فجأة أصبح ليس للناس من حديث إلا عن البعوض، ولا أعلم هل أرسلت لنا الدولة البعوض في هذا التوقيت لتشغل الناس (بالحك والهرش) وتشغلهم عن أخبار الميزانية، وما يسمى بتوافق النواب والحكومة على عدم زيادة الرواتب.
هل صار البعوض سلاحاً لإشغال الناس بأنفسهم وبسلامة أبنائهم وأهلهم، أكثر من تفكيرهم بزيادة الرواتب، لكن أشك أن هناك تخطيطاً مسبقاً من الدولة، نحن أكثر شيء ينقصنا هو التخطيط، وإلا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
أرسل لي أمس أحد الأخوة رسالة تقول: إذا مشكلة البعوض لم تستطيعوا حلها، كيف توجدوا حلولاً للفساد، أو الإرهاب، ومشكلة الطرق، أو الإسكان، أو ما نسمعه مؤخراً عن وزارة الصحة؟
قلت في نفسي؛ إن الحق مع الرجل فيما يقول، البعوض وصل لبيوت «علية القوم»، وربما سوف نرى تحركاً من بعد ذلك، فالناس أمرهم ليس مهماً..!
يقول أحد الإخوة من ساكني منطقة البحير: «أصيب أطفالي بعضات مخيفة من حشرات لا أعرف نوعها، وتطلب مني ذلك أن آخذهم إلى عيادات خاصة، وتم تشخيص إصاباتهم على أنها قوية جداً، وتتطلب أن يأخذوا مضادات «بالسيلان» وكل طفل منهم كلف علاجه أكثر من خمسين ديناراً».
يضيف الأب: «أخذتهم إلى عيادات خاصة خوفاً عليهم، وخوفاً من إهمالهم في المراكز الصحية، ولخوفي عليهم مما أصابهم من انتفاخات طال وجوههم» لكن الأب قال «كم خمسين ديناراً في راتبنا كمواطنين، انتظرنا الزيادة، فجاءنا البعوض وحشرات لا قبل لنا بها..!».
لكن السؤال أيضاً لو لم يقم مشروع إسكاني بالبحير، فكيف سنعرف حجم مشكلة هذا الوادي؟
ومتى كانت ستنفجر هذه المشكلة؟
يبدو أننا حتى الساعة لم نتعلم كدولة من مشكلة دفن النفايات بطرق بدائية، ويبدو أن ذات المشكلة نكررها في مكان آخر في الجنوبية، وهذا يدل على سوء التخطيط، حقيقة لا علم لكثيرين عن مدفن النفايات في الجنوبية، لكني أشك في أن هناك تعاملاً سليماً وصحياً وعلمياً مع الموضوع.
النفايات تتحول إلى طاقة نظيفة في الدول المتقدمة، وفي البحرين تتحول إلى أزمة خطيرة، المفارقة أننا دولة صغيرة ونحتاج إلى كل مساحة من الأرض، إلا أننا نخلق مشاكل متوالية، وننقل المشكلة من البحير، ونذهب بها إلى الجنوبية، وهذه كارثة تخطيط، وكارثة عدم استغلال كل ما نملك من أجل أن نحوله إلى طاقة نظيفة.
يخبرني أيضاً أحد الإخوة من الجنوبية فيقول إن هناك مشكلة أخرى ستتفجر في البحرين لا يعرفها الناس بعد وهي مشكلة نقل الحجارة بشكل عشوائي من الجنوبية إلى المناطق التي تدفن في البحر، هناك مقاولون يرتكبون كوارث بحق البحرين ولا يهمهم سوى الربح من وراء ذلك، وهذه المشكلة ستتفجر يوماً ما، الدولة اليوم لا تتحدث عنها، ولا المجلس البلدي للجنوبية ولا نواب الجنوبية، ولا نعرف متى يستفيقون؟
سمعنا كثيراً عن مصنع تدوير للإطارات المستعملة، وفرحنا، ولا نعرف متى يرى النور، وهذا استغلال جيد ومربح إذا ما تمت إدارته بحرفية، لكن لم نفكر في تدوير الإطارات لولا الإرهاب، من أجل ذلك أقترح وبذات القياس والفكرة، أن نقيم مصنعاً لتدوير الزجاج والبلاستيك، من أجل الاستفادة من هذا المشروع بيئياً وتجارياً، وأيضاً لمكافحة الإرهاب والزجاجات الحارقة.
