تجازف الولايات المتحدة الأمريكية بكامل مصالحها في منطقة الخليج العربي، كما تعرض المجموعات الشيعية في هذه الدول لخطر كبير حين تجعلها في مواجهة الآخرين، بمحاولات تمكين مجموعة شيعية راديكالية على مقدرات الشعب البحريني عنوة وبالتهديد، لتخلق وللمرة الأولى في تاريخ علاقتها بشعوب المنطقة حالة من التوجس والتنافر الشديد تجاهها كدولة -كانت إلى وقت قريب- حليف مهم لهذه الشعوب عقدت معها التحالفات والاتفاقات الأمنية والاقتصادية.
حين تتناغم تصريحات «الوفاق» بشكل كبير مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين -والاثنان يدفعان للتماثل مع الحالة اليمنية- فذلك يدل على حجم التنسيق «الخيانة» بعبارة أخرى لتجدد محاولة إسقاط النظام التي فشلت في 2011 إلى أن تحدث عبر الحوار في 2013 و»الوفاق» تستند إلى دعم الولايات المتحدة فقط في ما تعرضه من مقترحات.
اليمن حالة تختلف تماماً عما حصل في البحرين، اليمن سقط النظام وحيث توحد الشعب اليمني لإسقاطه، لذا فإن تصفير الدولة دستورياً تحصيل حاصل.
حين تجلس القوى السياسية في اليمن مع بعضها بعضاً ومعهم الرئيس اليمني الجديد على طاولة الحوار برعاية الأمم المتحدة كما تطالب «الوفاق»، فإن صياغة دستور جديد أمر طبيعي بعد أن سقط النظام وسقطت معه منظومة الحكم كاملة وإن بقيت مؤسساتها، والأمر الأهم أن كامل الشعب أسقط هذا النظام.
أما في الحالة البحرينية فإننا أمام دولة قائمة بنظامها بميثاقها بدستورها بمرجعياتها بقواعدها الشعبية بقواها السياسية، هذا واقع لا يمكن تجاوزه بسهولة، فقط لأن هناك مجموعة أو قوة سياسية تريد أن تنسف ما هو قائم وتنطلق من الصفر، إن قبول هذا المبدأ يجيز لي ولبقية الشعب البحريني والقوى السياسية الممثلة له أن تنسف في اليوم التالي ما تجبر عليه ويفرض عليها، كما يحدث الآن في مصر وكما يحدث في اليمن، حيث قال الرئيس اليمني إن «الحوار قائم ومن لا يعجبه يضرب رأسه في الحائط» وها نحن نرى ماذا حصل في مصر والعراق أيضاً!
الولايات المتحدة الأمريكية تدفع لأن يكون مصير البحرين كمصير هذه الدول، التي لم ولن تستقر لأن طرفاً فيها استقوى بها على بقية الأطراف واعتقد أنه حقق مراده، ليصبح بعدها هذا الطرف في مواجهة الشعب بأسره.
الإخوان الآن في مواجهة الشعب المصري وحزب المالكي في مواجهة الشعب العراقي بسنته وشيعته الآن وهكذا....
الذي يحدث أن أمريكا تنسحب بعدها وتترك البلد للاحتراب الأهلي والقتال فيما بين الطوائف، مصر واليمن والعراق وليبيا 4 دول طبقت فيها الولايات المتحدة الأمريكية ذات الوصفة وتريد أن تطبقها على البحرين بخيانة «الوفاق» معها.
تدخل لدعم أحد الأطراف، تفرض حواراً، تسقط النظام السياسي، تترك فراغاً، تنسحب، تدعو الأمم المتحدة لرعاية الترتيبات الأخيرة، يحدث احتراب بين المجموعات، ومن بعدها سقوط وانهيار للدولة بأسرها لا للنظام فحسب.
ويبدو أن أمريكا غير معنية بالتفجيرات والدماء والأشلاء التي تراها الآن في العراق، فقد حصلت شركات النفط وشركات الإعمار على عقودها، وغير معنية حتى بحماية من شجعتهم على الخيانة،
أما الجماعة التي التحفت بالغطاء الأمريكي فقد تركت للعراء في مواجهة بقية الجماعات التي انتفضت للدفاع عن مصالحها والاقتتال على ملء الفراغ، لم يربح من هذا السيناريو غير شركات أمريكية وخونة محليين.
في دول الخليج العربي الولايات المتحدة الأمريكية تعبث بمصير أقلية في مواجهة أغلبية، ولا يمكن أن تمنحهم الحماية إلى الأبد، الحال مختلف عن اليمن وعن مصر، وعن العراق.
فالتطرف السني الذي بدأ ينشط مؤخراً سيتسيد هو الموقف لا في مواجهة الشيعة فحسب بل حتى في مواجهة المصالح الأمريكية، ولن يكون وقتها مجال لاعتدال أو لتنافس قوى سياسية أو نعيم الديمقراطية الذي ترمي به الولايات المتحدة الأمريكية طعماً للحالمين، نحن ننطلق بتشخيصنا من واقع، في حين تنطلق أماني الحالمين من افتراضات فضائية لا تستند إلى الأرض.
