إن الدعم والتشجيع والتحفيز من أهم شروط نجاح أي مجتمع من المجتمعات، فأنت حينما تشجع زوجتك أو ابنتك أو أختك على تحقيق ما يردن تحقيقه في حياتهن، كأنما تشجع نفسك على تحقيق إنسانيتك، ومعناك في هذه الحياة، وإيصال رسالتك السماوية، والتي من أجلها خلقت، لتكون فرداً يليق بمعنى كلمة إنسان.
إن كل دعم وتشجيع وتحفيز للآخرين، سواء كانوا قريبين منك أو بعيدين عنك، هو ما يمكن أن يبعث في قلبك السعادة وبالتالي الرضا. لذلك عندما تقف أو تضع العوائق في درب من يحلم، فإنك تقوم بصورة غير واعية بسد أبواب الجمال الكوني، وسد نوافذ الخير التي من الممكن أن تدفع حياتك خطوات للأمام، وتعدل أوضاعك المالية والحياتية، وتهيئ لك الظروف المناسبة في حياة أفضل مما أنت عليها الآن.
قبل عدة أيام قرأت قصة أو حكاية في صفحة الـ «فيس بوك» للداعية الإسلامي الكبير المنفتح على كل ما هو خير في هذا العالم، الأستاذ عمرو خالد، وكانت القصة تحت عنوان «بسمة أمل – للنساء الطموحات» يقول فيها إنها عبارة عن قصتين حقيقيتين: الأولى من الشرق، والثانية من الغرب، أما الأولى، فهي قصة «منة» زوجة مصرية متزوجة من لبناني، والثانية قصة شخصية تسمى «ديبي» والاثنتين تحبان الكتابة.
«منة» تريد أن تؤلف كتاباً للأطفال، على شكل قصص بالصور، وبشكل بسيط وجذاب، باللغتين العربية والإنجليزية، أما «ديبي» فعندها آلة كاتبة تكتب عليها القصص، أثناء تواجد الأبناء في المدرسة، وعندما يكون الزوج في عمله، ولكن زوجيهما اعترضا عليهما وقالا لهما «كتابة أية قصص، ماذا ستجنوان في النهاية؟!»، وتراجعت الزوجتان عن أحلامهما نتيجة الإحباط الذي أصابهما من الزوجين.
ولكن في يوم من الأيام قرر الزوجان – والقصة متشابهة في الحالتين تماماً- مساعدة الزوجتين، «ناصر» زوج «منة» عندما رآها تبكي، وتقول له إنها «وقفت بجانبه حتى نجحت شركته»، رد عليها الزوج قائلاً: «سأقف بجانبك يا «منة»»، والثاني شجع زوجته لتكمل كتاباتها وصبر على الصوت المرتفع للآلة الكاتبة.
«منة» أصدرت 5 كتب للأطفال، منهم كتاب حصل على جائزة أحسن كتاب للأطفال في لبنان عام 2007، أما «ديبي ماكمبر» أصبحت تنشر أكثر من 20 قصة في العام، وتوزع مئات الآلاف وتحولت قصصها إلى أفلام أمريكية، فأصبحت من أشهر الكاتبات في أوروبا وأمريكا.
احترام الرجل لأحلام وطموحات وقدرات زوجته وشريكة حياته يدفعها للنجاح، ويشجعها على مواصلة دعم زوجها، ويحقق السعادة والهدوء والسكينة للبيت، بما يحقق بسمة الأمل لجميع أفراد الأسرة.
ما ذكره الأستاذ عمرو خالد، هو من الأهمية بمكان، أن نضع هاتين القصتين أمام كل من يسخر من قدرات أهله وأصحابه وأبناء جلدته، أو يقف عائقاً أمام تقدمهم المهني والفكري والفني والإبداعي.
لذلك علينا، أن نشجع كل من يحتاج للتشجيع، الأهل، والأبناء، والأصدقاء، وحتى الذين لا نعرفهم، فالتشجيع هو أحد المولدات الحقيقية للإبداع الإنساني، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى من يقف معهم، بسبب قلة الثقة بالذات، التشجيع والدعم والتحفيز المتواصل، يساهم في إعادة الثقة بقدراتهم، ويمنحهم الطاقة التي تبهت في حالة عدم وجود المشجع الذي يعيد شحن طاقتهم بالجميل والمختلف والمغاير، يعيدون شحن روحهم بطاقة الحياة، وطاقة المغامرة والمجازفة من أجل تحقيق أحلامهم.
علينا ألا ننتقص من قدرات الآخرين، الذين يعيشون بيننا، ونراهم كما يرون أنفسهم، يمتلكون ما نمتلك، ويحلمون بأحلام أكبر من أحلامنا المرتبطة بالعمل اليومي والروتيني والمألوف، لنفتح المجال أمام كل إنسان، محب، نظيف، شريف، مخلص، ليكون ما يريد أن يكون، شجّع وحفّز وادعم وافتح أبواب الخير لكل إنسان على هذه الأرض.