الفيلم الذي تم تداوله في الأيام الأخيرة ويتناول جانباً مما قام به «أحرار جدحفص» وهدف إلى بيان قدرات «المعارضة»، وعزمها على مواصلة طريق العنف، كشف عن مدى ضيق أفق تلك المجموعة، ولا يمكن أن يصف عاقل ما قاموا به في أحد الشوارع الرئيسة في تلك المنطقة ليلة السابع والعشرين من مارس المنتهي، إلا بالحماقة، فما قاموا به بالفعل حماقة.. بل حماقة من الزين.
ما يبينه فيلم الفيديو قيام مجموعة من الملثمين بقطع شارع رئيس في جدحفص من جهتيه، وإرغام السيارات على التوقف، ثم وضع الإطارات وإشعال النار فيها، لكنهم هذه المرة لم يكتفوا بالتصوير أمام النار ورفع إشارة النصر، ومن ثم الهروب، ولكنهم واصلوا فعلهم برمي مئات من قنابل المولوتوف القاتلة، مستهدفين سيارة أمن كانت متوقفة في الطرف البعيد. أما الحماقة فتمثلت في أن جل أو ربما كل تلك المولوتوفات سقطت على سيارات المواطنين، الذين انتابهم الفزع، ولم يعرفوا كيف يتصرفون، ولم يجد بعضهم غير المغامرة باقتحام النيران بسياراتهم، خشية أن يصيروا من ضحايا «أبطال الميادين».
المشهد كان مفزعاً بالفعل لكنه يسيء إلى «المعارضة» بنوعيها الناعمة والخشنة، ويسيء إلى كل من ينتمي إلى هذا الحراك، الذي من المؤلم للنفس أن يعتبره بعض «السياسيين» حراكاً سلمياً، وأن يؤيده علماء دين، ويوفرون له الغطاء الشرعي والسياسي. ما تم بيانه في ذلك الفيلم بالتحديد حماقة كبيرة لـ»معارضة» تعتبر ما تقوم به حراكاً سلمياً، ترى أي فائدة يمكن أن تعود عليها من تعريض حياة الناس للخطر بهذا الشكل؟ وأي نصر يمكن أن يتحقق بإيذاء الناس الذين بينهم من يؤيدهم ومن يتعاطف معهم، فمستخدمو ذلك الشارع في الغالب هم من المواطنين من سكان المنطقة نفسها وهو ما يظهر حجم الحماقة المرتكبة في تلك «العملية».
التصوير لا يظهر ما إذا كان سواق المركبات الذين حوصروا في الموقع كانوا من الرجال أو النساء، ولكني سأفترض أن بعضهم نساء أو فتيات حديثات العهد بقيادة السيارات، وبالتأكيد كان في بعض تلك المركبات أطفال، وربما كان فيها مرضى وكبار سن. للقارئ أن يتصور الحال التي صار فيها كل أولئك بسبب تلك الحماقة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعتبر نصراً، ولا يمكن أن تسجل نقطة لصالح منفذيها أو هدفاً في مرمى رجال الأمن. هل من يقول إن ما قام به أولئك فعل نضالي وليس حماقة؟
لكن الأمر ينبغي ألا يتوقف عند هذا الحد، وكأن شيئاً لم يحدث، لا بد من محاسبة وقرارات، ليس من قبل وزارة الداخلية هذه المرة ولكن من «المعارضة»، التي تقول إنها سلمية. لا بد أن يشاهد ذلك الفيلم تحديداً علماء الدين الداعمون لتلك المجموعات، ولا بد أن يشاهده «السياسيون» الذين يفترض أن لهم تأثيراً في الشارع ويشاهده كل ذي علاقة، ولا بد أن يتخذ من تلك الممارسات البعيدة عن الدين والأخلاق والسياسة والنضال موقفاً، ليس بالكلام ولكن بالعمل، فما قامت به تلك المجموعة في حق مستخدمي الطريق جريمة بكل المقاييس والمعايير والموازين والأنظمة، وما قاموا به لا يرضي الله سبحانه وتعالى، الله الذي يكبرون اسمه وهم يرمون بتلك القنابل القاتلة على الناس الذين لا علاقة لهم بـ«المعركة» التي تجري.
