« ذكرت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية الأربعاء الماضي أن مراهقة بريطانية تبلغ من العمر 14 عاماً أقدمت على الانتحار شنقاً بعدما صادر والدها هاتفها الخلوي، وكشفت التحقيقات عن أن التلميذة «جايد سترينغر» شنقت نفسها لأنها كانت مستاءة من مصادرة والدها لهاتفها الخلوي.
وأوضحت الصحيفة أن الفتاة وهي من منطقة مانشستر الكبرى امتعضت بشدة بعدما أجبرت على تسليم هاتفها الخلوي إلى والدها، في ظل مخاوف من تلقيها رسائل مسيئة لها من صبي اتهمته بضربها، وأضافت أن الوالد كان قد عرض إعادة الهاتف إلى ابنته شرط السماح له بقراءة رسائلها، لكنها حجزت نفسها في غرفة نومها وبعد نصف ساعة عثر عليها وقد فارقت الحياة «شنقاً».
انتهى الخبر الذي يعني أن الشابة المراهقة فضلت علاقتها بالنقال على الحياة بعيداً عنه، والحكاية تعني أن الجيل الحالي من المراهقين ليس في المجتمع الأوروبي فقط إنما في كل بقاع الأرض وبكل لغاتها تقدس هذا المدعو «هاتف» وتفضله في العلاقة على الأم والأب وكل قطاعات الأسرة وربما ليس بالبعيد أن يكون هناك «يوم عالمي للهاتف النقال»، لذلك فإن هذا الحادث لم يكن الأول ولا الأخير في حوادث الانتحار عند جيل المراهقين اليوم، الذين اعتادوا أن يستقبلوا نهارهم ويودعونه في الفراش وهم يرضعون «هواتف وآيباد»، وغيرها من هذه المجموعة التي أصبحت خطرة على تصرفات الجيل غير الواعي لما يفكر به من أفعال هي ليست في صالحه ولا تسر خاطر والديه.
إحدى الدراسات التي أجراها مجموعة من الباحثين الاجتماعيين حول هذه الظاهرة تؤكد أن الأسباب التي تدفع الشباب اليائس للإقدام على وضع نهاية لحياتهم بعد أن يصلوا إلى مرحلة فقدان الأمل للخروج من المأزق، يلاقون صعوبة كبيرة في إعطاء جواب وافٍ لهذا السؤال البسيط.
فالانتحار لدى الشباب في بدايات مرحلة المراهقة أو في وسطها هو نتاج طبيعي للسلوك الانحرافي ودخول الشاب في أزمة من المعاناة والإرهاق وحالة من اليأس التي تحتاج إلى مساعدة. ويقدر علماء الاجتماع أن ظاهرة الانتحار لا تتعلق باللحظات الآنية التي يعيشها المنتحر الشاب، لكنها تكمن في عوامل تتعلق بالماضي الذي كان يعيشه، حيث الرواسب النفسية العميقة والمشاكل المعضلة المتراكمة التي كان يواجهها في مرحلة ما قبل الانتحار، التي تتطور مع الأيام حتى تصل إلى تشكيل أزمة نفسية وإلى نقطة لا رجعة فيها. وهنا لابد من الإشارة إلى أنه ليست كل أزمة نفسية داخلية يكون نتيجتها الانتحار، بل إن بعض الأزمات تكون سبباً لنمو ونضوج الشاب في مقتبل العمر.
ويعتبر الباحثون أن مرحلة المراهقة، أكثر المراحل التي تشهد ظاهرة الانتحار نظراً لحالة عدم الاستقرار في هذه المرحلة من العمر على مستويات عدة اجتماعية ونفسية، فضلاً عما يعانيه الشباب من تغييرات سيكولوجية وجسمانية وأسرية حيث يتسبب في كثير من الحالات إعطاء المراهق حريته في اتخاذ القرارات وبناء شخصيته المستقلة تحت ذريعة ضرورة دخوله العالم المحيط به من تلقاء نفسه وبقرار منه والذي قد يكون سلبياً في بعض الحالات».
