اليوم الحاجة ماسة إلى دعوة كل الأطراف الداخلة في حوار التوافق الوطني وغيرها إلى تغليب مصلحة الشعب والوطن العليا على المصالح الذاتية والأنانية وتقديم التنازلات التي هي في كل الأحوال تنازلات للوطن، حيث التنازل للوطن انتصار ومصدر فخر واعتزاز وليس فيه إنقاص من شأن أو مكانة، ولا بد من الوصول سريعاً إلى حالة الاستقرار والأمان وتحقيق الإصلاح المنشود والذي هو هدف الجميع بما في ذلك السلطة.
في اعتقادي، إن مشكلة «المعارضة» يكمن جانب كبير منها في الاستعجال، فما هو واضح أن الحكومة تريد أن تفعل شيئاً وليس لديها ما يمنع من الاستجابة للمطالب المطروحة بشكل أو بآخر،عدا أنها لا تستطيع أن تعمل وتتميز في ظل كل هذه المعوقات لعملها، وهي لا تفعل هذا اقتناعاً بوجهة نظر «المعارضة» أو بعض مطالبها المبالغ فيها والتي لا تتماشى مع طبيعة المرحلة ولكن لكي تسير السفينة ولتعبر أيضاً عن حكمة قائدها ومــــرونتــه، لكــــن تعجــل «المعــارضة» واتخـــاذهـا طــريقــاً تشعر معه الحكومة أنها تريد لي يدها يجعلها تتراجع أو بـــالأحــرى تتريـــث، فليس من حكومة في العالم تقبل أن تعطــي صاغرة، كما إنه ليس من المنطق أن تسمح الحكومة لمجمـــوعـة مهمـا اتسعت أن تفرض رأيها على الجميع.
هذا الحديث يجر تلقائياً إلى مسألة قلة خبرة «المعارضة» وقصر نظرها وبعدها عن العمل السياسي، فمن يعمل في السياسة يدرك أن مطالبه لا يمكن أن تتحقق بسهولة وأنها لا يمكن أن تتحقق كلها دفعة واحدة، وأن لكل مرحلة ظروفها وفرصها، وأنه عليه أن يقدم في بعض المحطات التنازلات التي تسمح له بالاستمرار وتحقيق أهدافه. وبالتأكيد على «المعارضة» أن تعلم جيداً أن التنازلات للوطن لا ينقص من شأنها وأنها على العكس تصب في مصلحتها.
لكن هذا كله غير متوفر الآن لدى «المعارضة»، وما تكشفت عنه الاجتماعات الطويلة التي عقدها المشاركون في حوار التوافق الوطني في نسخته الثانية هو أن «المعارضة» لاتزال دون القدرة على اتخاذ قرارات في صالح الوطن، وأنها لاتزال تعتبر أن أي تنازل سيصب بالضرورة في صالح الطرف الآخر الذي للأسف تتعامل معه على أنه خصم و»عدو» وليس مكملا لها ومكملة له.
هنا أيضاً -في جلسات الحوار- يتبين الاستعجال الذي صار صفة لـ «المعارضة»، فهي تريد أن تكسب نقاطاً لصالحها من الجولات الأولى فترفض كل ما تأتي به الأطراف الأخرى وتبذل جهدها في إفشاله وفي تعزيز وجهة نظرها وفرض رؤيتها على المتحاورين، وهو ما لا يمكن أن يستقيم، فلا يمكن لطرف أن يكون الوحيد الذي يحقق المكاسب، وليس مقبولاً أن يعتقد طرف أن ما سيكسبه هو لصالحه أو لصالح فئة من الشعب لأن حوار التوافق الوطني حوار وليس تفاوضاً كما إن الجالسين في مقابله على الطاولة ليسوا خصوماً أو أعداءً.
ما سيكسبه الآخرون في حوار التوافق الوطني هو في النهاية مكسب لـ «المعارضة» ومن تعبر عنه، وما ستكسبه هو في النهاية مكسب للأطراف الأخرى المشاركة في الحوار، وفي النهاية أيضاً ما سيكسبه هذا الطرف وذاك هو مكسب للوطن، وبالتالي فإن على الجميع أن يكون مقتنعاً بأنه لا خاسر في هذا الحوار، فأي قرار يتخذ سيصب في كل الأحوال في صالح هذا الوطن وفي صالح هذا الشعب.
