أليس غزو العراق لدولة الكويت درساً كافياً لنا؟ أليس الاحتلال الإيراني لدولة العراق مثالاً لنا؟ أليست أنهار الدماء في سوريا كافية لتحركنا؟ أليس ما حدث في البحرين واعظاً لنا؟ فماذا تنتظرون؟ ماذا تنتظرون لتعلنوا اتحاد خليجكم؟ هل تنتظرون البوارج الروسية والإيرانية تقنطر على سواحلكم؟ هل تنتظرون الصواريخ والطائرات من كل صوب كي تمطركم؟ هل تنتظرون أتباع خامنئي يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم؟ ألا تنظرون إلى سنن الأولين حين غفلوا عن المجرمين وأطلقوا يد المفسدين في ديارهم؟ فالخطر يا دول الخليج ليس واحداً، بل بالداخل والخارج، وفي كل مكان حولكم، وها هي الأمور تتكشف لكم، والخلايا النائمة قد استيقظت، وها هي في بلد الحرمين الشريفين قد انتشرت وانطلقت، وها هي الخلايا الشيطانية في البحرين قد نشطت، وها هي الدول الاستعمارية عليكم قد اجتمعت، وها هي الأمة الإسلامية في بغداد والشام أمام أعينكم قد ذبحت، وها هي إيران الصفوية لكم هددت وأنذرت، وها هي الصين وروسيا بوارجها لمياهكم لاحمت، وها هي الأذناب الإيرانية في أرضكم قد لعبت، وها هم خدام خامنئي على المنابر قد صرحوا أنهم سيكونون على رأس السلطة في البحرين قريباً! وأنتم مازلتم تبحثون عن حلول لا فائدة منها، فالحقد الفارسي قد نضج ولن يشفي غليله إلا سفك دمائكم، فماذا بعد هذا تنتظرون يا أهل الخليج؟
يا أهل الخليج استيقظوا من سباتكم، فالفرس والغرب قد تآمروا ليحبطوا اتحادكم، وها هو ذنب من أذنابهم يعلن ويقول «أفشلنا اتحادكم»، لأنه يعلم أن أمله سينطفئ ولسانه سينقطع ويده ستنجدع وخططه سترتبك، حين تجتمع جيوش الخليج تحت راية واحدة، فاتحادنا ليس بدعة، فلقد اجتمعت جيوش الإسلام تحت راية الخلافة الراشدة وفتحت بلاد الفرس حتى الأندلس، وها هي دول الغرب كذلك تتحد، فاجتمعت تحت راية سمتها أمريكــــــا محاربـــــة الإرهاب والقضاء على أسلحة الدمار، فغزت أفغانستان والعراق، فيــــا أهـــل الخليـــج استيقظوا واقطعوا أذنابهم.
يا أهــل الخليـــج إن أهل الشام والعراق يدافعـــون والله عــن وجودكـــم ويقفـــون حائطــاً فـــي وجـــه أعدائكم، أهل الشــام لا يملكون سلاحاً ولا عتاداً، بـل يدفعــون شر الطغاة المفسدين عنكم بأجسادهم وأعراضهم وأبنائهم، وأنتم دول عظيمة لديها المال والسلاح والرجال، فيا أهل الخليج الدور القادم عليكم وقد بدأت الإشارات والنذر ترسل لكم، وأنتم مازلتم تراوحون مكانكم، وتنتظرون نصراً ينزل بكم، فالنصر يا أهل الخليج لا يأتي عنوة، وإنما بالبذل والتضحية وتقديم مصالح الأمة، والسيادة تأتي بقوة البأس، فالاقتصاد وتوقيع المواثيق والعهود لا ينجي البلاد والعباد من كيد أعدائكم، وها هم أبطال التاريخ قد حكموا البلاد، وهم لا يملكون مالاً ولكن الأعداء خافوا بأسهم وإصرارهم، فاعلموا يا أهل الخليج أن الرأي السديد هو إعلان اتحادكم، والعودة إلى الله في السراء قبل الضراء هي سبيل النجاة لكم ولدياركم.
يا أهل الخليج اعلموا أن التشتت يغري الأعداء والعملاء والخونة، وهم من يسرون بأسراركم عند أعدائكــــم ويعقـــدون معهم الصفقات وليس هذا بسر عليكم بـــل علانية وأمام أعينكم، والشعــــوب تنتظـــــر وتسترق السمع لعلها تسمــــع فــــي لحظــة اتحادكــم، تنتظـــر أن تسمع أن راية الوحدة الخليجية قد ارتفعت في وجه أعدائنا الذين يريدون أن يستفردوا بدولنـــــا الخليجيـــــة الواحدة تلو الأخرى.
يا أهل الخليج استيقظوا قبل فوات الأوان، يا أمة الإسلام قد ظهرت الأمور وتجلت أمامكم، يا أهل الحكمة والحنكة ماذا ألم بكم؟
إن الأعداء يكيدون لكم، ويسعون إلى استعماركم ويخططون لتعيين حكومة عميلة لكل دولة منكم، حكومة يرأسها عميل إيراني يدين بالولاء لخامنئي الذي يحرم جهاد أعدائكم ويحلل سفك دمائكم، فهذا هو الطريق المسدود بينهم وبينكم، وليس هناك خيار أمامكم إلا إعلان الاتحاد الخليجي قبل أن تقنطر البوارج الإيرانية على سواحلكم.