لا بد من موقف واضح تعلنه «المعارضة» التي تقول إن حراكها سلمي، ولا بد من أن يمتلك أحد المنتمين إليها من السياسيين أو الدينيين الشجاعة الكافية ليقول إن ما قامت به تلك المجموعة وتقوم به مجموعات أخرى خطأ وأنه حماقة، ذلك أن الاستمرار في الصمت حماقة مضافة.
{{ article.visit_count }}
ما يبينه فيلم الفيديو قيام مجموعة من الملثمين بقطع شارع رئيس في جدحفص من جهتيه، وإرغام السيارات على التوقف، ثم وضع الإطارات وإشعال النار فيها، لكنهم هذه المرة لم يكتفوا بالتصوير أمام النار ورفع إشارة النصر، ومن ثم الهروب، ولكنهم واصلوا فعلهم برمي مئات من قنابل المولوتوف القاتلة، مستهدفين سيارة أمن كانت متوقفة في الطرف البعيد. أما الحماقة فتمثلت في أن جل أو ربما كل تلك المولوتوفات سقطت على سيارات المواطنين، الذين انتابهم الفزع، ولم يعرفوا كيف يتصرفون، ولم يجد بعضهم غير المغامرة باقتحام النيران بسياراتهم، خشية أن يصيروا من ضحايا «أبطال الميادين».
المشهد كان مفزعاً بالفعل لكنه يسيء إلى «المعارضة» بنوعيها الناعمة والخشنة، ويسيء إلى كل من ينتمي إلى هذا الحراك، الذي من المؤلم للنفس أن يعتبره بعض «السياسيين» حراكاً سلمياً، وأن يؤيده علماء دين، ويوفرون له الغطاء الشرعي والسياسي. ما تم بيانه في ذلك الفيلم بالتحديد حماقة كبيرة لـ»معارضة» تعتبر ما تقوم به حراكاً سلمياً، ترى أي فائدة يمكن أن تعود عليها من تعريض حياة الناس للخطر بهذا الشكل؟ وأي نصر يمكن أن يتحقق بإيذاء الناس الذين بينهم من يؤيدهم ومن يتعاطف معهم، فمستخدمو ذلك الشارع في الغالب هم من المواطنين من سكان المنطقة نفسها وهو ما يظهر حجم الحماقة المرتكبة في تلك «العملية».
التصوير لا يظهر ما إذا كان سواق المركبات الذين حوصروا في الموقع كانوا من الرجال أو النساء، ولكني سأفترض أن بعضهم نساء أو فتيات حديثات العهد بقيادة السيارات، وبالتأكيد كان في بعض تلك المركبات أطفال، وربما كان فيها مرضى وكبار سن. للقارئ أن يتصور الحال التي صار فيها كل أولئك بسبب تلك الحماقة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعتبر نصراً، ولا يمكن أن تسجل نقطة لصالح منفذيها أو هدفاً في مرمى رجال الأمن. هل من يقول إن ما قام به أولئك فعل نضالي وليس حماقة؟
لكن الأمر ينبغي ألا يتوقف عند هذا الحد، وكأن شيئاً لم يحدث، لا بد من محاسبة وقرارات، ليس من قبل وزارة الداخلية هذه المرة ولكن من «المعارضة»، التي تقول إنها سلمية. لا بد أن يشاهد ذلك الفيلم تحديداً علماء الدين الداعمون لتلك المجموعات، ولا بد أن يشاهده «السياسيون» الذين يفترض أن لهم تأثيراً في الشارع ويشاهده كل ذي علاقة، ولا بد أن يتخذ من تلك الممارسات البعيدة عن الدين والأخلاق والسياسة والنضال موقفاً، ليس بالكلام ولكن بالعمل، فما قامت به تلك المجموعة في حق مستخدمي الطريق جريمة بكل المقاييس والمعايير والموازين والأنظمة، وما قاموا به لا يرضي الله سبحانه وتعالى، الله الذي يكبرون اسمه وهم يرمون بتلك القنابل القاتلة على الناس الذين لا علاقة لهم بـ«المعركة» التي تجري.
لا بد من موقف واضح تعلنه «المعارضة» التي تقول إن حراكها سلمي، ولا بد من أن يمتلك أحد المنتمين إليها من السياسيين أو الدينيين الشجاعة الكافية ليقول إن ما قامت به تلك المجموعة وتقوم به مجموعات أخرى خطأ وأنه حماقة، ذلك أن الاستمرار في الصمت حماقة مضافة.