إذاً فالمشكلة كما يذكرها الباحثون في دراستهم أنها ليست وليدة اللحظة بقدر ما تكون ترسبات عاشها المنتحر من قضايا أغلبها الفشل في الدراسة أو في إقامة علاقة عاطفية لم تكتمل أو أن هذا المراهق بينه وبين والديه كثير من الجدران والطرق غير المستوية، ينتج عنها اتخاذ القرار السريع بالتخلص من الحياة عن طريق الانتحار وربما يكون بعدة طرق منها أن يتحول المراهق إلى مجرم ويحاول في بعض الأحيان أن يقتل والديه أو أحد إخوانه المقربين والأكثر تدليلاً لكي «يحر قلوبهم» وهي واحدة من طرق الانتحار غير المباشرة أو الانتقام المباشر من والديه رداً على رفضهم لطلباته وتصرفاته ومقارنتها بتصرفات شقيقه الذي دائماً ما يكون المثال الذي عليه أن يحتذى به -حسب رأي الوالدين- سواء في المدرسة أو في اختيار الصحبة، وحتى في طريقة اختياره لملابسه ونوعية الملابس التي يختارها، وربما الأكل أيضاً يدفعه للتخلص من هذه العقبة التي أصبحت تشكل حجراً يقفل كل دروبه في كل لحظة في حياته أو أنه ينتحر لكي يعلن لوالديه رفضه المشي «خلف» شقيقه المثال كنوع من الرفض والاحتجاج على تصرفات والديه.
تبقى هذه الواقعة واحدة من الكثير من قصص الانتحار لن تكون البداية ولا هي النهاية لكنها درس من دروس هذه الظاهرة الأكثر انتشاراً في المجتمعات الغربية وعسى ألا تتعداها إلى مجتمعاتنا كواحدة من ظواهر التقليد التي ما تلبث أن تنتقل إلينا من الغرب.
الرشفة الأخيرة
«حتى ما بين مطرنه لول ومطر اليوم فوارق، كنه ننتظر المطر لابسين أبوات سوده واقفين في النقعة ومبطلين حلوجنه علشان نشرب ماي حلو، أما اليوم فإن من ينتظر المطر سيارات لوري ومقاولين لكي يحملون الرمل «المطر» للبناء في مشاريعهم. أليس الفارق كبيراً ما بين زماننا وزمان أبنائنا حتى السماء صارت بدل الماي «الغدير» أصبحت تمطر «رمل» وعجبي».
وأوضحت الصحيفة أن الفتاة وهي من منطقة مانشستر الكبرى امتعضت بشدة بعدما أجبرت على تسليم هاتفها الخلوي إلى والدها، في ظل مخاوف من تلقيها رسائل مسيئة لها من صبي اتهمته بضربها، وأضافت أن الوالد كان قد عرض إعادة الهاتف إلى ابنته شرط السماح له بقراءة رسائلها، لكنها حجزت نفسها في غرفة نومها وبعد نصف ساعة عثر عليها وقد فارقت الحياة «شنقاً».
انتهى الخبر الذي يعني أن الشابة المراهقة فضلت علاقتها بالنقال على الحياة بعيداً عنه، والحكاية تعني أن الجيل الحالي من المراهقين ليس في المجتمع الأوروبي فقط إنما في كل بقاع الأرض وبكل لغاتها تقدس هذا المدعو «هاتف» وتفضله في العلاقة على الأم والأب وكل قطاعات الأسرة وربما ليس بالبعيد أن يكون هناك «يوم عالمي للهاتف النقال»، لذلك فإن هذا الحادث لم يكن الأول ولا الأخير في حوادث الانتحار عند جيل المراهقين اليوم، الذين اعتادوا أن يستقبلوا نهارهم ويودعونه في الفراش وهم يرضعون «هواتف وآيباد»، وغيرها من هذه المجموعة التي أصبحت خطرة على تصرفات الجيل غير الواعي لما يفكر به من أفعال هي ليست في صالحه ولا تسر خاطر والديه.
إحدى الدراسات التي أجراها مجموعة من الباحثين الاجتماعيين حول هذه الظاهرة تؤكد أن الأسباب التي تدفع الشباب اليائس للإقدام على وضع نهاية لحياتهم بعد أن يصلوا إلى مرحلة فقدان الأمل للخروج من المأزق، يلاقون صعوبة كبيرة في إعطاء جواب وافٍ لهذا السؤال البسيط.
