إن كانت هناك من تحديات تواجهنا كدولة واقتصاد وكوضع سياسي واجتماعي؛ فإنه ليس من شيء أكبر من تحدي قصم ظهر الإرهاب، هذا أول الخطوات لدولة متعافية تريد النهوض.
هناك قائمة تحديات؛ لكن من غير الأمن لن يكون هناك اقتصاد، ولا تجارة، ولا استثمار، ولا سياحة، ولا أرضية صلبة للقطاع المصرفي.
من يظن أن الحوار سيكون مخرجاً للبلد من حالة الإرهاب فهو لا يقول الحقيقة إلى نفسه، أنا وأنتم تعرفون أن هذا الأمر لن ينتهي بالحوار أو التوصيات، وحتى وإن رضخت الدولة للاستفتاء سيقولون إن جاء الاستفتاء على غير طائفيتهم أن الدولة تلاعبت بالنتائج وزورت الاستفتاء، وسيقومون بأعمال إرهابية كما هي اليوم وأكثر.
لماذا العراق ليس مستقراً؟ لماذا لبنان غير مستقر؟ لماذا البحرين منذ التسعينيات غير مستقرة؟ لماذا الكويت دخلت على الطريق؟ ما هو القاسم المشترك في كل ما ذكرنا؟
تحدي قصم ظهر الإرهاب هو أهم مقومات نهضة الدولة، من لا يرى ذلك على عينيه غشاوة، والغشاوة قد تبقى حتى تقع الكارثة الكبرى، عندها لن ينفع أن تزال الغشاوة.
التحدي الآخر هو تحدي تجفيف الفساد في الدولة؛ فقبل أن نتحدث عن جعل اقتصاد البحرين قائماً على الصناعة، أو السياحة، أو أن نجعل من اقتصادنا اقتصاد خدمات (كما بعض الدول التي حققت نجاحات في اقتصاد الخدمات) قبل كل ذلك علينا أن نحارب الفساد كدولة، وأن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب كما يفعل الشيخ محمد بن راشد الذي يبحث عن الكفاءات الشابة التي تحب وطنها ولديها أفكار خلاقة جديدة تطور العمل وتوجد ثقافة الابتكار في الأفكار وبالتالي التطبيق.
البعض يصنف الفساد قبل الإرهاب في خطورته على الدولة، ذلك أن الفساد هو سبب سخط الناس جميعاً ويوحدهم، وقد يكون أحد أسباب خروج من لا تتوقع خروجهم.
التحدي الآخر هو أن يكون لدينا اقتصاد لا يعتمد على النفط، أو يجعل النفط قطاعاً داعماً وليس قطاعاً رئيساً، وهذا متعذر اليوم، فلم نُوجد اقتصاداً قائماً على الصناعة، ولم نُقم اقتصاداً قائماً على الخدمات، أو تجارة الترانزيت، ما نراه اليوم -وليسمح لنا الجميع ونحن نتحدث عن مصلحة بلد (سمك، حنا، تمر هندي) كل شيء ولا شيء، لا أعرف كيف أصف الوضع، لكن نقول إن المصارف تساهم في الناتج المحلي بنسبة جيدة، لكن أيضاً هناك من ينافسنا، وسرق المصارف من عندنا إما بسبب اهتزازات الأمن وإما بسبب تقديم الآخرين عروض لاستقطاب المصارف والكفاءات البحرينية.
من يقول إن لدينا اقتصاد صناعة فإنه لا يقول الحقيقة، نعم لدينا عدد من المصانع الكبيرة، لكن اقتصادنا ليس قائماً عليها، كما إن هناك مصانع وطنية ضخمة وكبيرة لا تساهم إلا بالفتات في ميزانية الدولة.
اقتصادنا مؤهل لأن يصبح اقتصاد خدمات، لكن هذا النوع من الاقتصاد يتطلب القضاء على البيروقراطية والفساد معاً، وأن تكون لدينا بنى تحتية قوية في الاتصالات والمواصلات والكهرباء، وإمكانية التوسع في الخدمات بشكل يواكب ارتفاع الطلب عليها.
