حتى وإن تناسينا عبارات وشعارات فترة الانقلاب، «فقد قال أحد المسؤولين إن طرحها لا يخدم الحوار ويجب أن يتغير الخطاب»، حتى وإن تناسيناها، كيف لنا أن نمرر تصريحات من مسؤول بإحدى الجمعيات الممثلة بالحوار والتي يقول فيها إنه «لا يعترف بالدولة»؟
نريد أن نفهم فقد، هل مع هؤلاء حوار؟
جميلة التصريحات التي تخرج من الأوروبيين والأمريكان من المشاركين في ملتقى البحرين الدولي والتي تدعو إلى طاولة الحوار كمخرج للبحرين، لكن وأثناء سير الحوار، وأثناء الملتقى خرجت تصريحات لا تعترف بالدولة، فقد قال المسؤول بإحدى الجمعيات أمس: «لم تشهد البحرين قيام دولة حقيقية، وإنما شكل دولة».
وقال أيضاً: «البحرين لم تشهد قيام دولة منذ 200 عام مروراً بالاستقلال وحتى بعد الميثاق، وإن السلطة في البحرين تعيش مغالطة كبيرة في «أصل» وجود دولة على أسس حقيقية بالبحرين».
وقال «لم تؤسس دولة حقيقية بالبحرين حتى تتهم المعارضة بالسعي لتقويض الدولة».
بالله عليكم كيف يتم التحاور مع جمعية لا تؤمن بالدولة، ولا تعترف بها وتقول عبر أحد قيادييها أن لا وجود للدولة أصلاً منذ 200 عام وتعرفون ماذا يعني بـ 200 عام..!
قبل ذلك صرح ممثل «الوفاق» في الحوار مجيد ميلاد أيضاً، فقال «إن وزير العدل يمارس دور الاستفزاز المنظم والممنهج ويسعى إلى تعطيل الحوار»، كل تلك الكلمات هي اتهامات صريحة وواضحة، فكيف أتحاور مع جمعية لا تعترف بالدولة ولا بالنظام، ولا بالدستور، ولا بالميثاق، وتقول لم تقم دولة منذ 200 عام؟
هل توجد أرضية للحوار مع هؤلاء؟
بالأمس وفي مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله وأبقاه ذخراً للبحرين وأهلها، قال معبراً عن رأيه الخاص ليس إلا «إن الحوار يجب أن يكون في البرلمان، هو بيت الشعب، مكان ممثليه».
كما إن سمو الرئيس قال «إن وجود سمو ولي العهد إنما هو إثراء للعمل الحكومي، وأشاد ذات مرة بجهود سمو ولي العهد «حفظه الله» وقال «منذ زمن طويل وأنا أتمنى أن يكون سموه معنا».
وقال خليفة بن سلمان أيضاً «إن الأمن هو الأولوية وهو ركيزة الاستقرار، ولن نسكت عن تقويض الأمن بالإرهاب ومحاولات زعزعة الوضع الاقتصادي، ولا يجب أن نترك بلدنا لمن هب ودب من الخارج يأتي إلينا ويدخل بيننا».
وقال سموه في معلومة لم نقرأها سابقاً «إن أحد الوفود الأوروبية، قال له مؤخراً على خلفية الوضع في البحرين وحين زار الوفد البحرين وشاهدوا الحقائق قالوا: لو أن هؤلاء في بلدنا لوضعناهم في سفينة وأرسلناهم». هذا كلام وفد أوروبي وليس كلام أحد من أهل البحرين «مع أن هذا الكلام الناس تقوله من زمان».
أليست تصريحات المرزوق تستوجب إجراءات من وزارة العدل؟
المرزوق يقول إنه لا يعترف بالميثاق ـ في سياق كلامه ـ لكن المرزوق هو الذي تلا القسم في مجلس النواب حين فاز بالانتخابات و17 مقعد وجلس على المقاعد الوثيرة، وخرج علي سلمان ليعترف أمام الناس، أن لا تزوير في الانتخابات، لكن أنتم تعرفون أن أناساً كثراً في هذه الحياة لا ميثاق لهم ولا عهد.
اليوم إذا كان هذا خطاب «الوفاق»، كيف تستمر جلسات الحوار مع أناس لا يعترفون بالدولة ولا نظامها ولا شرعيه الحكم، أليس الحوار مع هؤلاء «تهريجاً».. ومضيعةً للوقت والجهد.
من سقط الحكام، وقال «يسقط النظام» هو لا يريد الإصلاح، يريد الدولة بأكملها، يريد الانقلاب الطائفي، يريد سيناريو العراق، أن تحكمنا إيران، وبإذن الله الواحد الأحد لن يتم ولن يحدث، فالباطل لا ينتصر.
التحاور يكون مع رجال وطنيين، يحبون وطنهم ويعترفون بشرعية الحكم، وبسيادة الدولة، والانتماء إليها مهما بلغ مستوى الخلاف في الرأي، لكن التحاور مع من على شاكلة المرزوق وجمعيته التي كان دورها معروفاً في الأحداث إنما هو بمثابة أن نرضى بالمهانة التي يطلقها حين لا يعترف بأي شيء، الدولة والنظام والدستور والميثاق، ونقول له في المقابل.. تعال نتحاور..!!

رذاذ

كل يوم والثاني، قالوا لنا اللحم فاسد، والدجاج شحيح، والدجاج السعودي غالٍ، والسمك أنتم تعرفون أسعاره.. أول مرة نشاهد نظام رجيم جماعي..!
عليكم بالمعجنات.. أصلاً الشعب البحريني يحب المعجنات ويشعر أنها جزء منها..!!
اللحم فاسد؟.. أكيد وشنو يفسد غير اللحم؟.. رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».