فالانتحار لدى الشباب في بدايات مرحلة المراهقة أو في وسطها هو نتاج طبيعي للسلوك الانحرافي ودخول الشاب في أزمة من المعاناة والإرهاق وحالة من اليأس التي تحتاج إلى مساعدة. ويقدر علماء الاجتماع أن ظاهرة الانتحار لا تتعلق باللحظات الآنية التي يعيشها المنتحر الشاب، لكنها تكمن في عوامل تتعلق بالماضي الذي كان يعيشه، حيث الرواسب النفسية العميقة والمشاكل المعضلة المتراكمة التي كان يواجهها في مرحلة ما قبل الانتحار، التي تتطور مع الأيام حتى تصل إلى تشكيل أزمة نفسية وإلى نقطة لا رجعة فيها. وهنا لابد من الإشارة إلى أنه ليست كل أزمة نفسية داخلية يكون نتيجتها الانتحار، بل إن بعض الأزمات تكون سبباً لنمو ونضوج الشاب في مقتبل العمر.
ويعتبر الباحثون أن مرحلة المراهقة، أكثر المراحل التي تشهد ظاهرة الانتحار نظراً لحالة عدم الاستقرار في هذه المرحلة من العمر على مستويات عدة اجتماعية ونفسية، فضلاً عما يعانيه الشباب من تغييرات سيكولوجية وجسمانية وأسرية حيث يتسبب في كثير من الحالات إعطاء المراهق حريته في اتخاذ القرارات وبناء شخصيته المستقلة تحت ذريعة ضرورة دخوله العالم المحيط به من تلقاء نفسه وبقرار منه والذي قد يكون سلبياً في بعض الحالات».
إذاً فالمشكلة كما يذكرها الباحثون في دراستهم أنها ليست وليدة اللحظة بقدر ما تكون ترسبات عاشها المنتحر من قضايا أغلبها الفشل في الدراسة أو في إقامة علاقة عاطفية لم تكتمل أو أن هذا المراهق بينه وبين والديه كثير من الجدران والطرق غير المستوية، ينتج عنها اتخاذ القرار السريع بالتخلص من الحياة عن طريق الانتحار وربما يكون بعدة طرق منها أن يتحول المراهق إلى مجرم ويحاول في بعض الأحيان أن يقتل والديه أو أحد إخوانه المقربين والأكثر تدليلاً لكي «يحر قلوبهم» وهي واحدة من طرق الانتحار غير المباشرة أو الانتقام المباشر من والديه رداً على رفضهم لطلباته وتصرفاته ومقارنتها بتصرفات شقيقه الذي دائماً ما يكون المثال الذي عليه أن يحتذى به -حسب رأي الوالدين- سواء في المدرسة أو في اختيار الصحبة، وحتى في طريقة اختياره لملابسه ونوعية الملابس التي يختارها، وربما الأكل أيضاً يدفعه للتخلص من هذه العقبة التي أصبحت تشكل حجراً يقفل كل دروبه في كل لحظة في حياته أو أنه ينتحر لكي يعلن لوالديه رفضه المشي «خلف» شقيقه المثال كنوع من الرفض والاحتجاج على تصرفات والديه.
تبقى هذه الواقعة واحدة من الكثير من قصص الانتحار لن تكون البداية ولا هي النهاية لكنها درس من دروس هذه الظاهرة الأكثر انتشاراً في المجتمعات الغربية وعسى ألا تتعداها إلى مجتمعاتنا كواحدة من ظواهر التقليد التي ما تلبث أن تنتقل إلينا من الغرب.
الرشفة الأخيرة
«حتى ما بين مطرنه لول ومطر اليوم فوارق، كنه ننتظر المطر لابسين أبوات سوده واقفين في النقعة ومبطلين حلوجنه علشان نشرب ماي حلو، أما اليوم فإن من ينتظر المطر سيارات لوري ومقاولين لكي يحملون الرمل «المطر» للبناء في مشاريعهم. أليس الفارق كبيراً ما بين زماننا وزمان أبنائنا حتى السماء صارت بدل الماي «الغدير» أصبحت تمطر «رمل» وعجبي».