الناس تريد بيوتاً للإسكان، ولا تريد بعوضاً، الناس تريد أن تكون مدافن النفايات بعيدة، لكنهم يريدون مصانع تدوير نفايات حديثة، كما في بقية دول الخليج وخاصة الإمارات.
رذاذ
مشكلتنا اليوم أصبحت مشكلة بعوض، وهذا المخلوق قد ضرب الله به مثلاً في كتابه العزيز، أصغر وأضعف المخلوقات سلطت علينا، بعيداً عن مشكلة البحير (وربما هو جزء من المشكلة) ومشكلة المستنقعات في قلالي وفي داركليب ومدينة حمد، فإن هناك أمراً كررنا فيه طلبنا للدولة، حباً في وطننا وغيرة عليه وعلى مستقبله، حرموا وامنعوا المشروبات المحرمة شرعاً، وأغلقوا الأماكن المنافية للدين وأخلاق أهل البحرين، فما يأتينا من مشكلات إنما هي لأننا نشعر أن هناك من يحارب الله في أرضه.
غير أنه لا يتحدث عن ذلك حتى مشايخ الدين، حتى هم سكتوا، وأخشى أن نصبح مثل قصص بني إسرائيل في القرآن (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه).
سوف تتفجر مشكلة أخرى بالرفاع من بعد ما نزح الناس عن مناطق الإرهاب، ومن بعد مشروع إسكان الحنينية، ومشروع البحير.
الأزمة هي أزمة طرق وشوارع، تحدثت سابقاً عن تطوير شارع الرفاع من إشارة شارع المعسكر إلى دوار الساعة وتحويل الشارع إلى ثلاثة مسارات في كل اتجاه، من غير المشروعين والزحام كبير؛ فما بالكم من بعد المشاريع؟
حتى الشارع الذي يمر بالمستشفى العسكري إلى مدينة حمد يحتاج إلى تطوير إلى ثلاثة مسارات، لكن يبدو أن الرفاع بعيدة عن مشاريع تطوير الطرق.
على المجلس البلدي ونواب الرفاع مسؤولية كبيرة في هذا الشأن.
{{ article.visit_count }}
هل صار البعوض سلاحاً لإشغال الناس بأنفسهم وبسلامة أبنائهم وأهلهم، أكثر من تفكيرهم بزيادة الرواتب، لكن أشك أن هناك تخطيطاً مسبقاً من الدولة، نحن أكثر شيء ينقصنا هو التخطيط، وإلا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
أرسل لي أمس أحد الأخوة رسالة تقول: إذا مشكلة البعوض لم تستطيعوا حلها، كيف توجدوا حلولاً للفساد، أو الإرهاب، ومشكلة الطرق، أو الإسكان، أو ما نسمعه مؤخراً عن وزارة الصحة؟
قلت في نفسي؛ إن الحق مع الرجل فيما يقول، البعوض وصل لبيوت «علية القوم»، وربما سوف نرى تحركاً من بعد ذلك، فالناس أمرهم ليس مهماً..!
يقول أحد الإخوة من ساكني منطقة البحير: «أصيب أطفالي بعضات مخيفة من حشرات لا أعرف نوعها، وتطلب مني ذلك أن آخذهم إلى عيادات خاصة، وتم تشخيص إصاباتهم على أنها قوية جداً، وتتطلب أن يأخذوا مضادات «بالسيلان» وكل طفل منهم كلف علاجه أكثر من خمسين ديناراً».
يضيف الأب: «أخذتهم إلى عيادات خاصة خوفاً عليهم، وخوفاً من إهمالهم في المراكز الصحية، ولخوفي عليهم مما أصابهم من انتفاخات طال وجوههم» لكن الأب قال «كم خمسين ديناراً في راتبنا كمواطنين، انتظرنا الزيادة، فجاءنا البعوض وحشرات لا قبل لنا بها..!».