في حوار التوافق الوطني الجميع يكسب، لا يوجد خاسر على هذه الطاولة، وما سيتم التوافق عليه مما جاء به هذا الطرف أو ذاك، كله مكسب للوطن ولشعب البحرين الذي يستحق أن ينتصر له المشاركون في الحوار جميعاً.
في اعتقادي، إن مشكلة «المعارضة» يكمن جانب كبير منها في الاستعجال، فما هو واضح أن الحكومة تريد أن تفعل شيئاً وليس لديها ما يمنع من الاستجابة للمطالب المطروحة بشكل أو بآخر،عدا أنها لا تستطيع أن تعمل وتتميز في ظل كل هذه المعوقات لعملها، وهي لا تفعل هذا اقتناعاً بوجهة نظر «المعارضة» أو بعض مطالبها المبالغ فيها والتي لا تتماشى مع طبيعة المرحلة ولكن لكي تسير السفينة ولتعبر أيضاً عن حكمة قائدها ومــــرونتــه، لكــــن تعجــل «المعــارضة» واتخـــاذهـا طــريقــاً تشعر معه الحكومة أنها تريد لي يدها يجعلها تتراجع أو بـــالأحــرى تتريـــث، فليس من حكومة في العالم تقبل أن تعطــي صاغرة، كما إنه ليس من المنطق أن تسمح الحكومة لمجمـــوعـة مهمـا اتسعت أن تفرض رأيها على الجميع.
هذا الحديث يجر تلقائياً إلى مسألة قلة خبرة «المعارضة» وقصر نظرها وبعدها عن العمل السياسي، فمن يعمل في السياسة يدرك أن مطالبه لا يمكن أن تتحقق بسهولة وأنها لا يمكن أن تتحقق كلها دفعة واحدة، وأن لكل مرحلة ظروفها وفرصها، وأنه عليه أن يقدم في بعض المحطات التنازلات التي تسمح له بالاستمرار وتحقيق أهدافه. وبالتأكيد على «المعارضة» أن تعلم جيداً أن التنازلات للوطن لا ينقص من شأنها وأنها على العكس تصب في مصلحتها.
لكن هذا كله غير متوفر الآن لدى «المعارضة»، وما تكشفت عنه الاجتماعات الطويلة التي عقدها المشاركون في حوار التوافق الوطني في نسخته الثانية هو أن «المعارضة» لاتزال دون القدرة على اتخاذ قرارات في صالح الوطن، وأنها لاتزال تعتبر أن أي تنازل سيصب بالضرورة في صالح الطرف الآخر الذي للأسف تتعامل معه على أنه خصم و»عدو» وليس مكملا لها ومكملة له.
هنا أيضاً -في جلسات الحوار- يتبين الاستعجال الذي صار صفة لـ «المعارضة»، فهي تريد أن تكسب نقاطاً لصالحها من الجولات الأولى فترفض كل ما تأتي به الأطراف الأخرى وتبذل جهدها في إفشاله وفي تعزيز وجهة نظرها وفرض رؤيتها على المتحاورين، وهو ما لا يمكن أن يستقيم، فلا يمكن لطرف أن يكون الوحيد الذي يحقق المكاسب، وليس مقبولاً أن يعتقد طرف أن ما سيكسبه هو لصالحه أو لصالح فئة من الشعب لأن حوار التوافق الوطني حوار وليس تفاوضاً كما إن الجالسين في مقابله على الطاولة ليسوا خصوماً أو أعداءً.
ما سيكسبه الآخرون في حوار التوافق الوطني هو في النهاية مكسب لـ «المعارضة» ومن تعبر عنه، وما ستكسبه هو في النهاية مكسب للأطراف الأخرى المشاركة في الحوار، وفي النهاية أيضاً ما سيكسبه هذا الطرف وذاك هو مكسب للوطن، وبالتالي فإن على الجميع أن يكون مقتنعاً بأنه لا خاسر في هذا الحوار، فأي قرار يتخذ سيصب في كل الأحوال في صالح هذا الوطن وفي صالح هذا الشعب.
في حوار التوافق الوطني الجميع يكسب، لا يوجد خاسر على هذه الطاولة، وما سيتم التوافق عليه مما جاء به هذا الطرف أو ذاك، كله مكسب للوطن ولشعب البحرين الذي يستحق أن ينتصر له المشاركون في الحوار جميعاً.