يقول المصريون عن الشخص «الغايص» في عمل ما أو مشكلة، ومشغول إلى الدرجة التي لا يتمكن معها الظهور أمام الآخرين، بأنه «غرقان لشوشته»، هذا التعبير فلاحي بحت، آت من أكواز الذرة، التي تزرع جنباً إلى جنب، وعندما تكبر يزيد طولها عن طول الرجل، الذي إن دخل بينها، ضاع وصار صعباً البحث عنه فيها، فيقال إنه «غرقان لشوشته»، و»الشوشة» هي أوراق الذرة التي تتدلى من أعلاها.
اليوم كل منتم إلى جمعية الوفاق «غرقان لشوشته»، في المشكلات التي أدخلت الجمعية نفسها فيها، فضاعت وصارت تتخبط ذات اليمين وذات الشمال، ولا تدري ما تفعل، خصوصاً وهي ترى الشارع الذي سعت لإيجاده ينفض من حولها، ولا يوافقها على كثير من تصرفاتها ومواقفها، ويريد منها أن تستجيب له أو يلفظها.
اليوم الوفاق «غرقانة لشوشتها» في المشكلات التي صارت تسبح فيها، ولم تعد تعرف الطريق إلى شاطئ الأمان، فهي إن استمرت في قرارها الدخول في الحوار بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة منذ الرابع عشر من فبراير الماضي فقدت جانباً كبيراً من جمهورها ومناصريها، فهي تتعرض لضغوطات شديدة، كي تنسحب منه، وصلت إلى حد اتهامها بالخيانة، وإن انسحبت فقدت ثقة الحكومة والجمعيات السياسية الأخرى، التي قدرت خطوتها تلك ووجدت فيها أملاً للخروج من الأزمة التي تلف البلاد منذ أكثر من سنتين.
الوفاق اليوم في موقف لا تحسد عليه، ولعله لا يسر حتى من يعاديها، هي اليوم تردد «آه من بطني.. آه من ظهري»، إن اتجهت يميناً تألمت، وإن اتجهت شمالاً تألمت، ففي الجهتين بل في الجهات الأربع، يوجد ما هو غير مريح لها ويسبب لها الألم.
هذه الحال الصعبة التي تعيشها الوفاق اليوم جعلت الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت تستطيع مواصلة السير بالطريقة التي قررتها لنفسها حيث تحاول أن تبدو متوازنة، وحيث لا تريد أن تخسر الحكومة، وما قد يأتي منها من مكاسب مستقبلاً، ولا تريد أن تخسر الشارع الذي يطربها، ويجعلها تشعر بأنها حققت بطولات يرضى عنها من تسعى لرضاه. حسب المنطق فإن الوفاق لا يمكنها مواصلة السير بطريقتها هذه، وأنها في خاتمة المطاف عليها أن تحسم وتقرر «.. يا دين .. يا تين!»، تقف مع هذا الطرف أم مع ذاك، على الأقل كي لا تخسر الطرفين فلا يذكرها بالخير أحد.
هل تنحاز الوفاق إلى جانب الحكومة فتشعر أنها قد ضمنت أنها لن تخرج من المولد بلا حمص، وتقبل بخسارة الشارع؟ أم تنحاز إلى «ائتلاف فبراير» الذي هو في كل الأحوال سحب البساط من تحتها، وصارت تابعة له بدل أن يكون تابعاً لها؟ ولكن ماذا لو أنها سعت إلى إرضاء الحكومة عبر محاولتها إقناع «ائتلاف فبراير» تغيير سياسته، والطلب من الشباب التوقف عن أنشطتهم، ولو لفترة من الزمن، بغية توفير الفرصة للحلول السياسية؟ أم أن هذا التصرف سيعود عليها بالسلب خصوصاً وأن الشباب لن يقبلوا بمثل هذا الطلب؟
الأكيد هو أن الوفاق لن تجرؤ على السير في هذا الاتجاه لأنها تعرف مقدماً أن لا قدرة لها على إقناع «ائتلاف فبراير» بمثل هذا الأمر، ولأنها تعرف أن مناصريها سيتخلون عنها، لو حاولت ذلك ولن يترددوا عن تثبيت صفة الخائن عليها.
