أكثر ما يبحث عنه النائب في مجلس النواب كإنجاز يضعه في قائمة إنجازاته «لإعادة الترشح» هو أن يقول للناس «جبنا زيادة في الرواتب للموظفين».
هذه ربما أكبر إنجازات النواب، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن المجلس بهذا الشكل لن يستطيع أن يحاسب، أو يراقب، أو حتى يشرع بشكل يجعل الناخب يقول: «النواب ما قصروا، شرعوا لنا قانون كذا»..!
مأزق غريب عجيب نعيشه في البحرين، إما مجلس كسيح، وإما مجلس بكتلة طائفية تعرقل وتعترض وتريد إدخال البلد في أزمات.
مأزقنا ليس وزراء يحتاجون إلى «غربلة وضخ دماء شابة» وحسب، بل بالمقابل هناك مأزق في مجلس النواب «وهنا أسجل احترامي لمجموعة من النواب المحترمين»، الذين أعطوا انطباعاً سيئاً جداً عن دورهم وأدائهم، ومواقفهم.
من حق الحكومة أن تفعل ما تريد، ومن حقها أن «توديكم يمين، وتجيبكم شمال» فأنتم من أعطيتم انطباعاً بأن المجلس في حالة تثير الشفقة.
إذا كان رئيس المجلس الرجل الفاضل خليفة الظهراني ينبه ذات مرة إلى ضرورة اكتمال النصاب للتصويت، بينما أغلب النواب إما في سفرات «اللي خبركم»، وإما لا يحضرون أو يتغيبون، أو يتسربون من الجلسة، ويقال إن مجموعة من النواب يتجمعون في كوفي شوب بالعدلية والجلسة شغالة هناك بالمجلس..!!
المسألة ليست بالصراخ في المجلس، أوأن النائب يلقي كلمة غير لائقة على الوزير، ليس هذا المطلوب، المطلوب معلومة، موقف، تفنيد، حقائق، أرقام، هذا هو المطلوب.
حين يطرح وزير المالية أن «هناك أرقام محاسبيه في الميزانية»، من الذي يستطيع في المجلس أن يفكك الأرقام؟
من الذي يستطيع أن يحلل ويقارن، ومن ثم يطرح الحقائق، بعض النواب يملكون ذلك، لكن الغالبية لا يملكون، وبالتالي فإن ما يطرح من أرقام، تبقى أرقاماً من غير تفاصيل، لذلك لا أحد يستطيع أن يقول للوزير هذا الرقم غير صحيح.
يصرح أكثر من نائب من أن «لا تمرير للميزانية من دون زيادة في الرواتب»، لكن الحكومة تملك أن تقر الميزانية حتى مع رفض النواب، وهذا مأزق آخر، للحكومة وللنواب على حد سواء، فإن استخدمت الحكومة هذا الحق سيظهر المجلس أنه مجلس لا اعتبار لرأيه أو قيمته، أو قراراته، وهذا ما يريد أن يظهره الانقلابيون، وهم يراقبون المشهد لاستغلاله بأي اتجاه.
الزيادة اليوم لا ينبغي أن تقتصر على القطاع العام، كل ما حدث في السابق من زيادات كانت غير عادلة وغير منصفة، فالمواطن في القطاع الخاص هو أيضاً يعمل لهذا الوطن ويعاني من الغلاء ومن ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة، فلماذا أعطي هذا، ولا أعطي ذاك؟
شعور الناس أن المجلس ضعيف وغير قادر أن يأتي لهم بحقوقهم شعور يؤثر حتى على الإقبال على الانتخابات النيابية المقبلة، فلماذا أصوت لمجلس لا يستطيع أن يأتي بحقي حتى مع التعديلات الدستورية، وأجعل نائباً يفوز بالمقعد، ومن ثم يتغيب عن الجلسات، ولا يحضر، وحين يحدث تصويت حاسم ويخشى من أناس بعينهم يخرج قبل التصويت، أولا يحضر الجلسة، بالله عليكم هل هذا نائب يستحق الترشح؟
النائب بوقيس يقول إنه أخرج قبيلة من الجن تسكن في أسرة «لو تكرمت يا أخي لو تقرأ على قاعة المجلس، يمكن تطلع شعب الصين كله مو قبيلة».
قد تحدث سابقة في البحرين ويخرج الناس ويطالبون بإسقاط البرلمان وعضوية النواب، بعد كل هذه الصورة التي أخذها الناس عنكم، أنتم المسؤولون عن هذا، الصورة والانطباع أخذ منكم أنتم، نواب كانوا من كتلة واحدة «يتهاوشون وينسحبون، شاقول بس»..!
كل هذه الصورة تدل على أن المجلس لن يستطيع أن يجلب زيادة للناس، حتى وإن خرجت بعض العنتريات، لن يستطيعوا، وأخشى أن تتغير مواقف بعض النواب كما تغير بعض الشيء حديث النائبة القعود بعد لقاء الوزير.
رذاذ
سؤال بسيط جداً، كم يبلغ الإنتاج الحقيقي للنفط في البحرين؟
كم هو سعر النفط البحريني؟
كم تبلغ قيمة كل الرسوم التي يدفعها المواطن؟
كم وصل حتى الآن من الدعم الخليجي؟
كم سنة تبقت في أعمارنا..؟
الله الحافظ، أهم شي الأمن، والحمد لله ما عندنا إرهاب، ولا قطع طرق، ولا قنابل تفجر عن بعد..!
ويارب، الله يخلي لنا «كرسي» مجلس النواب، و»طاولة» الحوار.. تقول داشين محل مفروشات..!!