ألسنة اللهب تقطع الشوارع كل لحظة نهاراً وليلاً.. سلمية .. تفجيرات ذهب ضحيتها رجال أمن ومواطنون ومقيمون.. سلمية.. حرب وبنادق وقنابل تقطع أجساد المارة.. سلمية.. إرهاب أصحابه هم معلومون ومعروفون ومسجلون وموثقون .. «مناضلون» من الأجل الحرية!
وأما في بوسطن، تفجير واحد فهو عمل إرهابي وشنيع وجبان، يفتح فيه تحقيق وتجتمع جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية ويتوعد أوباما أي شخص أو مجموعة نفذت الاعتداء بأنها ستجد ثقل العدالة وتحاسب، وجه فيه كافة طاقات الحكومة الأمريكية من أجل توفير الأمن في كافة أنحاء البلاد، والتحقيق من أجل تحديد هوية الأفراد وتوعد بكشف المسؤولين عن هذا التفجير الذي خلف 3 قتلى.
وسنقول لكم هنا لماذا تسمى التفجيرات في أمريكا عملاً إرهابياً شنيعاً وجباناً ؟.. وفي البحرين تسمى سلمية؟، ومرتكبوها أصحاب رأي تدعو المنظمات الأمريكية إلى إطلاق سراحهم وتعويضهم وجبر خواطرهم، وذلك حين يظل من يقفوا خلف الأعمال الإرهابية في البحرين أحراراً طلقاء يتمتعون بكل وسائل التسلية والرفاهية ويستلمون رواتب تقاعدية مجزية وآخرون يحصلون على مناصب حكومية عالية، ولهم مقرات تدفع إيجاراتها الدولة ومساعدات سنوية ثم يدعون إلى طاولة الحوار لينظر في مطالبهم التي منها إسقاط الحكومة والحصول على وزارات خدمية ويوظف أعضاء من ميلشياتهم الإرهابية التي قامت بعمليات القتل والتفجير واستهدفت الأجهزة الأمنية والعسكرية، ولذلك ينظر المجتمع الدولي إلى مرتكبي التفجيرات في البحرين على أنهم «نشطاء سياسيون يطالبون بالديمقراطية»، عندما اعترفت الدولة بوجودهم وشرعنت إرهابهم بالجلوس معهم على طاولة الحوار.
وأما من قام بتفجيرات بوسطن سوف يكون ليلهم أسود لا يسطع فيه قمر ولا نجوم، ونهار لا يرى بصيص شمس وستصفد أيديهم وأرجلهم ويجروا من رقابهم إلى منصات الإعدام، ولذلك يظل الأمن الأمريكي كابلات مكهربة تقطع كل أصبع يمتد إليها، ويحرق كل جسد يعتدي عليها، فحرب أمريكا على أي إرهاب قد يهدد برجاً أو بناية أو حتى ملحقاً فيها، لا يقف شيئاً أمام ملاحقتها لمن تشتبه في أنه إرهابي لا أكبر محيطات ولا أقصى قارات فيه تستخدم قوات عسكرية وأساطيل وطائرات حتى تصل إلى من يكمن وراء الخطر وخلفه، فها هي تدك الجبال بالسهول في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، وذلك لتطبيق عدالة أمريكا الثقيلة بحسب منظورها ومفهومها، فهي تنظر إلى نفسها كـ«دولة عظمى» وأن أي اعتداء عليها إهانة لكبريائها وجرح لكرامتها، أما البحرين فغير مسموح لها البتة بعقاب أي إرهابي حتى لو قتل المئات، وها هو من أصدر فتوى «السحق» وذهب نتيجة فتوته مئات الضحايا من قتيل وجريح، فلم يجد صاحبها محاسبة ولا حتى قرطاس مخاطبة، فمرت هذه الفتوى كأنه قال «حيوهم ودللوهم»، كما لم يسأل علي سلمان قط أو يعاتب عتاباً خفيفاً لطيفاً وهو الذي يهدد كل يوم بتفجير الوضع الأمني أكثر وأكبر ويعترف بلسانه وكلامه أنه «لم يستخدم بعد كامل قوته»، ولذلك يستطيع سلمان أن يصرح كل يوم ويعلن عن «برنامجه الإرهابي بكل جرأة»، وعلى مسمع من الدولة ويسمي إرهابه بـ «السلمية».. بعدما تسترت على إرهابه الأجهزة الإعلامية والجهات الرسمية، ثم تتواصل معه الدولة عبر الوسيط، فهنا يكمن الفرق بين من يودع الإرهابيين سجوناً أبدية، وبين إرهابيين يقابلون بالدلال والحنان حتى وصل بهم خيالهم إلى المطالبة بإسقاط الحكومة وجلوس الحاكم معهم، وهي حالة لم يحدث مثلها قط في أي مكان في العالم، فقط يحدث هنا في البحرين.
وممكن للدولة أن تقنع العالم أن ما يحدث في البحرين هي عمليات إرهابية لا شأن لها بعملية ديمقراطية، ولا مطالبة بحرية، وذلك عندما تسلط أعلامها على التفجيرات الإرهابية، مثلما فعلت أمريكا مع تفجيرات بوسطن حيث استطاع أعلامها أن يصور هذه العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 3 قتلى، أكبر من جريمة إبادة أكثر من مليون عراقي أثناء احتلال أمريكا للعراق، وأكبر من جريمة قتل بشار لأكثر من 100 ألف سوري.
ومن هنا نتمنى ونرجو من الدولة أن تكشف الحقائق بجرأة ومهنية، وتعلن عمن يقف خلف العمليات الإرهابية، وتكشف عن الأدلة التي تثبت تورط إيران في الأعمال الإرهابية التي تنفذها «الوفاق»، وبعدها سوف يعترف العالم راغماً أن التفجيرات التي تحدث في البحرين هي نفسها التي حدثت في بوسطن، فكل التفجيرات يقف خلفها إرهابيون يجب أن تطبق عليهم ثقل العدالة والمحاسبة، محاسبة لا يعقبها عفو ولا لجان تحقيق وتقصي، وإلا سيظل الإرهابي في البحرين في نظر العالم ضحية، والضحية إرهابي، طالما أن الإرهابي يجلس على طاولة مدللاً مكرماً.