على الرغم من القبضة الأمنية القاسية والتضييق على الحريات التي فرضها النظام التونسي السابق، فإن تونس الخضراء تربعت على عرش الحداثة العربية، مشكلة سياقاً ثقافياً خاصاً، من حيث نمط التفكير النقدي والخطاب الثقافي، يختلف عن سياقاتنا في المشرق العربي، وتونس اليوم تواجه هجمة رجعية شرسة تحاول النيل من الوعي المتقدم لشعبها، وتعمل على إغراقها في قضايا هامشية تجاوزتها أغلب الشعوب الإسلامية .
ففي حين تشهد تونس نشاطاً خطيراً للجماعات المتطرفة بدأ باقتحام الجامعات وإحراق المسارح وانتهى باغتيال المعارض شكري بلعيد، فإن ثمة هجمة ثقافية من نوع آخر تستهدف المرأة التونسية تحديداً، وفي الغالب يكون أبطال الهجمة «مشايخ دين» من خارج تونس. فمنذ عدة أشهر قدم أحد المشايخ لتونس ليرعى فعالية ما سمي بـ «حجاب القاصرات»، التي تهدف إلى نشر ثقافة الحجاب بين الفتيات ما دون سن التاسعة، ثم قدم شيخ آخر إلى ما سمي بـ «دور الدعارة» ليهدي ما قيل إنهن «عاهرات» تونس، وليدشن بعدها حملة «استروا نساء تونس» التي تُجمع فيها التبرعات المالية لهذا الغرض، والحملة سببت استياءً في تونس وخارجها إذ اختزلت المرأة التونسية في صورة مقيتة، واختزلت منزلة الدعوة في المواقع الإباحية!
آخر الهجمات الثقافية ما يسمى بفتوى «نكاح الجهاد»، وهو تجنيد فتيات تونسيات ليتزوجن بالمجاهدين في سوريا، وهي دعوة أحدثت صدمة في المجتمع التونسي خصوصاً بعد أنباء عن سفر 13 فتاة تونسية لسوريا للقيام بهذا النوع من الجهاد، وبعد أن عدلت المراهقة «رحمة» عن السفر وعادت إلى منزلها معترفة أن مجموعة من صديقاتها أغوينها بهذه الفكرة، الفتوى لم يتبنها أحد، ولكن لم تنف صحتها أية جهة، بل خرج وزير الشؤون الدينية التونسي محذراً الفتيات من مغبة الانجراف وراء كل دعوة ضالة، ومطالباً أولياء الأمور بالحرص على بناتهم وتوعيتهن.
وقد سبق كل ذلك تجاوز أحد الإعلاميين في قناة فضائية معروفة في لقائه مع سياسي تونسي مخضرم من زمن بورقيبة وبن علي، حيث وصف البنية التحتية لتونس أنها مؤسسة على «الدعارة»، وأن الرجولة تغيب أحياناً عن تونس مما خلق غضباً شديداً في المجتمع التونسي أدى لرفع شكوى ضد القناة الفضائية!!
الهجمة الثقافية على تونس تبدو منظمة وممنهجة، تستهدف النضح الثقافي الذي تتمتع به تونس، وتشكك في دين شعبها وعفة نسائها، وتهدف إلى خلق جدال رجعي في مجتمع حداثي متمسك بدينه برغم كل التضييق الذي واجهه، واستهداف المرأة بهذه الصورة يعد ردة حضارية لا علاقة لها بالدين الإسلامي، بل هي عودة لمفهوم «الحريم»، والانتقاص من الوضع المتقدم الذي أحرزته المرأة التونسية، ومن المخجل جداً أن تبرز ظواهر كهذه بعد ما سُمي بـ «الربيع العربي» الذي عول كثيرون عليه أن يكون فتحاً للحريات والعلم والنهضة وليس بعثاً للأفكار البالية والحركات المتطرفة!
ففي حين تشهد تونس نشاطاً خطيراً للجماعات المتطرفة بدأ باقتحام الجامعات وإحراق المسارح وانتهى باغتيال المعارض شكري بلعيد، فإن ثمة هجمة ثقافية من نوع آخر تستهدف المرأة التونسية تحديداً، وفي الغالب يكون أبطال الهجمة «مشايخ دين» من خارج تونس. فمنذ عدة أشهر قدم أحد المشايخ لتونس ليرعى فعالية ما سمي بـ «حجاب القاصرات»، التي تهدف إلى نشر ثقافة الحجاب بين الفتيات ما دون سن التاسعة، ثم قدم شيخ آخر إلى ما سمي بـ «دور الدعارة» ليهدي ما قيل إنهن «عاهرات» تونس، وليدشن بعدها حملة «استروا نساء تونس» التي تُجمع فيها التبرعات المالية لهذا الغرض، والحملة سببت استياءً في تونس وخارجها إذ اختزلت المرأة التونسية في صورة مقيتة، واختزلت منزلة الدعوة في المواقع الإباحية!
آخر الهجمات الثقافية ما يسمى بفتوى «نكاح الجهاد»، وهو تجنيد فتيات تونسيات ليتزوجن بالمجاهدين في سوريا، وهي دعوة أحدثت صدمة في المجتمع التونسي خصوصاً بعد أنباء عن سفر 13 فتاة تونسية لسوريا للقيام بهذا النوع من الجهاد، وبعد أن عدلت المراهقة «رحمة» عن السفر وعادت إلى منزلها معترفة أن مجموعة من صديقاتها أغوينها بهذه الفكرة، الفتوى لم يتبنها أحد، ولكن لم تنف صحتها أية جهة، بل خرج وزير الشؤون الدينية التونسي محذراً الفتيات من مغبة الانجراف وراء كل دعوة ضالة، ومطالباً أولياء الأمور بالحرص على بناتهم وتوعيتهن.
وقد سبق كل ذلك تجاوز أحد الإعلاميين في قناة فضائية معروفة في لقائه مع سياسي تونسي مخضرم من زمن بورقيبة وبن علي، حيث وصف البنية التحتية لتونس أنها مؤسسة على «الدعارة»، وأن الرجولة تغيب أحياناً عن تونس مما خلق غضباً شديداً في المجتمع التونسي أدى لرفع شكوى ضد القناة الفضائية!!
الهجمة الثقافية على تونس تبدو منظمة وممنهجة، تستهدف النضح الثقافي الذي تتمتع به تونس، وتشكك في دين شعبها وعفة نسائها، وتهدف إلى خلق جدال رجعي في مجتمع حداثي متمسك بدينه برغم كل التضييق الذي واجهه، واستهداف المرأة بهذه الصورة يعد ردة حضارية لا علاقة لها بالدين الإسلامي، بل هي عودة لمفهوم «الحريم»، والانتقاص من الوضع المتقدم الذي أحرزته المرأة التونسية، ومن المخجل جداً أن تبرز ظواهر كهذه بعد ما سُمي بـ «الربيع العربي» الذي عول كثيرون عليه أن يكون فتحاً للحريات والعلم والنهضة وليس بعثاً للأفكار البالية والحركات المتطرفة!