قال أحدهم وقد بلغ منه الغضب مبلغاً نتيجة ما صار يراه يحدث يومياً «لا أعرف على وجه الدقة إن كان الخروج في ساعات الصباح الأولى إلى الشوارع لاختطافها وإشعال النيران في إطارات السيارات يتم انطلاقاً من مبادئ إسلامية توصي باختيار الفجر لتنفيذ «العمليات» أم إنه ناتج عن دروس تعلموها من إسرائيل التي تختار الفجر لتنفيذ عملياتها الكبرى حيث لايزال الناس يغطون في نوم عميق؟»، وأضاف بعد أن هدأ قليلاً «في كل الأحوال ما يقوم به ذلك البعض من عمليات لا تمت إلى الإسلام بصلة وهي جريمة في حق هذا الوطن وحق الناس من مواطنين ومقيمين، فأن تضرب أنفك رائحة إطارات سيارات تحترق وأنت للتو تردد «يا فتاح يا عليم.. أصبحنا وأصبح الملك لله» فهذا يعني أن مرتكب هذا الجرم لا يعطيك أي قيمة ولا يعتبرك حتى من البشر»».
هذا كلام قاله قائله بلهجة شعبية مليئة بالعبارات الغاضبة وكتبته بلغة صحافية بغية توصيل المعنى، قول عبر من خلاله عن معاناة كثيرين صاروا صيداً سهلاً لتفكير أعوج، فاليوم يصبح كثير من المواطنين والمقيمين على روائح كريهة سببها احتراق إطارات السيارات وعلى أصوات سيارات الأمن التي تنشغل بمعالجة الموقف وتحاول أن تعيد إلى الشارع إيقاعه الطبيعي. معاناة لا تنتهي بإطفاء النار وإزالة ما تبقى من الإطارات وعودة الحياة الطبيعية إلى الشارع المنتهك ولكنها تمتد عميقاً في النفوس التي لا يمكن أن تقبل تبريرات من يقوم بتلك الأفعال أياً كانت، وصولاً إلى نعت من يقوم بتلك العمليات بنعوت سالبة كالتي استخدمها صاحبنا في حديثه الغاضب.
إن ما يقوم به ذلك البعض الذي لا يدرك حتى الساعة أنه إنما يستخدم كأداة لتنفيذ مآرب أفراد وجهات لا يعرفهم ولا يعرفها يستغلونه استغلالاً فاحشاً هو بكل المقاييس جريمة في حق البحرين وفي حق الناس الذين ستكون لهم بالضرورة ردة فعل سلبية تجاه ما يتشدق به من مبادئ وهتافات تنادي بالسلمية، فأي سلمية هذه التي يرى عكسها منذ ساعات الصباح الأولى؟
أن تستيقظ على رائحة إطارات سيارات تحترق يعني أنك لا تعني شيئاً لذاك الذي لجأ إلى هذه الممارسة، فهذا الذي يعبر عن «تحضره» بهذه الطريقة إنما يؤكد لك بفعله الأعوج ذاك أنك لا تعني له شيئاً أبداً وأنك لا تساوي حتى جناح بعوضة.
ولكن، أين أولئك الذين يتشدقون بحقوق الإنسان وينادون بها ليلاً ونهاراً، أليس الإنسان الذي يتأذى من رائحة إطارات السيارات المحترقة في الصباح الباكر إنساناً أيضاً وله حقوق؟ أليس البيت الذي يسكنه ويصله ذلك الدخان الأسود الذي يتسبب في الكثير من الأمراض فيه أطفال ونساء وكبار سن؟ أليس من حقه أن يصبح على هواء نظيف ورائحة طيبة يبدأ بها يومه؟ أليس من حقه أن يأمن على حياته وحياة عياله؟ أليس من حقه أن يتوجه إلى عمله بنفسية طيبة كي يتمكن من العطاء وكسب رزقه؟ أم أن حقوق الإنسان حكر على ناس دون ناس؟
إن ما يقوم به ذلك البعض من أفعال خارجة على القانون وخارجة عن الذوق وعن أخلاق الإنسان البحريني هو اعتداء على حقوق الإنسان الذي لا علاقة له بما يجري أو أنه لا يؤمن به واعتداء حتى على المتعاطف معه. ما يقوم به أولئك تعد غير مقبول على حقوق الإنسان الآخر وتعد على السلمية التي يرفعونها شعاراً ويفاخرون بها.
