مع تنامي اتجاهات التغيير والتصحيح للرؤية الدولية لأحداث البحرين، مع زيادة جرعة وصول حقيقة الجماعات الإرهابية التي أنّ منها شعب البحرين، مع صحوة دولية تزيد مساحتها يوماً بعد يوم يطالبنا عراب زواج المتعة «الأمريكي الشيعي» أن لا نقف كثيراً عند 15 ألف جملة قيلت يوم الأحد في جامعة البحرين جميعها خصصت ضد العنف والإرهاب الذي تقوم به جماعات شيعية راديكالية مرتبطة بإيران، في تحول مشهود للمواقف الدولية، يريدنا أن ننسى ذلك وأن لا نقف كثيراً أمام ما سماه لوم هذه الجهة أم تلك .. (يا سلام) لقد أصبح كشف الحقيقة الآن حديثاً (مملاً).
أتعرف لم صفق الجمهور لما قاله الأمريكان والإنجليز في جامعة البحرين؟ صفقوا لأنهم شعروا ببعض الإنصاف حين بدأ العالم يسمعهم أخيراً ويسمع معاناتهم، وهم الذين صد عنهم المجتمع الدولي بفضل تضليلكم لعامين عملت فيه صحيفتكم وحزبكم ونشطاؤكم الحقوقيون على إخفاء الحقائق والتمويه والإنكار والكذب والافتراء، لقد بنيتم جدران عزل بينكم وبين المجتمع البحريني بعد أن أنكرتم معاناته من إرهابكم. فلما جاء اليوم الذي أصغى العالم لشعب البحرين جئت تطالب أن ننسى؟
ننسى ماذا ونذكر ماذا؟ وحين جئت تغطي ما قيل يوم الأحد في جامعة البحرين آلمتك الحقيقة فطلبت ألا نركز على 15 ألف جملة قيلت عن الإرهاب والدعم الإيراني الذي عانى منه شعب البحرين، بل نركز فقط على جملة واحدة أطربت أذنكم والخاصة بالحوار، وجاءت تغطيتكم تتجاهل تماماً ما قيل وهو ما يتطابق مع ما أنكرتموه وأخفيتموه، إلا من جملة هنا صغيرة أو جملة هناك ذر للرماد، أما العناوين ونقل الكلمات التي قيلت فكانت انتقائية بجدارة أخفت أقوى ما جاء من تصريحات الأمس، بخط ونهج مستمر في حملات التضليل التي تنومون بها جمهوركم.. وفي الأخير تتهمون الإعلام الرسمي بأنه أعور!
... ألا ساء ما تحكمون... ألا ساء ما تحكمون.
ثم تكتمل حفلة الكذب والتضليل مع تصريح (فطحل الوفاق) الذي قال إن الدستور الذي أقسم بالله العظيم بالحفاظ عليه لا يعني له شيئاً، لم أقسمت عليه إذاً؟ وحين أقسمت ولم يكن يعني لك حينها شيئاً، أكنت تكذب علينا؟ أم على نفسك؟ أم كنت تستهزئ بمن تقسم به؟! أتستهزئ بالخلق أم بالخالق؟
تذكر أنك أقسمت عليه مرتين لا مرة واحدة، فهل حين دعت الحاجة لاحترامه وحين اتفق احترامه مع مصالحك، لم تجد غضاضة بالقسم بالله العظيم أن تحترمه، ثم حين علمت أن العودة للمجلس بالنسبة لك أصبحت مستحيلة بعد أن سفهت بالمجلس وسفهت بمخرجاته قمت برمي قسمك الأرض ودست عليه، فإن لم تحترم الدستور كما أقسمت، احترم خالقك الذي أقسمت به.
تأخذ مكافأتك المالية التي تزيد على الألفين دينار بفضل قوانين الدستور الذي تستهين به، وتسمي نفسك نائباً سابقاً بفضل الدستور الذي تستهين به، وتقدم نفسك كعضو لجمعية مرخصة ومسجلة وفق قانون صادر من الدستور الذي لا تعترف به، وبعد ذلك لك عين أن تقول إنك لا تعترف بالدستور!
فإذا كانت غالبية الشعب لم تقر الدستور لم إذاً رشحت نفسك مرتين لتعمل ضمن هذا الذي لم تقره الغالبية؟ لم سردت قائمة طويلة لمحاسن إعادة ترشيحك وإنجازتك العظيمة التي حققتها بأداوته ومن خلال مؤسساته؟ أكنت تكذب على جمهورك كالعادة أم تكذب على نفسك حينها؟
أهؤلاء هم (المعارضة)؟ أبطال في حنث اليمين وفي التضليل وإنكار المعروف والجميل، أبطال في الكذب والتراجع وعدم احترام كلمتهم، وعدم احترام شركائهم في الوطن.
أتتحدثون عن بناء الثقة؟ فهل تركتم لها مكاناً؟ أتتحدثون عن شراكة وطنية، فهل اعترفتم بوجود شركاء أصلاً؟
الموقف من وجود معارضة موقف محسوم والموقف من احترام الرأي الآخر موقف محسوم أيضاً، لكن هل هذه المسلكيات ليس لها علاقة بالعمل السياسي كمعارضة للحكومة أو كجريدة معارضة، إنها مسلكيات تنحط إلى الدرك الأسفل بصاحبها على صعيد العلاقات الإنسانية، فما بالك على صعيد العمل السياسي؟
هل الكذب والحنث باليمين والإنكار والتضليل وشهادات الزور وبقية من سوء الأخلاق سلوكيات محللة ومجازة شرعاً وعرفاً وتقليداً لمجرد أن من يرتكبها يحمل لقب معارض؟ إو إنها جزيت شرعاً لمحبي آل البيت؟ ألا ساء ما تحكمون.
قديماً التصقت هذه الممارسات بالأنظمة السياسية، حتى بات كل نظام متهم إلى أن تثبت براءته، واليوم وبفضل هذا التدني الخلقي التصق سوء الخلق بلقب المعارض حتى تثبت براءته... إنها دراسات عليا في الكذب والتضليل تلك التي تحملونها ومع مرتبة الشرف!