مخطئ من يظن أن الأعمال التلفزيونية البحرينية شيء ثانوي على المشهد، أو يظن أنها ليست عاملاً من عوامل توعية المجتمع بماضيه أو حاضره، أو أنها ليست رسالة قوية تصل إلى الجمهور البحريني قد تغنيك عن ألف تصريح وتصريح.
إن الشيء الذي يدفعنا للتفاؤل هذه الأيام، أن وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب اهتمت بهذا الجانب، ووجهت إلى إعادة إحياء الدراما البحرينية عن طريق عمل مسلسل درامي ضخم يعكس الصورة الحقيقية للبحرين، ويرسم خارطة طريق يحلم بها البحرينيون، مسلسل يحاكي الماضي في الحاضر يرجع لنا ذكريات الزمن الجميل في الإنتاج التلفزيوني المحترم والمعتبر.
إن الفنان البحريني القدير والمحترم، الذي يجسد تراب وطنه على الشاشة، والذي تربت معه أجيال صغيرة أصبحت الآن تمسك زمام مسؤوليات كبيرة في وطنها، لا قيمة له على أرض الواقع في مجتمعه، ولا يوجد اهتمام حقيقي بهؤلاء الفنانين.
والدليل على ذلك، أن الفنان محمد البهدهي مرض بهدوء، وتوفي بهدوء، رغم أنه عانى من مرضه كثيراً رحمه الله، وتردد على المستشفيات كثيراً.
ونحن عندما نتكلم عن الفنان البحريني هنا، فنحن نقصد مثالاً لا حصراً؛ مريم زيمان، سعد البوعنين، يوسف بوهلول، لطيفة المجرن، أنور عبدالله، إبراهيم بحر، عبدالله ملك، إبراهيم البنكي، ماجدة سلطان، هدى سلطان، جمعان الرويعي، أحمد مبارك، علي الغرير والعديد غيرهم.. ولا ننسى بعض الوجوه الشابة الصاعدة أيضاً، ومن الكتاب المخرجين المخضرمين أمثال أمين صالح وجمال الصقر وراشد الجودر وبسام الذوادي وأحمد يعقوب المقلة، ولا ننسى الكاتب عيسى الحمر صاحب «الكلمة الطيبة».
لقد تعب المشاهد البحريني من مسلســـلات الإسفــــاف والابتــــذال والقصص المجنونة التي تعرض في شهر رمضان، لقد سئم المشاهد من تلك الوجبات المسممة المنتشرة في القنوات الفضائية، نريد إحياء تراثنا الأصيل وواقع مجتمعنا البحريني المحافظ، نريد قصصاً وعبراً تعيد إحياء القلب البحريني الطيب الذي انغمس في مسلسلات الغدر والخيانة والمجون والقصص السلبية التي لا هدف منها ولا رجاء سوى إمراض المشاهد بجنون وعقد الكاتب أو خيالاته المظلمة!.
سنوات ونعاني في البحرين من نكسة العمل الدرامي، إلا ما ندر لكي لا نظلم الجميع، بالفعل من المسؤول عن توقف تلك المسلسلات المحترمة التي كان الجميع يتابعها، ونحن نحمل وزيرة الدولة لشؤون الإعلام مسؤولية إعادة إحياء هذا الجانب الذي غيب كثيراً عن المشهد البحريني فالأمل معلق عليها بالفعل.
إن الشعب البحريني شعب محترم ومحافظ يحنو إلى التدين، ويتمسك بعاداته وتقاليده، ويريد برامج ومسلسلات تحاكي نفسه وواقعه، وتعزز من شخصيته البحرينية وتجعله متمسكاً بها وتفتح له آفاقاً، مسلسلات تغرس الطيبة والرحمة والتعاون والتآزر والتآخي في قلبه، لا أن تحاول محو هويته وتغيير تركيبته وواقعه.
في النهاية نقول إن على الجميع أن يتقي الله فيما يبث للناس، فالكل مسؤول أمام الله عن عمله. والفن رسالة، فاجعلوا رسالتكم خالصة لوجه الله. لا لشهرة أو ظهور أو علو، فلن يأخذ أحد شيئاً من ذلك إلى قبره.