الأمر الطبيعي أن يغضب المتضرر من هكذا أفعال وممارسات لا تمت إلى الإسلام بصلة وأن ينعت مرتكبيها بما ينزع عنهم صفة الإسلام.
{{ article.visit_count }}
هذا كلام قاله قائله بلهجة شعبية مليئة بالعبارات الغاضبة وكتبته بلغة صحافية بغية توصيل المعنى، قول عبر من خلاله عن معاناة كثيرين صاروا صيداً سهلاً لتفكير أعوج، فاليوم يصبح كثير من المواطنين والمقيمين على روائح كريهة سببها احتراق إطارات السيارات وعلى أصوات سيارات الأمن التي تنشغل بمعالجة الموقف وتحاول أن تعيد إلى الشارع إيقاعه الطبيعي. معاناة لا تنتهي بإطفاء النار وإزالة ما تبقى من الإطارات وعودة الحياة الطبيعية إلى الشارع المنتهك ولكنها تمتد عميقاً في النفوس التي لا يمكن أن تقبل تبريرات من يقوم بتلك الأفعال أياً كانت، وصولاً إلى نعت من يقوم بتلك العمليات بنعوت سالبة كالتي استخدمها صاحبنا في حديثه الغاضب.
إن ما يقوم به ذلك البعض الذي لا يدرك حتى الساعة أنه إنما يستخدم كأداة لتنفيذ مآرب أفراد وجهات لا يعرفهم ولا يعرفها يستغلونه استغلالاً فاحشاً هو بكل المقاييس جريمة في حق البحرين وفي حق الناس الذين ستكون لهم بالضرورة ردة فعل سلبية تجاه ما يتشدق به من مبادئ وهتافات تنادي بالسلمية، فأي سلمية هذه التي يرى عكسها منذ ساعات الصباح الأولى؟
أن تستيقظ على رائحة إطارات سيارات تحترق يعني أنك لا تعني شيئاً لذاك الذي لجأ إلى هذه الممارسة، فهذا الذي يعبر عن «تحضره» بهذه الطريقة إنما يؤكد لك بفعله الأعوج ذاك أنك لا تعني له شيئاً أبداً وأنك لا تساوي حتى جناح بعوضة.
ولكن، أين أولئك الذين يتشدقون بحقوق الإنسان وينادون بها ليلاً ونهاراً، أليس الإنسان الذي يتأذى من رائحة إطارات السيارات المحترقة في الصباح الباكر إنساناً أيضاً وله حقوق؟ أليس البيت الذي يسكنه ويصله ذلك الدخان الأسود الذي يتسبب في الكثير من الأمراض فيه أطفال ونساء وكبار سن؟ أليس من حقه أن يصبح على هواء نظيف ورائحة طيبة يبدأ بها يومه؟ أليس من حقه أن يأمن على حياته وحياة عياله؟ أليس من حقه أن يتوجه إلى عمله بنفسية طيبة كي يتمكن من العطاء وكسب رزقه؟ أم أن حقوق الإنسان حكر على ناس دون ناس؟
إن ما يقوم به ذلك البعض من أفعال خارجة على القانون وخارجة عن الذوق وعن أخلاق الإنسان البحريني هو اعتداء على حقوق الإنسان الذي لا علاقة له بما يجري أو أنه لا يؤمن به واعتداء حتى على المتعاطف معه. ما يقوم به أولئك تعد غير مقبول على حقوق الإنسان الآخر وتعد على السلمية التي يرفعونها شعاراً ويفاخرون بها.
الأمر الطبيعي أن يغضب المتضرر من هكذا أفعال وممارسات لا تمت إلى الإسلام بصلة وأن ينعت مرتكبيها بما ينزع عنهم صفة الإسلام.