حلم تصفير الدولة الذي تدفع به الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الدمى التي تحركها يعني باختصار أن تضع الشيعة في مواجهة السنة لا في البحرين فحسب بل في دول الخليج، وأن تعرض جميع مصالحها العسكرية والاقتصادية للخطر، إنها تعيد إحياء «القاعدة» من جديد إنما هذه المرة القاعدة ستكون في عقر دارها، فالولايات المتحدة الأمريكية تدفع السنة إلى خيارات محدودة تجاه الاثنين «الشيعة وهم»، فهل هذا ما ترغب به؟
حين تتناغم تصريحات «الوفاق» بشكل كبير مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين -والاثنان يدفعان للتماثل مع الحالة اليمنية- فذلك يدل على حجم التنسيق «الخيانة» بعبارة أخرى لتجدد محاولة إسقاط النظام التي فشلت في 2011 إلى أن تحدث عبر الحوار في 2013 و»الوفاق» تستند إلى دعم الولايات المتحدة فقط في ما تعرضه من مقترحات.
اليمن حالة تختلف تماماً عما حصل في البحرين، اليمن سقط النظام وحيث توحد الشعب اليمني لإسقاطه، لذا فإن تصفير الدولة دستورياً تحصيل حاصل.
حين تجلس القوى السياسية في اليمن مع بعضها بعضاً ومعهم الرئيس اليمني الجديد على طاولة الحوار برعاية الأمم المتحدة كما تطالب «الوفاق»، فإن صياغة دستور جديد أمر طبيعي بعد أن سقط النظام وسقطت معه منظومة الحكم كاملة وإن بقيت مؤسساتها، والأمر الأهم أن كامل الشعب أسقط هذا النظام.
أما في الحالة البحرينية فإننا أمام دولة قائمة بنظامها بميثاقها بدستورها بمرجعياتها بقواعدها الشعبية بقواها السياسية، هذا واقع لا يمكن تجاوزه بسهولة، فقط لأن هناك مجموعة أو قوة سياسية تريد أن تنسف ما هو قائم وتنطلق من الصفر، إن قبول هذا المبدأ يجيز لي ولبقية الشعب البحريني والقوى السياسية الممثلة له أن تنسف في اليوم التالي ما تجبر عليه ويفرض عليها، كما يحدث الآن في مصر وكما يحدث في اليمن، حيث قال الرئيس اليمني إن «الحوار قائم ومن لا يعجبه يضرب رأسه في الحائط» وها نحن نرى ماذا حصل في مصر والعراق أيضاً!
الولايات المتحدة الأمريكية تدفع لأن يكون مصير البحرين كمصير هذه الدول، التي لم ولن تستقر لأن طرفاً فيها استقوى بها على بقية الأطراف واعتقد أنه حقق مراده، ليصبح بعدها هذا الطرف في مواجهة الشعب بأسره.
الإخوان الآن في مواجهة الشعب المصري وحزب المالكي في مواجهة الشعب العراقي بسنته وشيعته الآن وهكذا....
الذي يحدث أن أمريكا تنسحب بعدها وتترك البلد للاحتراب الأهلي والقتال فيما بين الطوائف، مصر واليمن والعراق وليبيا 4 دول طبقت فيها الولايات المتحدة الأمريكية ذات الوصفة وتريد أن تطبقها على البحرين بخيانة «الوفاق» معها.
تدخل لدعم أحد الأطراف، تفرض حواراً، تسقط النظام السياسي، تترك فراغاً، تنسحب، تدعو الأمم المتحدة لرعاية الترتيبات الأخيرة، يحدث احتراب بين المجموعات، ومن بعدها سقوط وانهيار للدولة بأسرها لا للنظام فحسب.
ويبدو أن أمريكا غير معنية بالتفجيرات والدماء والأشلاء التي تراها الآن في العراق، فقد حصلت شركات النفط وشركات الإعمار على عقودها، وغير معنية حتى بحماية من شجعتهم على الخيانة،
أما الجماعة التي التحفت بالغطاء الأمريكي فقد تركت للعراء في مواجهة بقية الجماعات التي انتفضت للدفاع عن مصالحها والاقتتال على ملء الفراغ، لم يربح من هذا السيناريو غير شركات أمريكية وخونة محليين.
في دول الخليج العربي الولايات المتحدة الأمريكية تعبث بمصير أقلية في مواجهة أغلبية، ولا يمكن أن تمنحهم الحماية إلى الأبد، الحال مختلف عن اليمن وعن مصر، وعن العراق.
فالتطرف السني الذي بدأ ينشط مؤخراً سيتسيد هو الموقف لا في مواجهة الشيعة فحسب بل حتى في مواجهة المصالح الأمريكية، ولن يكون وقتها مجال لاعتدال أو لتنافس قوى سياسية أو نعيم الديمقراطية الذي ترمي به الولايات المتحدة الأمريكية طعماً للحالمين، نحن ننطلق بتشخيصنا من واقع، في حين تنطلق أماني الحالمين من افتراضات فضائية لا تستند إلى الأرض.
حلم تصفير الدولة الذي تدفع به الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الدمى التي تحركها يعني باختصار أن تضع الشيعة في مواجهة السنة لا في البحرين فحسب بل في دول الخليج، وأن تعرض جميع مصالحها العسكرية والاقتصادية للخطر، إنها تعيد إحياء «القاعدة» من جديد إنما هذه المرة القاعدة ستكون في عقر دارها، فالولايات المتحدة الأمريكية تدفع السنة إلى خيارات محدودة تجاه الاثنين «الشيعة وهم»، فهل هذا ما ترغب به؟