اليوم، ربما شعر البحرينيون من الناس العاديين البسطاء، بأن ما يحدث من جدل سياسي حول أمور كثيرة، هي في الواقع، خصومات لا تخصهم على الإطلاق، وأن هنالك الكثير من أبعاد الصراع في البحرين، لم يعد سياسياً، بل له تعريفات أخرى لا علاقة لها بروح السياسة.
الناس ملَّوا من السياسة، وبدؤوا يبحثون لهم عن منافذ للترويح عن النفس، وبعضهم فضل الانزواء بين الصمت والترقب، لأنهم تيقنوا أن لا فائدة سيجنونها من مناطق قساوة السياسة وألاعيبها. هؤلاء أدركوا جيداً أن اللعبة السياسية لو نجح أحد أطرافها، فإن المواطن العادي لن ينال من كعكتها قضمة واحدة، لأنها في الغالب توزع بين المتخاصمين الأقوياء، قبل تدشين أي حل سياسي مفترض.
الحمد لله أن غالبية الناس في البحرين، بدؤوا ينسحبون تدريجياً من فوضى اللعبة التي تديرها أطراف سياسية خالصة، خصوصاً بعد أن دخلت الطائفية والمذهبية على خط الصراع، واستغل بعض المنتفعين، تأزم المشهد السياسي كي يظلوا بين ثناياه يحلبون المصالح والمنافع الفئوية لمصالحهم حلباً.
ما كنا نراهن عليه من وعي أبناء هذا الوطن، وجدنا اليوم أن رهاننا كان صائباً، فالناس في البحرين أدركوا جيداً عمق الصراع الطائفي وخطورته المدمرة على مستوى الحاضر والمستقبل، كما تيقن الناس أن الطائفية لو تمكنت من مفاصل الحياة الاجتماعية لدمرت نسيجها الصلب ولو بعد حين، ولذلك كان همّ الحفاظ على الإرث المجتمعي من الضياع هو أهمّ من أي عمل آخر، كما إن الحفاظ على مستوى التعايش السلمي والأهلي بين الناس هو الفعل المنجي في كل حلقات الصراع السياسي والديني.
اليوم، بدأت الفجوة تضيق بين المتعايشين، كما إن حالة الود التي أصابتها بعض الكدمات، بدأت تتعافى سريعاً، لقوة المناعة المجتمعية التي يتمتع بها شعب البحرين، ولم يتبقَ من أوجه الصراع الطائفي وصنَّاعه سوى من لهم مصالح في بقائه وتمدده واستمراره، فهؤلاء لهم حساباتهم – السيادينية- المعقدة، كما لهم مصالحهم التي ترتكز جلُّ قوتها على تدمير النسيج المجتمعي.
من المؤكد، أن الصراع الطائفي إن استمر، فإنه سيأكل الأخضر واليابس، لكنه لن يستطيع الاستمرار في وطن الحب والخلود والعقل، ولو كان الصراع الطائفي في مجتمعٍ غير هذا المجتمع، لسبحنا في برك من دم، لكن ولله الحمد، فإن البحريني هو رهاننا في هذه المرحلة وفي كل المراحل المقبلة، لأنه نتاج قيم أصيلة زرعت مع إنسان هذا الوطن، وفي المستقبل وبعد أن تتساقط الأقنعة ويسقط كل الطائفيين في الوحل، حينها نقول، لا عزاء لكم ولا مجد، والعزة لشعب البحرين النبيل.
{{ article.visit_count }}
الناس ملَّوا من السياسة، وبدؤوا يبحثون لهم عن منافذ للترويح عن النفس، وبعضهم فضل الانزواء بين الصمت والترقب، لأنهم تيقنوا أن لا فائدة سيجنونها من مناطق قساوة السياسة وألاعيبها. هؤلاء أدركوا جيداً أن اللعبة السياسية لو نجح أحد أطرافها، فإن المواطن العادي لن ينال من كعكتها قضمة واحدة، لأنها في الغالب توزع بين المتخاصمين الأقوياء، قبل تدشين أي حل سياسي مفترض.
الحمد لله أن غالبية الناس في البحرين، بدؤوا ينسحبون تدريجياً من فوضى اللعبة التي تديرها أطراف سياسية خالصة، خصوصاً بعد أن دخلت الطائفية والمذهبية على خط الصراع، واستغل بعض المنتفعين، تأزم المشهد السياسي كي يظلوا بين ثناياه يحلبون المصالح والمنافع الفئوية لمصالحهم حلباً.
ما كنا نراهن عليه من وعي أبناء هذا الوطن، وجدنا اليوم أن رهاننا كان صائباً، فالناس في البحرين أدركوا جيداً عمق الصراع الطائفي وخطورته المدمرة على مستوى الحاضر والمستقبل، كما تيقن الناس أن الطائفية لو تمكنت من مفاصل الحياة الاجتماعية لدمرت نسيجها الصلب ولو بعد حين، ولذلك كان همّ الحفاظ على الإرث المجتمعي من الضياع هو أهمّ من أي عمل آخر، كما إن الحفاظ على مستوى التعايش السلمي والأهلي بين الناس هو الفعل المنجي في كل حلقات الصراع السياسي والديني.
اليوم، بدأت الفجوة تضيق بين المتعايشين، كما إن حالة الود التي أصابتها بعض الكدمات، بدأت تتعافى سريعاً، لقوة المناعة المجتمعية التي يتمتع بها شعب البحرين، ولم يتبقَ من أوجه الصراع الطائفي وصنَّاعه سوى من لهم مصالح في بقائه وتمدده واستمراره، فهؤلاء لهم حساباتهم – السيادينية- المعقدة، كما لهم مصالحهم التي ترتكز جلُّ قوتها على تدمير النسيج المجتمعي.
من المؤكد، أن الصراع الطائفي إن استمر، فإنه سيأكل الأخضر واليابس، لكنه لن يستطيع الاستمرار في وطن الحب والخلود والعقل، ولو كان الصراع الطائفي في مجتمعٍ غير هذا المجتمع، لسبحنا في برك من دم، لكن ولله الحمد، فإن البحريني هو رهاننا في هذه المرحلة وفي كل المراحل المقبلة، لأنه نتاج قيم أصيلة زرعت مع إنسان هذا الوطن، وفي المستقبل وبعد أن تتساقط الأقنعة ويسقط كل الطائفيين في الوحل، حينها نقول، لا عزاء لكم ولا مجد، والعزة لشعب البحرين النبيل.