الكثير من أهل البحرين، حين يلتقون بي ولأول مرة، يقولون لي: نحن نشعر أنك وعبر مقالاتك تتألم كثيراً جداً لما يجري في البحرين، فنحن نشعر كذلك، ومن خلال كلماتك أن ما تحمله أسطرك، بعض من همومنا.
بصراحة، حين أكتب عن البحرين، فإني أكتب عن نفسي وعن كل بحريني يحب تراب هذه الأرض الطاهرة، لأننا وباختصار شديد، ليس لنا وطن آخر غير البحرين، فنحن اليوم ومن قبل كان أجدادنا هنا، فهم زرعوا وزرعنا، وبنوا وبنينا، وتعلموا وتعلمنا، وضحوا وضحينا، فنحن عشنا بين ثقافة العطاء وحب الوطن، ولا شيء غير ذلك. تعرضتْ البحرين لمجموعة من الضربات القاسية في الخاصرة، ضربات كبيرة في وقت قياسي جداً، حاولتْ ولأكثر من مرَّة، لملمة جراحها، لكنها ما أن تلبث أن تلملم جرحاً حتى ينزف غيره. الجراح ليست في الأرض أو في الزرع أو في البحر، فهذه الأشياء صامدة وثابتة سواء بقينا أم رحلنا، وإن تعرضت لبعض من الاعتداءات عليها في الأعوام الأخيرة، لكن الجرح الحقيقي، هو جرح الإنسان البحريني الذي ما فتىء ينفك من ألم حتى ينصدم بألم غيره، وفي كل مرة يضع يده على قلبه خشية أمر لا يتحمله فؤاده الصغير.
كل سياسي يعرف بينه وبين نفسه حتى لو لم يعترف بذلك أمام الملأ، كم هو حجم الألم الذي يتسبب به للوطن، وكم هو حجم الكوارث التي يحمِّلنا إيَّاها كل حين، فالآلام فاقت مساحة الحب، والوجع تجاوز حدود الآهات، ومن هنا طغت ثقافة الكراهية على ثقافة التعايش، وتمددت مفاهيم الطائفية على مفاهيم المواطنة الصالحة، وصار كل واحد منَّا مع الأسف الشديد، يحتمي بالطائفة أكثر مما يحتمي بالإنسان والوطن.
إن أكثر ما يؤلمنا في البحرين، هو التكدس القائم على الطوائف والمذاهب، أما المواطنة الحقيقية القائمة على الحب والتعايش والتسامح والمساواة والعدالة والقيم الإنسانية النبيلة فهي آخر ما يخطر ببال الطائفيين.
الناس في البحرين انقسموا إلى قسمين، قسم يفكر ويتحدث باسم الطائفة، وقسم يحاول أن يفكر بطريقة مستقيمة لا اعوجاج فيها، القسم الأول هو الذي يحكم المشهد البحريني في كل جوانبه، وهذه الأيام هي أيامهم، أما القسم الآخر، فإنهم يحاولون الصراخ بقدر الألم، لكن لا حسيس لهم ولا نجوى، فالضجيج أكبر من مستوى منسوب صوت العقل، ومن هنا فالعقلاء ينتظرون أن ينتهي الضجيج لإعادة صياغة مفاهيم الحب والعقل من جديد.
سوف نظل نتألم ونستمتع بالألم، فذلك هو أفضل ما نقدمه للبحرين ولأنفسنا، فلربما يُبقي الألم إنسانيتنا خارج نطاق الغابة، ومن المؤكد أن الألم دليل على صحة القلب ورشاقة العاطفة.
بصراحة، حين أكتب عن البحرين، فإني أكتب عن نفسي وعن كل بحريني يحب تراب هذه الأرض الطاهرة، لأننا وباختصار شديد، ليس لنا وطن آخر غير البحرين، فنحن اليوم ومن قبل كان أجدادنا هنا، فهم زرعوا وزرعنا، وبنوا وبنينا، وتعلموا وتعلمنا، وضحوا وضحينا، فنحن عشنا بين ثقافة العطاء وحب الوطن، ولا شيء غير ذلك. تعرضتْ البحرين لمجموعة من الضربات القاسية في الخاصرة، ضربات كبيرة في وقت قياسي جداً، حاولتْ ولأكثر من مرَّة، لملمة جراحها، لكنها ما أن تلبث أن تلملم جرحاً حتى ينزف غيره. الجراح ليست في الأرض أو في الزرع أو في البحر، فهذه الأشياء صامدة وثابتة سواء بقينا أم رحلنا، وإن تعرضت لبعض من الاعتداءات عليها في الأعوام الأخيرة، لكن الجرح الحقيقي، هو جرح الإنسان البحريني الذي ما فتىء ينفك من ألم حتى ينصدم بألم غيره، وفي كل مرة يضع يده على قلبه خشية أمر لا يتحمله فؤاده الصغير.
كل سياسي يعرف بينه وبين نفسه حتى لو لم يعترف بذلك أمام الملأ، كم هو حجم الألم الذي يتسبب به للوطن، وكم هو حجم الكوارث التي يحمِّلنا إيَّاها كل حين، فالآلام فاقت مساحة الحب، والوجع تجاوز حدود الآهات، ومن هنا طغت ثقافة الكراهية على ثقافة التعايش، وتمددت مفاهيم الطائفية على مفاهيم المواطنة الصالحة، وصار كل واحد منَّا مع الأسف الشديد، يحتمي بالطائفة أكثر مما يحتمي بالإنسان والوطن.
إن أكثر ما يؤلمنا في البحرين، هو التكدس القائم على الطوائف والمذاهب، أما المواطنة الحقيقية القائمة على الحب والتعايش والتسامح والمساواة والعدالة والقيم الإنسانية النبيلة فهي آخر ما يخطر ببال الطائفيين.
الناس في البحرين انقسموا إلى قسمين، قسم يفكر ويتحدث باسم الطائفة، وقسم يحاول أن يفكر بطريقة مستقيمة لا اعوجاج فيها، القسم الأول هو الذي يحكم المشهد البحريني في كل جوانبه، وهذه الأيام هي أيامهم، أما القسم الآخر، فإنهم يحاولون الصراخ بقدر الألم، لكن لا حسيس لهم ولا نجوى، فالضجيج أكبر من مستوى منسوب صوت العقل، ومن هنا فالعقلاء ينتظرون أن ينتهي الضجيج لإعادة صياغة مفاهيم الحب والعقل من جديد.
سوف نظل نتألم ونستمتع بالألم، فذلك هو أفضل ما نقدمه للبحرين ولأنفسنا، فلربما يُبقي الألم إنسانيتنا خارج نطاق الغابة، ومن المؤكد أن الألم دليل على صحة القلب ورشاقة العاطفة.