ليس هناك «دهس مستحب»، بل هناك «دهس واجب» لكل فكر بغيض.. مريض يرقص على جراحات هذا الوطن

الناشط الوطني الأخ الأستاذ خالد الخياط عقب بتندر على ما نشرناه هنا في اليومين الماضيين - بشأن حادثة دهس سيارة مارة في طريقها لشاب ملثم ضمن شباب قطعوا طريقاً عاماً ورصفوا على امتداده إطارات تمهيداً لحرقها- عقب وكتب في تغريدة «تويترية» ما يلي: «عجبني تدرجك في التطرق لثقافة الدهس، فبعد عمودك «الدهس»، أتى «الدهس الحلال» و»الدهس الحرام»، أتمنى عمود الغد يكون «الدهس المستحب»».
أجبته على الفور بتغريدة كتبت فيها الآتي: «بل الدهس الواجب للطائفية البغيضة، للمتاجرة بالأرواح، للعب بعقول البشر ليكرهوا بلادهم. الدهس الواجب لأفكار يروجها بائعو الأوطان».
لسنا أبداً من مؤيدي العنف والعنف المضاد، ولن نهلل أبداً لحادثة يصاب فيها أي مواطن على هذه الأرض، سنلعن إلى أن تقوم الساعة من أجج الطائفية وزرعها زرعاً في هذا البلد طوال سنوات ليحصد نتاجها اليوم عبر إحداث هذا الشرخ الطائفي العنصري الرهيب في المجتمع، وعبر تقسيم شعبه، وعبر تحويل بلد عرف بهدوئه وجماله إلى قطعة من النار، تحترق كل يوم بفعل فاعل.
ليس هناك «دهس مستحب»، بل هناك «دهس واجب» لكل فكر بغيض.. مريض يرقص على جراحات هذا الوطن، وهنا لا «يتنطط» لنا «المتنططون» كالعادة ليقولوا إن «جراح» هذا الوطن صنيعة «نظامه»، وإن «آلام» الناس نتيجة تعامل الدولة، ويلقي بجريمته وصنيعته «الطائفية» على غيره، إذ الحقيقة واضحة وضوح الشمس، فجراحات هؤلاء الناس سببها من حول الناس إلى «ألعاب» لديه، من سعى وحاول وللأسف نجح في استملاك نواصيهم والتحكم في إراداتهم ليوهمهم بأن النضال المقدس والجهاد يجب أن يكون ضد بلد ونظام ومكونات أخرى هم من يريدون الشر للبشر الذين عليهم إعلان الثورة وإسقاط الدولة ومنح فئة معينة «صك» التأييد ليحكموهم بغية تحقيق مطالب الناس وتحسين أوضاعهم وترقية معيشتهم، وهو ما لن يحصل، فالسيناريو المعد سلفاً هو سيناريو العراق نفسه، بلد بـ«الاسم» فقط بعدما بيع بـ«الباطن» لخامنئي إيران.
من يريد أن يدهس شيئاً، فليدهس محاولات كل «مستغل» هدفه تطويع الناس وتحويلهم إلى أتباع، ليدهس من يتودد إليه فقط لأجل تحويله إلى «رقم» يستخدمه في مظاهرات وفعاليات وتصريحات ولقاءات، ليدهس من يتقرب منه لأجل أن يدفع بأبنائه للشوارع ليخربوا ويرهبوا وليلبسوا شعارات «أنا الشهيد التالي» وغيرها، ليدهس من يفرحه أن يرى أبناء أتباعه «جثثاً» حتى يتاجر بها.
الدهس «الواجب» لكل هذا الإرهاب الفكري، ولكل محاولات «غسل الأدمغة» سواء باستغلال الدين من على المنابر، أو عبر غمس الناس أكثر في الوهم المبتكر تحت مسمى «المظلومية»، الدهس واجب بحق كل فكرة تأتي على حساب الوطن وعلى حساب أهله باختلاف تلاوينهم هدفها «مسخ» هوية وإبدالها بأخرى.
من حقي، بل من واجبي إن كنت أؤمن بكوني «حراً» أن «أدهس» كل محاولة لأي شخص أو جهة أو فئة تريد هي أصلاً أن «تدهس» حقي في امتلاك إرادتي وإعمال عقلي وتسعى لتحويلي إلى «تابع» و»رقم» يُستغل، من حقي «دهس» كل هذا بموقف والكلام والإرادة، وبالتأكيد دون استخدام سيارات ودون «إزهاق» للأرواح!