اليوم يسدل الستار على نهائي كأس الخليج الذي احتضنته المملكة للمرة الرابعة، والتي نجحت بشهادة الجميع بتنظيمه على كافة المستويات، وشعر المواطنون بالفرحة بأشقائهم من دول مجلس التعاون، وكانوا ضيوفاً أعزاء بين إخوتهم، شعرنا حقيقة أن كيان الاتحاد الخليجي متجسد قبل الإعلان عنه رسمياً، وهو ما نتمناه أن يرى النور واقعاً في قمة خاصة تعقد بالرياض وهو ما نتوق إليه.
مع ختام دورة كأس الخليج، البحرين فازت بوجود أبناء الخليج على أرضها، الذين نرى مركباتهم منتشرة في شوارع المملكة في صورة جميلة، تدل على مدى تلاحم الشعوب الخليجية اجتماعياً، فكان «خليجي 21» بمثابة العرس الخليجي، والفرحة التي ارتسمت على محيا أشقائنا، حينما لمسوا بالأمن والاستقرار في بلادنا، بعد ما مرت به من أحداث مؤسفة خلال فبراير 2011، وهذا لم يأت إلا من خلال التكاتف صفاً واحداً في صد من أراد شراً بالمملكة وقيادتها الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك الذي استطاع بحكمته ونظرته الثاقبة أن يسير بسفينة البحرين إلى بر الأمان.
لا أخفيكم لقد شدني كأس الخليج من خلال الافتتاح المبهر الذي اختصر لنا طيبة أهل البحرين الكرام ومدى حبهم لبعضهم البعض، وتعايشهم عقوداً طويلة، والجميع كان يعمل من أجل الوطن ورفعته، ولا شيء سواه بعيداً عن أية أجندات أو مؤامرات خبيثة، مستوردة من الخارج، كما رأينا إبان الأزمة، حين وضع البعض وللأسف الشديد، يده بيد الأجنبي الطامع لأهداف ومصالح شخصية فئوية، تنطلق من الطائفية البغيضة، التي كانت سبباً فيما نحن فيه حتى اليوم، وأحدثت شرخاً في نسيج مجتمعنا البحرين المسالم، الذي عرف بين دول الخليج بأنه شعب الطيبة والأخلاق العالية.
كما إن كلمات وصوت ونبرة الفنان الإماراتي حسين الجسمي خلال الافتتاح كانت حزينة حين قال «أنا البحرين» كادت الدمعة أن تنزل من عيني، حين تذكرت ما مرت به بلادنا التي عانت وكانت تئن، إبان أزمة فبراير التي استطعنا أن نتجاوزها بفضل من الله تعالى، ثم بحكمة قيادتنا وشعب البحرين الوفي المخلص، الذي وقف وقفة رجل واحد في ساحة الفاتح، وقال كلمته بأننا هنا وقلب الموازين، وندعو الله أن لا تعود تلك الأيام وأن يحفظ الله البحرين، وأن يرد كيد من أراد بها شراً في نحره.
في الواقع إننا سنفتقد التواجد الخليجي بعد أن تنتهي اليوم دورة كأس الخليج، بعد أن كنا نرى أعلام الدول متداخلة متشابكة في كل المباريات، وهو ما يدل على أننا اتحاد واحد، فمصيرنا واحد، والهموم مشتركة وأصوات التشجيع التي كنا نسمعها من الجمهور الخليجي الذي عشنا معه أياماً جميلة، وكأننا أسرة خليجية واحدة، على قلب واحد، وهذا ما يغيظ الأعداء الذين يتربصون شراً ببلداننا الخليجية، التي في طريقها بإذن الله إلى الاتحاد الخليجي، الذي سيرى النور قريباً، وهذه هي أمنيتنا التي نتوق لها، بل ومتلهفون أن يتم الإعلان عنه بشكل رسمي.
همسة:
نبارك مقدماً للفائز بدورة كأس الخليج التي انتهت سريعاً، وتركت ذكريات ستكون شاهدة على تلاحم دول الخليج على قلب واحد، ونقولها حقيقة إننا سنتفقد أشقاءنا بعد هذه الدورة، ولكن الاتحاد هو ما سيجمعنا قريباً وحينها سيكون لنا منتخب خليجي واحد يمثلنا في المحافل الرياضية الدولية.