المواطنة البحرينية فاطمة غلوم امتلكت الجرأة والشجاعة لتخرج بوجهها وتتحدث عما تعرضت له من اعتداء وتطاول من قبل مجموعة مخربين، فقط لأنهم وجدوا في سيارتها التي انحشرت في زحام بسبب أفعالهم، صورة صغيرة لجلالة الملك.
هذا التخريب والإرهاب بات لا يفرق بين أي أحد، لا من المذهب الشيعي ولا السني، معيارهم فقط هو من يتفق معهم، وحينما يخالفهم الآخرون سواء بالأقوال أو الأفعال أو التصرفات، أو أقلها يرغبون بالعيش في «سلام» بعيداً عن هذا الجو الطائفي المشحون بفعل فاعل، فإن هؤلاء يصنفون على أنهم «ضد» ويجب أذيتهم والانتقام منهم.
ما ذنب هذه المرأة التي كانت متوجهة لبيتها وعلى عجل لظرف طارئ متعلق بأبنائها؟! ما ذنبها إن كانت وقعت ضحية ازدحام في الشارع سببه مجموعة مخربين انقلابيين شغلهم الشاغل تخريب هذا الوطن وإرهاب أهله وإقلاق حياتهم؟!
تابعنا ما حصل، وتذكرنا المقولة «الكاذبة» التي قالها علي سلمان خلال الأزمة بأنه «يضمن» سلامة أي سني!
والله نضحك من هكذا كلام يراد به خداع الناس، الكذاب يعرف من وجهه، وكلام الكذب مفضوح أمام أي عاقل. علي سلمان لا يمكنه ضمان سلامة أي شخص من هذا الإرهاب، حتى هو لا يمكنه ضمان سلامة نفسه لو وقف أمام هذه الجماعات الإرهابية وطالبها بعدم ترديد شعارات التسقيط أو سد الشوارع، والله لا يقوى على ذلك.
المواطنة التي تعرضت للاعتداء ليست من مذهب يخالفكم حتى تعاملوها بهكذا طائفية وحقد وتعتدوا عليها، أليست مواطنة حرة لها الحق في التعبير عن رأيها كيفما تريد؟! هل جريمتها أن صورة جلالة الملك وجدت في سيارتها؟! أين الوفاق مما حصل، أين أصواتكم الصادحة المدافعة عن النساء اللواتي يقطع طريقهن؟! والله لن نسمع حرف «إنصاف» واحد من طائفيين وانقلابيين حتى النخاع.
لكن حتى يعرف الناس الفرق بين الكاذبين الطامعين في هذا البلد الناوين لها شراً، وبين قيادة لا تفرق بين أبنائها لا بحسب المذهب ولا الجنس ولا حتى الولاء، هذه المواطنة تداعى لندائها سريعاً صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان على الفور، موجهاً لمتابعة قضيتها وتأمين سلامتها وعائلتها وتوفير الحياة الكريمة لهم بمعزل عن تعرضهم للترهيب والترويع.
هذه الأفعال هي التي تبين للناس البسطاء الفرق الشاسع، بين قادة يريدون خير هذا البلد ومصلحة أبنائها مهما اختلفت توجهاتهم ومذاهبهم، وبين من يريد حرق البلد واختطافها ويصنف الناس على أنهم «ضد» بمجرد مخالفتهم لرأيه.
ما حصل درس لكل من ينساق وراء المحرضين والمخربين بأنه لو جاء عليهم يوم ليختلفوا معهم في الرأي والتوجه والموقف فإنهم سيكونون عرضة للاعتداء والترويع والترهيب، بل الوصول لهم أسهل من غيرهم، هم يعتبرونهم أتباعاً لا حق لهم في إبداء الرأي والاختلاف فقط هم أدوات يجب أن تؤمر فتطيع.
المواطنة التي تعرضت للاعتداء في تجمع تخريبي يفترض أن الوفاق ترفضه «هكذا يقولون هم» كونه يتضمن تطاولاً على رموز البلاد وشعارات تسقيط وعمليات تخريب، هذه المواطنة لم يهب لها علي سلمان أو مرجعه عيسى قاسم المنصب نفسه مدافعا عن «الحرائر»، لم يكترثوا لما تعرضت له، لم يهزهم حتى قولها انها من المذهب الشيعي، بل سكتوا وكأنهم قابلون بما يحصل لمن يختلف معهم، خرسوا ولم يصدروا أقلها كلمات تنصفها وتدافع عنها، وهم الذين يسهل إصدار الكلمات والبيانات لديهم.
الآن تعرفون لماذا الناس تحب رجلاً مثل خليفة بن سلمان، لأنه إنسان ينبذ الطائفية والعنصرية، لا يفرق بين سني وشيعي، يرى الجميع مواطنين بحرينيين بالتالي لهم حقوق تؤدى على رأسها أن تحميهم الدولة وتذود عنهم، بالتالي نداء المواطنة فاطمة غلوم لسموه لم يخب على الإطلاق فها هي توجيهاته تصدر ليرد الضرر عنها وليؤخذ لها حقها ولتضمن سلامتها وعائلتها.
هذا الرجل هو من أنصف المواطنة فاطمة غلوم، هو نفسه الذي زار رجال الأمن المصابين «على الفور» في المستشفيات ليطمئن عليهم، هو من وصل للناس الذين تعرضوا لاعتداءات واستهدافات، هو من ينزل للناس ليعدهم بأنه سيظل دوماً حامياً لهم مدافعاً عن حقوقهم.
في المواقف تعرف الرجال، ومواقف خليفة بن سلمان دائماً ما تكشف لنا معيار الرجولة الحقيقية.