لكن السؤال أيضاً لو لم يقم مشروع إسكاني بالبحير، فكيف سنعرف حجم مشكلة هذا الوادي؟
ومتى كانت ستنفجر هذه المشكلة؟
يبدو أننا حتى الساعة لم نتعلم كدولة من مشكلة دفن النفايات بطرق بدائية، ويبدو أن ذات المشكلة نكررها في مكان آخر في الجنوبية، وهذا يدل على سوء التخطيط، حقيقة لا علم لكثيرين عن مدفن النفايات في الجنوبية، لكني أشك في أن هناك تعاملاً سليماً وصحياً وعلمياً مع الموضوع.
النفايات تتحول إلى طاقة نظيفة في الدول المتقدمة، وفي البحرين تتحول إلى أزمة خطيرة، المفارقة أننا دولة صغيرة ونحتاج إلى كل مساحة من الأرض، إلا أننا نخلق مشاكل متوالية، وننقل المشكلة من البحير، ونذهب بها إلى الجنوبية، وهذه كارثة تخطيط، وكارثة عدم استغلال كل ما نملك من أجل أن نحوله إلى طاقة نظيفة.
يخبرني أيضاً أحد الإخوة من الجنوبية فيقول إن هناك مشكلة أخرى ستتفجر في البحرين لا يعرفها الناس بعد وهي مشكلة نقل الحجارة بشكل عشوائي من الجنوبية إلى المناطق التي تدفن في البحر، هناك مقاولون يرتكبون كوارث بحق البحرين ولا يهمهم سوى الربح من وراء ذلك، وهذه المشكلة ستتفجر يوماً ما، الدولة اليوم لا تتحدث عنها، ولا المجلس البلدي للجنوبية ولا نواب الجنوبية، ولا نعرف متى يستفيقون؟
سمعنا كثيراً عن مصنع تدوير للإطارات المستعملة، وفرحنا، ولا نعرف متى يرى النور، وهذا استغلال جيد ومربح إذا ما تمت إدارته بحرفية، لكن لم نفكر في تدوير الإطارات لولا الإرهاب، من أجل ذلك أقترح وبذات القياس والفكرة، أن نقيم مصنعاً لتدوير الزجاج والبلاستيك، من أجل الاستفادة من هذا المشروع بيئياً وتجارياً، وأيضاً لمكافحة الإرهاب والزجاجات الحارقة.
الناس تريد بيوتاً للإسكان، ولا تريد بعوضاً، الناس تريد أن تكون مدافن النفايات بعيدة، لكنهم يريدون مصانع تدوير نفايات حديثة، كما في بقية دول الخليج وخاصة الإمارات.
رذاذ
مشكلتنا اليوم أصبحت مشكلة بعوض، وهذا المخلوق قد ضرب الله به مثلاً في كتابه العزيز، أصغر وأضعف المخلوقات سلطت علينا، بعيداً عن مشكلة البحير (وربما هو جزء من المشكلة) ومشكلة المستنقعات في قلالي وفي داركليب ومدينة حمد، فإن هناك أمراً كررنا فيه طلبنا للدولة، حباً في وطننا وغيرة عليه وعلى مستقبله، حرموا وامنعوا المشروبات المحرمة شرعاً، وأغلقوا الأماكن المنافية للدين وأخلاق أهل البحرين، فما يأتينا من مشكلات إنما هي لأننا نشعر أن هناك من يحارب الله في أرضه.
غير أنه لا يتحدث عن ذلك حتى مشايخ الدين، حتى هم سكتوا، وأخشى أن نصبح مثل قصص بني إسرائيل في القرآن (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه).
سوف تتفجر مشكلة أخرى بالرفاع من بعد ما نزح الناس عن مناطق الإرهاب، ومن بعد مشروع إسكان الحنينية، ومشروع البحير.
الأزمة هي أزمة طرق وشوارع، تحدثت سابقاً عن تطوير شارع الرفاع من إشارة شارع المعسكر إلى دوار الساعة وتحويل الشارع إلى ثلاثة مسارات في كل اتجاه، من غير المشروعين والزحام كبير؛ فما بالكم من بعد المشاريع؟
حتى الشارع الذي يمر بالمستشفى العسكري إلى مدينة حمد يحتاج إلى تطوير إلى ثلاثة مسارات، لكن يبدو أن الرفاع بعيدة عن مشاريع تطوير الطرق.
على المجلس البلدي ونواب الرفاع مسؤولية كبيرة في هذا الشأن.