شخصياً لم استغرب الأخبار المتداولة بقوة هذه الأيام عن استقالة رجل الأعمال المعروف عصام جناحي من رئاسة نادي النجمة رغم أنه حتى اللحظة لم يتقدم بطلب رسمي إلى مجلس الإدارة بهذا الخصوص!
كنت على يقين من أن هذا الرجل المرموق في الأوساط الاستثمارية لن يستطيع الصمود أمام العواصف التي تلعب بمصير هذا النادي المندمج منذ أكثر من 11 عاماً، أي قبل مجيء الجناحي بسنوات طويلة!!
كنت أعلم من خلال معايشتي عن قرب لما يدور داخل وخارج النادي أن الجناحي لن يستطيع مواجهة هذه الظروف رغم اندفاعه لنقل النادي إلى آفاق مستقبلية مشرقة بعد الانتقال إلى المبنى النموذجي وما يتمتع به هذا الموقع الاستراتيجي من توافر فرص الاستثمار التي من شأنها أن تدر على النادي أموالاً تنعش خزينته الخاوية تماماً!
عصام جناحيي رجل الأعمال المعروف على مستوى الوطن العربي استطاع أن يقود العديد من المشروعات الاستثمارية الناجحة وكان يخطط لتطبيق هذه السياسة الاستثمارية الناجحة في النادي إلا أنه فوجئ بمتاريس شديدة التعقيد تحول بينه وبين تحقيق أهدافه بدءاً بترهل مجلس الإدارة وانتهاء بغموض مواقف المؤسسة العامة للشباب والرياضة تجاه قضايا النادي الإدارية والاستثمارية!
فمجلس الإدارة يعيش فراغاً إدارياً خطيراً تسبب في تراجع كل فرق النادي الرياضية كما تسبب في تأخير حسم مسالة الانقسام بين النادي الأم والفرعين التابعين له في السلمانية ورأس الرمان، وذلك بسبب المجاملة وجبر الخواطر على حساب هذا الكيان الرياضي الكبير الذي لم يجن من وراء الاندماج سوى المبنى النموذجي الإسمنتي لا أكثر!
هذا الانقسام يعد أحد أبرز الأسباب في تعطيل مشروع السلمانية الاستثماري الذي لايزال معلقاً بين شد وجذب بين الإدارة النجماوية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة والكل يلقي بالكرة في ملعب الآخر!
هذا الترهل الإداري في المجلس النجماوي جعل الحالة الفنية للفرق الرياضية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم في ظل عدم الالتزام بدفع المستحقات المالية للاعبين والمدربين مما ولد حالة من التذمر وعدم الالتزام والانضباط ذهب ضحيته المدرب الوطني عبدالحميد الكويتي ككبش فداء حاول مجلس الإدارة جعله شماعة يعلق عليها أخطاءه وتقصيره المكشوف!
أمام كل هذه المعوقات لم يجد الجناحي خياراً سوى التلويح بتقديم الاستقالة والابتعاد عن وجع الدماغ وهو سيناريو سبق أن حدث لأكثر من شخصية استثمارية خاضت تجربة العمل في المجال الرياضي وتحديداً في الأندية الوطنية واصطدمت بنفس العوائق!
من المفارقات التي تعيشها الرياضة المحلية وتحديداً في الأندية الوطنية أننا ننادي رجال الأعمال والوجهاء للانخراط في العمل الإداري من خلال ترؤس الأندية أو الاتحادات الرياضية وعندما يتجاوب أحد مع هذه الدعاوي لا يجد من يدعمه من الجهات الرسمية ولا من يعمل على الاستفادة من خبراته وعلاقاته لتحسين أوضاع النادي أو الاتحاد إنما يقتصر الأمر على «حلبه» بالمطالبات المالية التي لا تتوقف حتى لا يجد مخرجاً سوى الاستقالة والابتعاد عن المجال الرياضي دون رجعة!
في مثل وضع نادي النجمة لابد من أن تتدخل المؤسسة العامة للشباب والرياضة لانتشال هذا الكيان الرياضي المندمج من هذا الوضع الخاطئ الذي يعيشه منذ بداية رحلة الاندماج!
لابد من الإسراع في حسم ملف المشروع الاستثماري للنادي وتحديد موعد انعقاد الجمعية العمومية لإجراء الانتخابات أو استمرارية التعيين بشرط تجديد الدماء بعد فشل المجلس الحالي في تسيير شؤون النادي بالشكل المثالي مع استحالة إقناع الجناحي بالاستمرار.
وفي حال عجز المؤسسة عن تحقيق هذه المطالب فإنني أناشد الرئيس الفخري للنادي سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة بالتدخل الفوري لإنقاذ النادي قبل فوات الأوان.