اليوم تحتفل حلبة الحرين الدولية لسباق السيارات بإتمام عامها العاشر وسط حشد جماهيري غفير حرص على الحضور من مختلف بقاع العالم لمتابعة واحدة من أهم جولات سباقات الفورمولا 1 العالمية.
مازلت أتذكر تلك اللحظات التي دارت فيها فعاليات السباق الأول الذي احتضنته حلبة البحرين الدولية في الرابع من شهر أبريل من عام 2004.
مازلت محتفظاً باللوحة التذكارية التي صدرت بتلك المناسبة وهي تحمل الأرقام التاريخية 04-04-04 وإلى جوارها الصورة الفوتوغرافية التذكارية التي جمعتني بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين صاحب الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى لتأسيس هذا الصرح الرياضي العالمي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
مازلت أتذكر دموع الفرح التي ملأت عيني معالي الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بعد النجاح اللافت الذي حققه السباق الأول وإتمام مشروع الحلبة في زمن قياسي باعتباره الرجل الذي سهر على متابعة المشروع منذ اللحظة التي وضع فيها حجر الأساس حتى اللحظة التي أعلن فيها عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة افتتاح الحلبة وانطلاق فعاليات أول جولة لسباقات الفورمولا 1 في الشرق الأوسط.
لحظات لا يمكن أن أنساها ما حييت ولا يمكن لأي بحريني عايش مراحل هذا المشروع العظيم أن ينساها لأنها تشكل نقطة تحول في مسار البحرين بشكل عام والرياضة البحرينية بشكل خاص.
وها نحن اليوم نعيش أحداث السباق العاشر ونرى كيف بلغت مفاهيم الشعب البحريني عامة والرياضيين منهم على وجه الخصوص من درجات متقدمة في مجال رياضة السيارات بعد أن كانت مفاهيمهم ومعلوماتهم سطحية جداً قبل عشر سنوات, هذه الحلبة وضعت البحرين على الخارطة العالمية ومدت جسور التواصل بين مملكتنا وبقية دول العالم التي تتابع هذه السباقات بشكل جنوني. لقد حققت هذه الحلبة العديد من المكاسب السياحية والاقتصادية والرياضية بالإضافة للتميز في التنظيم بدليل تمسك المؤسسة المعنية بسباقات الفورمولا 1 بإقامة سباق البحرين متحدية كل الشائعات التي تحاول تشويه الصورة البحرينية لدى المنظمات العالمية، ولعل سباق هذا العام والعام الماضي لدليل قاطع على نجاح البحرين في كسب الرهان وتأكيد النجاح التنظيمي، وهذا في حد ذاته يشكل رسالة واضحة المعالم إلى كل العالم بأن البحرين تتمتع بقدر كبير من الأمان.
إذا فإن حلبة البحرين الدولية لسباقات السيارات ستظل أنموذجاً ناجحاً للتحديات بدءاً من الزمن القياسي الذي أنجز فيه المشروع وانتهاء بدحض كل الإشاعات والادعاءات الباطلة التي تحاول عرقلة مسيرتها.
إنه عقد من التألق ندعو الله له بالمزيد من النجاح والتوفيق في السنوات القادمة.