لا أعرف إن كان ما يحدث للوفاق اليوم هو نتيجة تخطيط يعبر عن حنكة سياسية، وخبرة أدت إلى إيقاع هذه الجمعية الرئيسة في هذا المأزق، أم أنه نتيجة قلة خبرة الوفاق أو ارتباكها؟! كما لا أعرف إن كان بإمكانها أن تخرج سريعاً من بين أكواز الذرة التي غرقت فيها.. لشوشتها؟!
{{ article.visit_count }}
اليوم كل منتم إلى جمعية الوفاق «غرقان لشوشته»، في المشكلات التي أدخلت الجمعية نفسها فيها، فضاعت وصارت تتخبط ذات اليمين وذات الشمال، ولا تدري ما تفعل، خصوصاً وهي ترى الشارع الذي سعت لإيجاده ينفض من حولها، ولا يوافقها على كثير من تصرفاتها ومواقفها، ويريد منها أن تستجيب له أو يلفظها.
اليوم الوفاق «غرقانة لشوشتها» في المشكلات التي صارت تسبح فيها، ولم تعد تعرف الطريق إلى شاطئ الأمان، فهي إن استمرت في قرارها الدخول في الحوار بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة منذ الرابع عشر من فبراير الماضي فقدت جانباً كبيراً من جمهورها ومناصريها، فهي تتعرض لضغوطات شديدة، كي تنسحب منه، وصلت إلى حد اتهامها بالخيانة، وإن انسحبت فقدت ثقة الحكومة والجمعيات السياسية الأخرى، التي قدرت خطوتها تلك ووجدت فيها أملاً للخروج من الأزمة التي تلف البلاد منذ أكثر من سنتين.
الوفاق اليوم في موقف لا تحسد عليه، ولعله لا يسر حتى من يعاديها، هي اليوم تردد «آه من بطني.. آه من ظهري»، إن اتجهت يميناً تألمت، وإن اتجهت شمالاً تألمت، ففي الجهتين بل في الجهات الأربع، يوجد ما هو غير مريح لها ويسبب لها الألم.
هذه الحال الصعبة التي تعيشها الوفاق اليوم جعلت الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت تستطيع مواصلة السير بالطريقة التي قررتها لنفسها حيث تحاول أن تبدو متوازنة، وحيث لا تريد أن تخسر الحكومة، وما قد يأتي منها من مكاسب مستقبلاً، ولا تريد أن تخسر الشارع الذي يطربها، ويجعلها تشعر بأنها حققت بطولات يرضى عنها من تسعى لرضاه. حسب المنطق فإن الوفاق لا يمكنها مواصلة السير بطريقتها هذه، وأنها في خاتمة المطاف عليها أن تحسم وتقرر «.. يا دين .. يا تين!»، تقف مع هذا الطرف أم مع ذاك، على الأقل كي لا تخسر الطرفين فلا يذكرها بالخير أحد.
هل تنحاز الوفاق إلى جانب الحكومة فتشعر أنها قد ضمنت أنها لن تخرج من المولد بلا حمص، وتقبل بخسارة الشارع؟ أم تنحاز إلى «ائتلاف فبراير» الذي هو في كل الأحوال سحب البساط من تحتها، وصارت تابعة له بدل أن يكون تابعاً لها؟ ولكن ماذا لو أنها سعت إلى إرضاء الحكومة عبر محاولتها إقناع «ائتلاف فبراير» تغيير سياسته، والطلب من الشباب التوقف عن أنشطتهم، ولو لفترة من الزمن، بغية توفير الفرصة للحلول السياسية؟ أم أن هذا التصرف سيعود عليها بالسلب خصوصاً وأن الشباب لن يقبلوا بمثل هذا الطلب؟
الأكيد هو أن الوفاق لن تجرؤ على السير في هذا الاتجاه لأنها تعرف مقدماً أن لا قدرة لها على إقناع «ائتلاف فبراير» بمثل هذا الأمر، ولأنها تعرف أن مناصريها سيتخلون عنها، لو حاولت ذلك ولن يترددوا عن تثبيت صفة الخائن عليها.
لا أعرف إن كان ما يحدث للوفاق اليوم هو نتيجة تخطيط يعبر عن حنكة سياسية، وخبرة أدت إلى إيقاع هذه الجمعية الرئيسة في هذا المأزق، أم أنه نتيجة قلة خبرة الوفاق أو ارتباكها؟! كما لا أعرف إن كان بإمكانها أن تخرج سريعاً من بين أكواز الذرة التي غرقت فيها.. لشوشتها؟!