حين يسأل أحدنا نفسه؛ هل اقتصادنا هو اقتصاد قائم على السياحة مثلاً، أو على الصناعة، أو الخدمات، أو تجارة الترانزيت، لكن بالتأكيد لن يكون قائماً على (الزراعة) إلا إذا لدى وزير البلديات وعود أخرى تتعلق بالمستقبل.. لا أعلم.
حين نسأل أنفسنا على أي نوع من الاقتصاد تعتمد بلدنا ماذا ستجيبون؟
من يتحدث عن قلة الموارد في الميزانية (وهي أعذار لا نقبلها) هو أيضاً يتحمل مسؤولية عدم تنويع مصادر الدخل.
حين تجني الإمارات 12 مليار دولار سنوياً من السياحة، فإن هذا يعطي صورة أن الإمارات لا تعتمد على النفط (رغم أنها ستصل إلى تصدير 3.5 مليون برميل نفط يومياً) وأن هناك استراتيجيات قصيرة وبعيدة لتقليل الاعتماد على النفط بشكل تدريجي.
أحسب أن هناك أخطاء استراتيجية في البحرين، أولها وأهمها؛ أننا لا نتوجه إلى الاقتصاد الأقوى بالمنطقة، وأحد أقوى 10 اقتصادات في العالم، ألا وهو الاقتصاد السعودي، حتى في السياحة ليس لدينا ما يجذب العائلة السعودية، قطعاً سيذهبون إلى دبي أو قطر (فإذا كان أهل البحرين يذهبون إلى هناك لأن بلدهم فقيرة في البنى التحتية في السياحة)، أما على التجارة والاستثمار والصناعة فأعتقد أننا حتى الساعة لا نستثمر موقعنا ولا علاقاتنا مع الشقيقة الكبرى في إيجاد شراكة قوية تساهم في استفادة البلدين من حالة الاندماج الاقتصادي والتجاري على أقل تقدير.
أعتقد أن بإمكان رجال أعمال سعوديين أن يقوموا بمشاريع عملاقة في البحرين، ويكون مردود ذلك على اقتصادنا كبيراً، لكن في الفم ماء..!
الذين قالوا إنهم لن يمرروها..!
الذين قالوا لكم إنهم لن يمرروا الميزانية دون الاستجابة لمطلب زيادة الرواتب سيمررونها اليوم، هناك أمور تحدث خلف الخطوط الأمامية، لذلك ستتغير المواقف اليوم، يقال إن زيادة الرواتب التي لن تتعدى 208 مليون دينار، كما قال النواب سوف تؤثر على التصنيف الائتماني للبحرين.
طيب ودعم الشركات الخاسرة، ألا يؤثر على الوضع الائتماني؟
كم ندفع سنوياً إلى شركات خاسرة؟
بارك الله فيكم يا نواب، كلمة (لا) في قاموسكم تعني (نعم).. أهلاً بك أنت في البحرين..!
«الفاتح» يريد الجلوس مع «الوفاق»
نشرت أخبار تقول إن أمين عام جمعية الوسط الإسلامي قال إنه قد يجلس مع الوفاق التي طلبت الجلوس مع الجمعيات الوطنية للاتفاق على المطالب لطرحها على طاولة الحوار.
إن صح هذا الخبر، فإن هذه كارثة حقيقية، من أعطاكم الحق لأن تتحدثوا باسم تجمع الفاتح؟
الحويحي إن قالها، فإنها سقطة لا تقبل منه وعليه تصحيح الخبر ونفيه.
الذين يشتمونكم صبح مساء ويسمونكم بالطبالة، ومعارضة المعارضة، وبالريموت كنترول، الآن أنتم تجلسون معهم..!!
لا توجد تسمية ألطف من كلمة (مسخرة)..!