معاناة الناس قد لا تصل لكبار المسؤولين وذلك لعدة أسباب، إما أن يكون الناس متعففين لا يسألون ويطلبون حل مشاكلهم ويرونها تأتي على حساب كرامتهم، أو لأن من يفترض بهم إيصال هموم الناس من مسؤولين لا يقومون بدورهم المطلوب بالوصول للناس والعمل على حل مشاكلهم بحكم واجبهم والقسم الذي أقسموا عليه وإيصال صوتهم للقيادة التي بالتأكيد ستهب بسرعة لإيجاد الحلول.
منذ الحريق الذي أتى على السوق الشعبي وتضرر بموجبه تجار هذا السوق لا يمكن تخيل مقدار الضرر الذي تعرضوا له إلا من قبل من كان قريباً منهم يتابع معاناتهم أولاً بأول. نتذكر هنا الزيارة الفورية التي قام بها سمو رئيس الوزراء حفظه الله -كعادته- لأي موقع يقع فيه ضرر على الناس، ومتابعته لما حصل وتوجيهاته بمساعدة التجار.
وكعادة أمورنا في البحرين حينما تدخل في إطار الإجراءات المشبعة بـ «البيروقراطية» كان طبيعياً أن تتعطل الأمور، الأمر الذي دفع بالتجار للتجمهر ومحاولة إيصال معاناتهم المعنية بـ «ما بعد أزمة الحريق» إلى رئيس الوزراء مباشرة.
نداء تجار السوق الشعبي كان واضحاً، وجه مباشرة لخليفة بن سلمان مع يقين بأن هذا الرجل الحكيم من الاستحالة أن تصله مناشدات ولا يتحرك بسرعة تجاهها، وهو الأمر الذي حصل بالفعل، لم يخطئ التجار الذي قالوا بأن «ما لها إلا بوعلي» وأن باب سموه هو الباقي لطرقه بعد أن طالت مسألة حل مشاكلهم ومعاناتهم.
المعالجة السريعة كانت متوقعة من قبل سموه وفاقت الإجراءات الرسمية حينما تكفل «شخصياً» بسداد الديون المتراكمة على أصحاب المحلات وقضائها والتخفيف عليهم بعد ما تكبدوه من خسائر.
نداء التجار جاء عبر الصحافة التي يهتم سمو رئيس الوزراء بمتابعتها من الصباح الباكر يومياً، وذلك إيماناً منه بأن الصحافة وجدت لتكون ناقلة لهموم الناس ومرآة عاكسة لكل مشاكلهم، خاصة إن كان بعض المسؤولين يمارس دور «القامع» لصوت الناس «المانع» لإيصال شكواهم، بالتالي كان تدخله المباشر دون انتظار تحركات الجهات المعنية والتي كان الأولى بها حسم الموضوع منذ زمن لا المساهمة في إطالته تحت أي حجة وذريعة.
في الوقت الذي نشيد فيه بموقف سمو رئيس الوزراء وهو غيض من فيض، نعتب على الجهات الرسمية بشأن بطء سرعتها فيما يتعلق بحل قضايا ومشاكل الناس التي من المفترض أن تكون الأولوية القصوى في كل شيء.
ما يحصل من أمور مشابهة كلها تدفعنا للتساؤل عن عدد الوزراء الذين يتأثرون بتحركات سمو رئيس الوزراء ومواقفه وأفعاله السريعة، هل ما يرونه أمامهم من مدرسة إدارية تقدم دروساً يومية مجانية في كيفية التعامل مع ظروف الناس بالأخص في الملمات، يؤثر ويدفعهم لتحسين أدائهم وتفاعلهم الشخصي؟! أم أن بعضهم لا يتأثر ويظل ممارساً للدور «البيروقراطي» الذي اشتهر به الوزير العربي؟!
هل هي مسؤولية سمو رئيس الوزراء حتى يتدخل ويحل المشكلة وبكرم «شخصي» منه؟! أم أنها -حسبما اقرأها- رسالة صريحة وواضحة من سموه لمن يعنيهم الأمر بأن حل الأمور كان بالإمكان أفضل مما كان لو وضعت كل قطاعات الدولة مصلحة المواطن على رأس أولوياتها؟!
في بعض القطاعات والتي يتكرر فيها حسم سمو رئيس الوزراء لعديد من الأمور المعلقة بسبب وصولها لطريق مسدود أو تعرضها للتمطيط، نتساءل عن دور الوزير المعني أو المسؤولين وما إذا كانوا يحرصون على القيام بدورهم أم ينتظرون وصول المسألة لرئيس الحكومة؟!
إن كانت الإجابة بالإيجاب فإن هذا يعني شيئاً واحداً لا غير، يعني أن القائمين على القطاعات –إلا من رحم الله- ليسوا قادرين على تحمل المسؤولية وليسوا قادرين على القيام بواجباتهم بصورة متقنة، وهذا مؤسف جداً، إذ يظل الوزير أو المسؤولون عديمي الحراك حتى تتفاقم الأمور وتصل لأعلى مستوى، ثم ما نأخذه منهم تصريحات وإشادات بجهود سمو رئيس الوزراء وحكمته!
طيب إذا جهود سموه وحراكه وحكمته تعجبكم لهذه الدرجة التي تصدرون بشأنها بيانات الإشادة والشكر، لماذا لا تحاولون أن تكونوا أقلها مثل خليفة بن سلمان، والذي والله سيكون هو أول المقدرين لجهودكم والشاكرين لعملكم من أجل الناس؟!
نبارك لتجار السوق الشعبي حل مشكلتهم، ونشكر معهم الأمير بوعلي الذي لا يرجع من يرفع له مظلمته أو ينشد منه العون والمساعدة خائباً.
اتجاه معاكس..
نجاح جديد يضاف لمملكة البحرين بختام مميز لسباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد.
هذا النجاح يستوجب الشكر للقائمين على الحدث العالمي بالأخص الجنود المجهولين العاملين في حلبة البحرين الدولية والشباب المتعاونين معها وكل قطاع وجهة استنفرت جهودها لإبراز الصورة الحضارية للمملكة عبر إنجاح السباق وما صاحبه من فعاليات.
شكراً للجميع، وتبقى مملكة البحرين الحبيبة بطيب أهلها وإخلاصهم أكبر من كل شيء، أكبر من المغرضين وأكبر من المحرضين وصناع الإرهاب وعملاء الشر.