تأتي «الأشغال» وتحول الدوار إلى إشارة ضوئية، بمبلغ يتجاوز المليون دينار، ملايين بالبلد ما لها حد.
جزء من مشكلتنا المسكوت عنها اليوم هو أننا نحن من نضع الهدايا في أيادي من يريد الغدر بالبحرين، وهذه خدمة جميلة تتلقاها الجمعيات الإرهابية تشبه «الهوم دلفري»..!
حين يقول الأخ الفاضل وزير المالية ألا زيادة رواتب بالميزانية، ولا زيادة للمتقاعدين أو أنها بمقدار بسيط، وأن على النواب تمرير الميزانية «ولا أعرف ماذا سيحدث بعد كل التمديد في عرض الميزانية على المجلس» فهل سيمرر النواب بـ»الريموت كنترول» الميزانية، أم أن هناك انتفاضة للنواب على اعتبار أن زيادة الرواتب أكبر دعاية انتخابية للنائب؟
جزء من معضلة الميزانية أن الدولة لم تعتمد على أي قطاع «حتى القطاع المصرفي هناك من يخطط لسرقته من البحرين لصالح دول مجاورة»، فنحن أكثر الناس تحدثاً عن السياحة، لكن كم تساهم السياحة بالناتج المحلي؟
ماذا نملك من مقومات للسياحة، هل قدرنا أن نصدق إعلانات وزارة الثقافة بالشوارع التي تقول إن لدينا سياحة ترفيهية، وسياحة علاجية، وسياحة ثقافية، وسياحة رياضية، وسياحة تسويقية، وأترك لكم الحكم على عناوين وزارة الثقافة حول أنواع السياحة المتوفرة بالبحرين..!
خلال إجازة أسبوع الربيع بالسعودية، امتلأت فنادق وشقق الكويت، وقطر، ودبي بالسائح السعودي «أكثر سائح ينفق بالمنطقة وأكبر شريحة للسائحين على اعتبار حجم السكان والقوة المالية»، حتى إن فنادق المنطقة الشرقية امتلأت بالسائحين، لكن ماذا جنينا نحن، ونحن لا نملك بنية تحتية للسياحة سوى الفنادق وصالات الفنادق؟ حتى مراكز التسوق اقتصرت على مركزين اثنين، يعجان بأبناء البحرين وأسرهم لعدم وجود بديل، ونريد أن نكدس السياح بهما، ذلك ألا بديل لهما.
دولة من غير بنية تحتية للسياحة، وأضف إلى ذلك أن الإرهاب يضربها منذ قرابة ثلاثة أعوام، ثم نصبح عاصمة للسياحة العربية.. الحمد لله على كل حال.
أكبر سوق وأكبر اعتماد للبحرين يجب أن يكون على السائح السعودي، ويجب أن نضع أجندة للإجازات بالسعودية، لكن كل ذلك طرحناه منذ أزمنة ولا حياة لمن تنادي.
أحد الإخوة يقول إنه ذهب إلى منتزه عين عذاري مؤخراً، وتفاجأ بما شاهد من إهمال وتكسير وأغلب الألعاب معطلة، كل ذلك يبدو أنه أيضاً بفعل فاعل من قبل من هم خلف المشروع حتى يدمروا السياحة من بعد الأحداث، من بعد أن أعطيت المناقصة لتاجر خليجي..!!
الحديث عن الميزانية جرنا للسياحة كأحد الموارد الكبيرة والمهمة التي كان يجب عليها أن تجعل البحرين التي بوسط الخليج تستقطب السائح السعودي والكويتي والقطري والإماراتي، وأعتقد أن السائح السعودي وحده يكفي للنهوض باقتصاد البحرين، لكن هذا لا يحدث.
إيجاد موارد للميزانية ينحصر في النفط، والمساعدات، والضرائب، لذلك لن تزيد الرواتب، دبي ليس لديها نفط وتتعرض لهزات كلما اهتز الاقتصاد العالمي، لكنها تعود للنهوض، ورواتب موظفيها عالية، وهم راضون حتى وإن كانت المعيشة غالية، هناك تعويض وهناك فائض أيضاً.
أكثر دولة مؤهلة لأن تكون قبلة للسائح هي البحرين، لكن من دون خدمات وبنية تحتية وأمن، وابتكارات ومعرفة لاحتياجات السائح الخليجي، فإننا سنبقى نقول «نحن بدأنا قبل دبي وكانت برا»، نعم كانت برا، وهذا يحسب لها، لأنها اليوم يشار إليها بالبنان، لأن هناك أفكاراً، وهناك قرارات، وهناك خارطة طريق، وهناك استراتيجيات، ومن يخالف القانون حتى وإن كان وزيراً يحاكم، والفساد كنسبة يعد بسيطاً.
حين يقول الأخ وزير المالية إن المصروفات كثيرة والدين العام يقارب الخمسة مليارات، هذا يقود إلى سؤال خطير جداً، ما هي هذه «المصروفات»؟
هل للميزانية أبواب خلفية؟
للأسف لا يدرك الوزير أن كل شيء متاح اليوم، ومعروف وما يكتب في «تويتر» من مواطنين عاديين عن الميزانية ومصروفاتها يجعلك تقول من أين لهم هذه المعلومات.. كيف عرفوا هذه التفاصيل؟
كل شيء أصبح مكشوفاً حتى وإن ظن الوزير أو الدولة أن الأمور غير مكشوفة أو «مغطاة» لكن يبدو بالمقابل أن هناك أنباءً حول النفط والغاز «تداريها» الدولة أيضاً، ولا نعرف لماذا؟
لكن أكثر الأمور المضحكة والمؤلمة ما يقال إن بعض زيادات فئات المتقاعدين يبلغ 25 ديناراً..!
يا جماعة والله عيب أن تقولوا إنها زيادة، قولوا «فل ممتاز أحسن»..!
رذاذ
يقال إن وزارة العدل أعطت علي سلمان «كارت أصفر».. وهذا لا يجوز، هذه إجراءات تعسفية يا جماعة، «الزلمة» ما سوى شي أبداً، لا لا، علي سلمان المفروض يتظلم عند «الفيفا»، مثل إبراهيموفتش لاعب باريس سان جرمان، العقوبة قاسية.. جداً.
«الزلمة» بس كان قائد الانقلاب، وكان قبل أن تدخل قوات «درع الجزيرة» يقول إن «ما بقى له شي وياخذ الحكم»، من الأفضل أن يصبح الجميع معه وإلا.. بس، إنذار ليش..؟؟
مادري هذي وزارة عدل، أو اتحاد كرة.. أقولك إنذار..!!
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}