{{ article.visit_count }}
إن الشيء الذي يدفعنا للتفاؤل هذه الأيام، أن وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب اهتمت بهذا الجانب، ووجهت إلى إعادة إحياء الدراما البحرينية عن طريق عمل مسلسل درامي ضخم يعكس الصورة الحقيقية للبحرين، ويرسم خارطة طريق يحلم بها البحرينيون، مسلسل يحاكي الماضي في الحاضر يرجع لنا ذكريات الزمن الجميل في الإنتاج التلفزيوني المحترم والمعتبر.
إن الفنان البحريني القدير والمحترم، الذي يجسد تراب وطنه على الشاشة، والذي تربت معه أجيال صغيرة أصبحت الآن تمسك زمام مسؤوليات كبيرة في وطنها، لا قيمة له على أرض الواقع في مجتمعه، ولا يوجد اهتمام حقيقي بهؤلاء الفنانين.
والدليل على ذلك، أن الفنان محمد البهدهي مرض بهدوء، وتوفي بهدوء، رغم أنه عانى من مرضه كثيراً رحمه الله، وتردد على المستشفيات كثيراً.
ونحن عندما نتكلم عن الفنان البحريني هنا، فنحن نقصد مثالاً لا حصراً؛ مريم زيمان، سعد البوعنين، يوسف بوهلول، لطيفة المجرن، أنور عبدالله، إبراهيم بحر، عبدالله ملك، إبراهيم البنكي، ماجدة سلطان، هدى سلطان، جمعان الرويعي، أحمد مبارك، علي الغرير والعديد غيرهم.. ولا ننسى بعض الوجوه الشابة الصاعدة أيضاً، ومن الكتاب المخرجين المخضرمين أمثال أمين صالح وجمال الصقر وراشد الجودر وبسام الذوادي وأحمد يعقوب المقلة، ولا ننسى الكاتب عيسى الحمر صاحب «الكلمة الطيبة».
لقد تعب المشاهد البحريني من مسلســـلات الإسفــــاف والابتــــذال والقصص المجنونة التي تعرض في شهر رمضان، لقد سئم المشاهد من تلك الوجبات المسممة المنتشرة في القنوات الفضائية، نريد إحياء تراثنا الأصيل وواقع مجتمعنا البحريني المحافظ، نريد قصصاً وعبراً تعيد إحياء القلب البحريني الطيب الذي انغمس في مسلسلات الغدر والخيانة والمجون والقصص السلبية التي لا هدف منها ولا رجاء سوى إمراض المشاهد بجنون وعقد الكاتب أو خيالاته المظلمة!.
سنوات ونعاني في البحرين من نكسة العمل الدرامي، إلا ما ندر لكي لا نظلم الجميع، بالفعل من المسؤول عن توقف تلك المسلسلات المحترمة التي كان الجميع يتابعها، ونحن نحمل وزيرة الدولة لشؤون الإعلام مسؤولية إعادة إحياء هذا الجانب الذي غيب كثيراً عن المشهد البحريني فالأمل معلق عليها بالفعل.
إن الشعب البحريني شعب محترم ومحافظ يحنو إلى التدين، ويتمسك بعاداته وتقاليده، ويريد برامج ومسلسلات تحاكي نفسه وواقعه، وتعزز من شخصيته البحرينية وتجعله متمسكاً بها وتفتح له آفاقاً، مسلسلات تغرس الطيبة والرحمة والتعاون والتآزر والتآخي في قلبه، لا أن تحاول محو هويته وتغيير تركيبته وواقعه.
في النهاية نقول إن على الجميع أن يتقي الله فيما يبث للناس، فالكل مسؤول أمام الله عن عمله. والفن رسالة، فاجعلوا رسالتكم خالصة لوجه الله. لا لشهرة أو ظهور أو علو، فلن يأخذ أحد شيئاً من ذلك إلى قبره.