ألم نقل منذ زمن، إن شعاراتهم الزائفة بشأن الحريات والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان كلها شعارات «كاذبة» و«زائفة»، يستخدمونها فقط لامتطاء ظهور البشر سعياً للوصول لمكاسبهم الضيقة وأهدافهم المريضة؟!
ألم نقل لكم إن من يدعون أنهم «معارضــــة» فــي البحريــن وأنهــــم مدافعون عن حقوق الإنسان، ما هم إلا «أفاقين» و«بائعي دجل»، وأن أقنعتهم الزائفة سرعان ما تسقط عندما يوضعون على المحك بحيث يتوجب عليهم اتخاذ موقف يناقض مبادئهم الطائفية ونزعتهم العنصرية؟!
اليوم انقلابيو البحرين يعلنون عن فعالية تضامنية مع نظام بشار الأسد المدعوم إيرانياً، يقفون للتضامن مع نظام قتل قرابة 80 ألف سوري، وهجر مئات الآلاف، وهم من يتباكون ليل نهار على حقوق الإنسان ونبذ الطائفية وغيرها من شعارات الكذب والزيف، ويحاولون إلصاق أنفسهم بـ«الغصب» في ثورات الربيع العربي، هذا الربيع الذي هو براء من خريفكم الطائفي.
الطائفي والعنصــري سيبقــى كذلـك، وموقفهم من سوريا يعري وجههم الحقيقي، هؤلاء لا يعترفون بآخرين غيرهم، دم السني حلال، وكل شيء يسقط تحت أقدام الولي الفقيه الذي يأمرهم فيطيعون، وكل قاماتهم تنحني تبجيلاً لخامنئي إيران.
80 ألف شهيد سوري ولم تطرف لانقلابيي البحرين عين، ولم تتحرك فيهم شعرة، ولن تتحرك، فهم «ريموت كنترول» حقيقي بيد أسيادهم الإيرانيين.
في البحرين يغازلون الأمريكيين ويكــــادون يقبلـــون قـــدم السفيــــر الأمريكي حتى يتدخل ويدفع دولته للتدخل في شأننا الداخلي نصرة لحراكهم الانقلابي، بينما في الشأن السوري يقيمون فعالية تضامنية مع مجرم سفاح مثل بشار الأسد وتحت شعار يتهم الأمريكان أنفسهــــم بممارســــة الإرهـــــاب! لا تنســــوا إرســـال دعـــوة للسفير الأمريكي في البحرين حتى يحضر فعاليتكم.
طبعــــاً ترقبـــوا هذه الفعالية لتروا الوجوه الطائفية فيها، لتروا عناصر الوفاق، وأتباعها من الجمعيات التي باتت فروعاً يديرها الولي الفقيه، لا اشتراكيـة ظلت ولا يسارية ولا عروبية ولا ناصرية، ولا أي انتماء آخر، كلهم في خندق واحد، لأن التسميات كلها تذوب لديهم في مصهر «الطائفية» و«المذهبية».
والله لو أن الوضع في سوريـا مقلــــوب، ولو كان رأس النظام سنياً ومن يقتلون من الشيعة لرأيتم كيف يثورون ثورة غضب، لكن لأن دم السني رخيص، ولأن أوامر إيران وإرادتها لا تعصى من قبل مدعي الوطنية البحرينية، فإنه حلال بلال زهق عشرات الآلاف من أرواح السوريين دون حرف إدانة ممن يدعون أنهم مناصرون لحقوق الإنسان، ألا سحقاً لحقوق الإنسان التي أنتم مناصرون لها.
طائفية حتى النخاع، هؤلاء من يدعون أنهم معارضة إصلاحية في البحرين، والله حتى مسمى المعارضة أسأتم له، دماء غالية لديكم ودماء رخيصة رخص التراب.
تظل سوريا -كما قلنا سابقاً- قضية تفضحكم، وصمة عار في جبينكم، دماء أكثر من 80 ألف شهيد تشهـد علــى طائفيــة الوفاق وأتباعها، مئات الآلاف من المهجرين يظلون شهــوداً علــى كذب وزيف شعارات التضليــــــل التـــــــي ترفعونها في البحرين وفي الغرب.
تضامنــــوا مـــع بشـار الأســـد فهذا موقعكم أصــــلاً، وكيــــــــف لا تتضامنون معه، لربمـا كانت أوامــر صـــدرت ممن يدعم بشار من على منبره «المقدس» في طهران، ممن يرسل حزب الله لقتل السوريين، كيف لا تطيعون وأنتم من تتضرعون عنده وتصيحون وتبكون وتقولون له «مولانا يا ابن رسول الله؟!»
ما يحصـــل فـــي البحريــن ثورة تريد الديمقراطية، وما يحصل في سوريا مخطط أمريكي صهيوني؟! أهذا منطقكم؟! والله مهزلة، لا تكن، لا تستغربوا أبداً من «عبيد إيران!».