اختتمت مساء يوم أمس الأول منافسات بطولة مجلس التعاون الخليجي الثالثة والثلاثين للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي أقيمت على أرض مملكتنا الغالية مملكة البحرين في الفترة من 16 وحتى 25 مارس الجاري بمشاركة ثمانية فرق من دول الخليج والتي حقق لقبها فريق كرة اليد بنادي أهلي دبي عن جدارة واستحقاق بعد تفوقه على ممثل مملكة البحرين الأول في هذه البطولة والمرشح الأقوى للقب فريق الأهلي الذي كان يطمح لإضافة لقب تاسع إلى خزينته الخليجية صاحبة الرقم القياسي بثمانية ألقاب لكن «قدر الله وما شاء فعل» وكانت البحرين فأل خير على أشقائنا أهل الإمارات في كرة القدم واليد بعد إحراز المنتخب الأول لكرة القدم لقبهم الثاني في البحرين هاهو أهلي دبي يهدي اللقب الثاني للإمارات في كرة اليد من أرض دلمون البحرينية وبدورنا نبارك لحكومة وشعب الإمارات هذا الإنجاز الكبير.
وأثناء سير البطولة دونت بعض الملاحظات التي أعجبتني والتي لم تعجبني بشكل عام والتي قد يتفق معي فيها البعض وقد يختلف البعض الآخر وسأحاول أن أسردها باختصار ودون تعقيد كي تصل للجميع كما أريدها أن تصل ودونه تحوير أو تحريف.
فقد أعجبني كثيراً جداً الاستقرار الفني والإداري الذي كان واضحاً على أندية الخليج وخصوصاً أندية قطر والإمارات بثبات معظم الأجهزة الفنية والإدارية منذ فترة من الزمن، ويعجبني أيضاً وجود اللاعب المحترف سواء كان عربياً أو أجنبياً في صفوف تلك الفرق الأمر الذي يزيد من ثبات مستوياتها واستقرارها الفني على المدى الطويل وخصوصاً في الاستحقاقات الخارجية وهذا ما كان واضحاً على محترفي قطر والإمارات بوجود الفرعون الصغير حسين زكي في قيادة أهلي دبي والتونسي سليم هدوي في الريان القطري حيث كانا منسجمين كل الانسجام الذي يمكن أن يفيد الفريق، لكن وللأسف ما لم يعجبني هو اختيار المحترفين الأجانب في فرقنا البحرينية وتحديداً فريق الأهلي البحريني وهو وجود المحترف الصربي كرستو ميلوزفيتش الذي تعاقد معه الفريق للعب ضمن صفوفه في هذه البطولة حيث لم يكن يشكل أي إضافة للفريق بل كان عالة عليه بسبب عدم الانسجام وعدم التأقلم مع أعضاء الفريق والذي كان مثار سخط الجميع من فنيين وجماهير كانت تعلق الآمال على المحترف بأن يحقق الفارق الذي يقود الفريق للقب لكن كان الرد عكس ما توقعه الكثيرين على أرض الملعب ولا ألوم الجهازين الفني والإداري للأهلي في كلامي بل على العكس أحييهما على جهودهما ومعاناتهما لكن في كلامي هنا ألوم الجمعية العمومية للاتحاد البحريني لكرة اليد التي ترفض دخول لعبة كرة اليد إلى عالم الاحتراف بحجة عدم وجود «المادة» وقلة الموازنات للأندية، وهذا ليس بعذر مقنع أو مقبول خصوصاً وأن أنديتنا تصرف من الأموال الكثيرة في سبيل استقطاب محترفي الألعاب الأخرى والمدربين المحترفين كذلك.
فكم من بطولة خسرتها أنديتنا أو لم تؤد فيها المستوى المأمول والسبب عدم وجود المحترف الجيد أو الاختيار المحدود للمحترفين كون أغلب اللاعبين الجيدين مرتبطين بفرقهم في الدوريات ومن المستحيل أن تتنازل عنهم أنديتهم خصوصاً وأن الفترة هي فترة نهاية أغلب المواسم في أوروبا فلماذا كرة اليد البحرينية هي بالذات التي مازالت بعيدة عن عالم الاحتراف واللاعب الأجنبي مازال بعيداً عنها؟ ولماذا الجمعية العمومية للأندية لا تنظر لمصلحة اللعبة العامة بدلاً من النظر للمصلحة الشخصية لأنديتها؟! فالتشجيع في المدرجات لا يكفي لإحراز بطولة بقدر ما هو الاستقرار الفني للفريق ووجود مراكز القوى في الفريق التي تحدث الفارق الكبير والنقلة الأكبر لإحراز الألقاب وإعادة كرة اليد إلى موقعها الرئيس في صدارة الفرق الخليجية.